نُشِر في Sep 06, 2023 at 01:09 PM
الشغف والاهتمام الشخصي أم ملاحقة الطموحات المهنية، مهما كان السبب يساعد التعلم مدى الحياة في كسب الرضا عن النفس والثقة بالذات، على اعتبار أنّ النفس البشرية تميل للاستكشاف والتعلم والنمو وتحسين نوعية الحياة والشعور بالذات.
لذا نقدم في السطور التالية فكرة عامة عن مفهوم التعلم مدى الحياة وأهميته والأسباب التي تشجع على التركيز عليه، مع شرح كيف يتم تبني هذه الاستراتيجية خلال الحياة بشكل دائم.
يمكن تعريف برامج التعلّم مدى الحياة أو المستمر على أنّها تعليم إضافي أو تطوير مهارة مهنية ما، يتجاوز فيها الفرد تعليمه النظامي الإلزامي أو الأساسي المفروض عليه طوال فترة المدرسة أو الجامعة بهدف تنمية وتطوير ذاته ويحقق رغباته، يعتبر هذا النوع من التعليم طوعيًا بناءً على دوافع ورغبات شخصية لإشباع الذات أو مجرد الاستمتاع.
يعد التطوير والتعليم المستمر اليوم سواء التقليدي أو الإلكتروني أمرًا حيويًا جدًا بشأن تلبية متطلبات واحتياجات القوى العاملة مستقبلًا، في إطار للتغيرات الكبيرة في أماكن العمل الناتجة عن الثورة الرقمية والأتمتة والذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة والنمو الصناعي وظهور صناعات جديدة في حياتنا، لذا سيكون تطوير القدرات والمهارات وإعادة التدريب حاجة متميزة تساعد في تعزيز ثقافة الابتكار المستمر وتحسين المعرفة المرتبطة بالتعلم.
أمّا بالنسبة للموظفين على المستوى الشخصي، يتزايد الاهتمام بالتعليم مدى الحياة بهدف ضمان القدرة على التنافس وكسب فرص وأدوات تساعد في التوظيف في ظل سوق العمل الحالي المليء بالتحديات.
كان لأزمة فيروس كوفد-19 دور في إبراز فوائد أكثر للتعليم مدى الحياة نظرًا للإقبال الكبير على مراكز التدريب الافتراضية للتسجيل في الدورات التدريبية عبر الإنترنت والبحث عن اكتساب مهارة جديدة وتعلم شيء مختلف تمامًا.
كل تلك الأمور جعلت مقدمي خدمات التعليم الإضافي تحت ضغط تقديم فرص أكثر تنوعًا للتعلم والمزيد من خيارات التعلم، مع تحسين فرص وصول التعليم لجميع الأعمار والاستعداد لتقديم مرونة محسنة بشأن طريقة تقديم الدورات.
الأمثلة عن مبادرات التعلم مدى الحياة عديدة، فيما يلي مجموعة منها:
هناك الكثير من الأسباب التي تدفع لاستمرارية التعليم مدى الحياة، من أهم تلك الأسباب والفوائد:
الاستمرار في تعلم مهارات جديدة أو حضور الفصول الدراسية من شأنه أن يحافظ على العقل وتنبيهه باستمرار، إذ تشير الدراسات إلى أنّ النشاط العقلي المستمر يمكنه أن يحمي من التدهور المعرفي ويعزز الذاكرة غير المتطايرة.
يلعب التعلم مدى الحياة دورًا في تعزيز احترام الذات من خلال تحسين وتعزيز الإحساس بالهدف وكسب مشاعر الكفاءة والأمل.
تتغير مشاهد القوى العاملة بشكل مستمر وقد أصبح التعلم مدى الحياة من أحد أبرز الأمور التي يمكن القيام بها لزيادة فرص التوظيف، إذ يسعى أصحاب الأعمال إلى توظيف من يجدونه مستعدًا للتكيف مع تقنية أو مهارة جديدة ومستعد لتطوير مهاراته باستمرار.
يساعد التعليم مدى الحياة في تطوير مهارات تعليمية قادرة على ملء جميع جوانب حياة الفرد المتعلم سواء أكان بدافع ذاتي منه أو بهدف استكشاف موضوع جديد تمامًا بالنسبة له.
عند التسجيل في دورة تدريبية أو فصل دراسي سوف يجتمع الأفراد الذين يهتمون بنفس المجال في ذات المكان على شغفهم بالهوايات والاهتمامات ذاتها، مما يساعدهم في بناء علاقات صداقة جديدة مع أمثالهم.
إن كنت تخطط لجعل استراتيجية التعلم مدى الحياة تستمر معك بشكل دائم في حياتك اليومية، عليك اتباع الخطوات الرئيسية وفق الآتي:
يقوم التعلم المستمر على مبدأ الدافع الذاتي القائم على الأهداف التي يصبو إليها الشخص المتدرب، لذا عليك التفكير بما يجعلك متحمسًا للقيام به وما تخطط به لمستقبلك.
بمجرد الانتهاء من التفكير بما يحفزك، يأتي دور اكتشاف كل ما يخص هذا الاهتمام وكيفية توفير الأدوات المساعدة لتطويره، مثلًا لو كنت تهتم بتعلم التاريخ، عليك البدء بتوسيع معارفك حول تاريخ أوروبا مثلًا، أو تبحر أكثر من ذلك وتفكر في كيفية الحصول على درجة الدكتوراه في هذا المجال.
يعتمد تحقيق الأهداف الشخصية في معرفة كيف نبدأ، قد يساعد البحث والقراءة حول الاهتمام المطلوب في ذلك، في حال المثال السابق مثلًا يمكن للشخص الذي يبحث عن حقبة معينة أن يبحث عنها في المكتبات أو عبر الإنترنت أو المتاحف أو المحادثات وما إلى ذلك.
في حين من يرغب بالحصول على درجة الدكتوراه عليه البحث عن أفضل البرامج الجامعية التي يمكن التسجيل بها وما الخطوات التي يجب اتباعها للوصول إلى ذلك الهدف.
الحياة مزدحمة جدًا تتطلب الكثير من التفكير والجهد، لذا عند اتخاذ القرار بتعلم شيء جديد يجب تخصيص الوقت والمكان المناسبين لتحقيق ذلك والتخطيط جيدًا لكيفية جعل متطلبات مبادرة التعلم الجديدة تتناسب مع مخطط حياتك اليومية وما عليك فعله لملائمة ذلك.
الخطوة الأخيرة والأكثر أهمية في كل تلك العملية هي الالتزام ومن ثمّ الالتزام، الإحباط أمر وارد جدًا لذا يجب الالتزام بالاستمرار والابتعاد عن اختلاق الأعذار وإلا سيكون الفشل هو مصير المبادرة.
في الختام،
في القرن الواحد والعشرين، غدا الاستمرار في مجال التعلم مدى الحياة والتدريب المستمر ضرورة ملحة للجميع، الكبار والصغار على حد سواء، الراغبين بالبقاء في المنافسة وتقوية المعارف الأساسية المتغيرة بتغير احتياجات السوق حول العالم.