دور التنبؤ المالي في تمهيد سبيل النجاح المالي للشركات


دورات محاسبة في إسطنبول

نُشِر في Sep 14, 2023 at 09:09 AM


تعد الإدارة المالية جانبًا مهمًا للغاية في التأثير على أداءِ الشركة، ويهتم هذا القسم في إدارة المعاملات المالية وتنظيمها، كما يزود المنظمة بالخطط المالية، بالإضافة إلى تحليل الأداء في عمليات المنظمة وتقييمه، كما يهتم باستخدام البيانات في التقييم للحصول على التوقعات المالية في المستقبل، وهذا هو بالضبط التنبؤ المالي. 

 

ما هو تعريف التنبؤ المالي (Financial forecasting)؟

يعتبر التنبؤ المالي إحدى المسؤوليات الرئيسية للمدير المالي، الذي يحتاج إلى مهارات المحاسبة للعمل في مجال الإدارة المالية، حيث يشير هذا المفهوم إلى توقع المجريات المالية للشركةِ مستقبلًا، إذ تستند الإدارةُ المالية في التوقع على مجموعة نقاطٍ رئيسية، منها تحليل ودراسة نتائج الأعمالِ الماضية وتقييم أدائها، مثل التدفق النقدي أو المبيعات، وإجراء التحليل على العوامل المؤثرة، ودراسة الاتجاهات المحتملة للأعمال الحالية، وكل عملية لها دور في تحديد التوقّعات التقديرية، والتي تساعد في وضع التنبؤ المالي بدقة أكبر.

 

يعد التنبؤ اﻟﻣﺎﻟﻲ مهمًا للغاية في المنظّمة، فهو كأداة تُستخدم لاتخاذ القرارات التي تحتاجها المنظمة، بهدف تحسين أدائها المستقبلي، مثل الميزانيّة، وأيضًا تقدير الإيرادات، ورسم التخطيطَ الاستراتيجي. كما تهدف هذه العملية إلى حماية المنظّمة من التعثر أمام المخاطر المُحتملة، وذلك بواسطة الحصول على بيانات تكشف عن أبرز المخاطر المستقبلية. وعلى الرغم من أنه لا يمكن توقّع جميع المخاطر التي تضر بالمؤسسة، إلا أن التخطيط هذا قد يقلل من التأثيرات على المؤسّسة.

 

لماذا يعتبر التنبؤ المالي ضروريًا؟

يساعد التنبؤ المالي في تحسينِ أداءِ الإدارةِ المالية، فلا أحد ينكر أن أي شركة قد تتعرض إلى مخاطر، ولكن ماذا لو كانت المنظمة لديها التنبؤ بالفشل المالي قبل أن تصل إلى هذه المرحلة؟ 

 

بالتأكيد ذلك قد يتيح لها ذلك الفرصة في إيجاد الحلول لتجاوز الفشل، أو على الأقل تقليل الأضرار. وفيما يلي أبرز النقاط الرئيسيّة التي تبيّن أهمية التنبؤ: 

 

- وضع الميزانيات:

تتمثل الميزانيّات للشركات التدفقات النقدية لها على مدار مدة معينة، وتحاول الشركات وضع ميزانية بشكل دقيق، وتحتاج بذلك للتنبؤات المالية التي تضع توقعات أعمال الشركاتِ، وهذا يعطي القدرة على تحديد حجم الميزانية بدقة.

 

- إبعاد المخاطر الماليّة:

أحد أبرز المخاطر الماليّة هو وضع ميزانية دون إشراك التنبؤ المالي في وضعها، وهذه المخاطر تتمثل في زيادة النفقات، أو عدم وجود تدفقات كافية، ولكن باستخدام النتائج والتنبؤات من عملية التنبؤ المالي، يمكن الاستفادة بمعرفة وضع وإعداد ميزانية أكثر دقة.

 

- رسم أهداف يمكن تحقيقها:

عند تطبيق عمليّات التحليل والتنبؤ، يمكن اتّخاذ قرار خاص بأحد الأعمالِ التي تسعى الشركة إلى تنفيذه، وتحديد فيما إذا يمكن تحقيق الهدف منه، وتحقيق مبادئ محاسبة القيمة العادلة، وكل ذلك يدعمه التنبؤ المالي، وذلك بعد دراسة بَيانات وتحليل أداءِ أعمال الشركة

 

- تحديد نطاق المشاكل:

يمكن للتنبؤ المالي أن يقوم بتحديد مجال المشكلات التي قد تواجهها المؤسسة، فمن خلال دراسة وتحليل أداء الأعمال يمكن استخراج البياناتِ، التي من خلالها يمكن امتلاك المؤشرات التي تدل على نقاط الضعف والقوة، وبذلك تستطيع الشركةُ اتخاذ القرار الذي يُعين على حل المشاكل.

دور التنبؤ المالي في تمهيد سبيل النجاح المالي للشركات

ما أبرز طُرق التنبؤات الماليّة؟

يعتمد المدير المالي على جمع معلومات مالية سابقة للمؤسسة، وتُستخدم هذه المعلومات لوضع التنبؤات المالية، ويعتمد بذلك على أسلوبين أساسيين، وهما الأساليب كمية والأساليب نوعية:

 

- الأساليب الكمية:

يتم الاعتماد على هذا الأسلوب بالتنبؤ غالبًا في حال كانت التوقّعات المفترضة على شكل أرقام، ولهذا الأسلوب عدة طُرق: 

- الخط المستقيم: وهو طريقة تنبؤ ثابتة تعتمد على معدلات نمو ثابتة، أي يتم اتّخاذ النسب المئوية للنمو في السنوات السابقة وتوقع استمرار النمو على نفس النِسب. ولكن لا تأخذ هذه الطريقة تغيرات السوقِ ومشكلات سلاسل التوريد بعين الاعتبار.

 

- الانحدار الخطي البسيط: يتم استخدام هذه الطريقة في حال وجود متغيرين، ويرتبط هذين المتغيرين ببعضهما، حيث يؤثر تغير الأول في الثاني، ويمكن تشكيل معادلة خطية بينهما، وتمثيل هذه العلاقة بيانيًا لتعطي مستقيمًا يدل على التوقّعات المستقبليّة بحسب اتجاهه.

- الأساليب النوعية:

لا يمكن الاعتماد دائمًا على الأساليب الكمية، فهناك عدة عوامل لا تأخذها بعين الاعتبار، لذلك يتم اللجوء إلى الأساليب النوعية في هذه الحالة، ويعتمد هذا الأسلوب على الخبرة المكتسبة من الممارسة بعد اكتساب المعرفة ومهارات المحاسبة والإدارة المالية من دورات محاسبة في إسطنبول، ومن أبرز طرق الأساليب النوعية:

1- طريقة دلفي: وتعتمد هذه الطريقة على أكثر من خبير، ففي البداية يتم أخذ التوقّعات والتحليلات من خبراء تحليل السوقِ، ليقوم خبراء غيرهم بدراسة التحليلات والتعليق عليها.

2- أبحاث الأسواق: هي طريقة مهمة للغاية لمعرفة اتجاهات الأسواقِ، وفهم سلوك العميل، وتوقع أي تقلبات تصطدم بالسوق، أي امتلاك رؤية واسعة الطيف حول أحوال السوق.



في الختام، تعد الدراسة والتحليل في البياناتِ التاريخية للشركةِ مفيد جدًا في تقييم الوضع المالي للشركة، ووضع التنبؤات بدقة، ولا يمكن تَحقيق النجاح باستمرار دون امتلاك رؤية واضحة مستقبلية عن كيفية سير الشّركة.