تأثير البيئة على إدارة الموارد البشريّة


null

نُشِر في Oct 18, 2021 at 06:10 PM


للبيئة تأثير كبير على الموارد البشريّة، فهي سبب زيادة اهتمام منظّمات الأعمال بالعمالة الماهرة، واستفادة ادارة الموارد البشريّة من التطوّر التكنولوجي، وتفاوت الرواتب من منطقة إلى أخرى،

 

وكما أنّها تؤثّر على الموارد البشريّة بطريقة غير مباشرة من خلال التأثير على البيئة الداخليّة للموارد البشريّة، مثل ثقافة المنظّمة، وسياساتها، وإجراءاتها، وأهدافها، وتعرّف الموارد البشريّة بأنّها الجهة المسؤولة عن كلّ مايتعلّق بالقوّة العاملة للمنظّمة، ويمكن تعريف بيئة الموارد البشريّة بأنّها أحد عناصر البيئة الاجتماعيّة،

 

والتي تتضمّن كلّ ما له علاقة بالموارد البشريّة، والاستفادة منها، وتعرّف إدارة الموارد البشريّة بأنّها قيام الموارد البشريّة بالأعمال الإدارية المتعلّقة بالقوّة العاملة للمنظّمة، مثل التوظيف، التطوير، حماية، استخدام القوّة العاملة للقيام بأعمال المنظّمة، وتحقيق أهدافها.

 

وللبيئة الخارجيّة للموارد البشريّة عناصر مختلفة، يتكلّم المقال عن بعضها، وهي عوامل تقع خارج حدود المنظّمة، وخارج سيطرة الموارد البشريّة، وبالتالي فإنّ تغيّرها يشكّل خطورة على المنظّمة، حيث أنّ المنظّمة ليست منفصلة عن العالم الخارجي، بل هي نظام مفتوح تؤثّر وتتأثّر بالعالم الخارجي، وبالتالي ظهور فرص أو تهديدات للموارد البشريّة.


 وبالتالي فمن المهمّ من أجل التخطيط الاستراتيجي للموارد البشريّة فحص عوامل البيئة الخارجيّة، لتكون القرارات المتعلّقة بالموارد البشريّة أكثر كفاءة، وفعّاليّة، في مواجهة التحدّيات، و اغتنام الفرص، ولتكون إدارة الموارد البشريّة عمليّة استباقيّة، وليس مجرّد ردّة فعل، فتشارك في تشكيل التغيّرات البيئيّة المناسبة لها، ومن هذه العوامل الخارجيّة، مايلي: 


العوامل التكنولوجيّة:

الإبداعات، والتغيّرات في التكنولوجيا، تغيّر طريقة عمل المنظّمات، إذ أنّها تساعدها على النموّ، وتحسين صورتها لدى أصحاب المصالح، وبالتالي تحقيق المزيد من الأرباح، وامكانيّة زيادة رواتب الموظّفين.
 

ولذلك تزداد أهميّة الموظّفين الذين لديهم مهارة تقنيّة تمكنّهم من توظيف التكنولوجيا في عملهم لدى المنظّمة، وذلك يشمل الموظّفين بمختلف الأقسام، وبما فيهم مسؤولي الموارد البشريّة.


حيث يساعد التطوّر التكنولوجي الموارد البشريّة على تطوير طريقة عملها، وإدارتها للعنصر البشري مثل تطوّر عمليّات الاختيار، التوظيف، التدريب، تقييم الأداء، وتحديد الرواتب، والأجور، إذ أصبح بالإمكان القيام بمختلف عمليّات إدارة الموارد البشريّة بشكل الكتروني.


يساهم التطوّر التكنولوجي في تخفيض تكاليف الموارد البشريّة، فمثلاّ قد تجد المنظّمة، نتيجة استخدامها التكنولوجيا الجديدة أنّها بحاجة إلى عاملين بعد أن كانوا ثلاثة، كما أنّ العمل عن بعد يخفف تكاليف المكان، والمواصلات.

 

إلّا أنّ للتطوّر التكنولوجي تكلفة، حيث قد يسخط الموظّفين الناجحين في التكنولوجيا القديمة، من تغيّر وتطوّر التكنولوجيا لكونها خلاف ما تعودوا عليه، كما قد يزداد طلب إدارة الموارد البشريّة لموظّفين لديهم مهارات تقنيّة، وترتفع تكلفة تدريب الموظّفين.

 

العوامل الاقتصاديّة:

تتأثّر المنظّمة بالعوامل الاقتصاديّة المختلفة، مثل الوضع الاقتصادي العام، السياسات الاقتصاديّة،  الناتج المحلّي الإجمالي، التضخّم، وتنعكس التغيّرات التي تطرأ على المنظّمة نتيجة العوامل الاقتصاديّة المختلفة على التغيّر في إدارة الموارد البشريّة، فمثلا تدهور الاقتصاد يساهم في زيادة معدّلات البطالة، وقد يضغط على إدارة الموارد البشريّة لتقلّص عدد موظّفيها، وذلك عكس حالة الاستقرار والنمو الاقتصادي.


وهذا يعني أنّه من المهم عند تخطيط الموارد البشريّة بأن لايتمّ النظر فقط إلى الوضع الاقتصادي الحالي، ومتابعة التغيّرات، بل أيضاً القيام بوضع خطّة لأوقات التراجع الاقتصادي، والأزمات، وذلك على مستوى الاقتصاد المحلّي، والاقتصاد العالمي.

 

إذ يتأثّر الاقتصاد المحلّي بالاقتصاد العالمي بسبب العولمة، فالعالم أصبح مترابط، وكلّما كان حجم اقتصاد الدولة، وانفتاحها على بقية الدول أكبر، كان تأثيرها على الاقتصاد العالمي أكبر، وهذا يعني أنّ الاقتصاد العالمي يؤثّر على إدارة الموارد البشريّة. 

 

سوق العمل:

تطلب المنظّمات الموظّفين بمهارات معيّنة تؤهّلها للقيام بالأعمال التي تحتاجها، فتتنافس المنظّمات للحصول على القوّة العاملة الماهرة، ولمواجهة المنظّمة هذا التنافس للحصول على القوّة العاملة التي تريدها، فعليها تطوير إدارة الموارد البشريّة لديها، والتخطيط لها، ويمكن الاستفادة من دورات تدريبيّة لتطوير قدرتها على التنافس.

 

ويعرض الأفراد الجهد الذي يمكن أن يبذلوه، ليشكّلوا جانب العرض في سوق العمل رغم التنوّع الديموغرافي كالاختلاف في الجنس، الراتب الذي يطلبونه، الحالة الاجتماعيّة، مستوى التعليم.

يدخل أفراد جدد إلى سوق العمل بشكل مستمرّ، إلّا أنّه في نفس الوقت يتقاعد أفراد ذوي خبرة، والذي يستوجب إيجاد البديل المؤهّل الذي يمكن أن يشغل المنصب، وهذا يتطلّب التخطيط للتعاقب الوظيفي، ويمكن الاستفادة من دورة تدريبية في المهارات المتقدمة للاختيار و إجراء المقابلات والتوظيف، لتعلّم كيفيّة التعامل مع هذا التحدّي بشكل أكبر.

 

طلبات أصحاب العمل:

يوجد اختلاف بين الموارد البشريّة من قطّاع صناعي إلى آخر، حيث لكلّ قطّاع صناعي خصائص تميّزه، والّتي تستوجب تعديل إدارة الموارد البشريّة وفقاً لهذه الخصائص المميّزة، وتدريب واستقطاب موظّفين بما يتناسب مع هذه الخصائص المميّزة.


وكذلك فإنّ التغيّرات التي تواجهها المنظّمات تتطلّب من إدارة الموارد البشريّة تغيير متطلّباتها للقوّة العاملة اللازمة لمواجهة هذه التغيّرات، وتدريب القوّة العاملة الحاليّة على مهارات جديدة لتتكيّف مع التغيّرات، ويمكن للموارد البشريّة التدرّب على تحديد المهارات اللازمة مستفيدة من الدورات التدريبية التي تتكلّم عن ذلك مثل دورة تدريبية في تمكين الموظفين وتطوير الأداء الوظيفي.
 

العوامل القانونيّة:

تتكوّن البيئة القانونيّة من مختلف القوانين التي وضعتها الحكومة لتلتزم بها إدارة الموارد البشريّة، فإذا لم تراعي إدارة الموارد البشريّة الجوانب القانونيّة في عملها، فإنّ ذلك قد يؤدّي إلى مشاكل مع السلطات القانونيّة، والتي يمكن أن تصل إلى إغلاق المنظّمة.


 وتتعرّض المنظّمة لمخاطرة ظهور قوانين جديدة تضغط على ادارة الموارد البشريّة لكي تتكيّف مع التغيّر لتتجنّب المشاكل مع الحكومة، والّتي يمكن أن تؤثّر على كلّ أنشطة إدارة الموارد البشريّة.

 

الخاتمة:

البيئة الخارجيّة للموارد البشريّة تتكون من عوامل عديدة منها العوامل التكنولوجيّة، الاقتصاديّة، القانونيّة، سوق العمل، طلبات أصحاب العمل.
 

للبيئة الخارجيّة تأثير مزدوج على إدارة الموارد البشريّة، فلها تأثير على المنظّمة ككل، والتي تؤثّر على الموارد البشريّة، وكما أنّها تؤثر على الموارد البشريّة مباشرة، فتؤثّر في أنشطتها المختلفة، حيث إنّ الموارد البشريّة مسؤولة عن أهمّ أصول المنظّمة،

 

فأصبحت المنظّمات تتنافس للحصول على الموارد البشريّة الماهرة، التي تستطيع تحقيق أهداف المنظّمة في ظلّ التغيّرات الحاصلة، وتحرص على تطويرهم بشكلٍ مستمر، ومن بين طرق تطوير الموظفين حضور الدورات التدريبية التي تزوّد الموظفين بالمهارات اللازمة وفق التغيّرات المستجدّة. وفي هذا الصدد يمكن الاطلاع على  دورات تدريبية في الموارد البشرية في دبي.