أفضل 8 استراتيجيات في التسويق الأخلاقي

نُشِر في Jul 29, 2023 at 10:07 PM

 يُعَدُّ التسويق الأخلاقي ركيزة قوية وأساسية لبناء الثقة بين الشركة والعملاء، ويُساهم في بناء علاقات طويلة الأمد، فعندما يشعر المستهلكون بأن الشركة تهتم بمصلحتهم وتتبع معايير أخلاقية عالية، يصبحون عُمَلاء مخلصين، ويزداد ولاءهم وإخلاصهم لدعم العلامة التجارية والترويج لها.

في هذا المقال سنناقش أهم استراتيجيات التسويق الأخلاقي، وكيف يمكن تطبيقه في الشركات للوصول إلى النجاح والتنمية المستدامة.

ما هي أهم 8 استراتيجيات في التسويق الأخلاقي؟

وفق تعريف التسويق الأخلاقي فإنَّه يعتمد بشكلٍ رئيسيٍّ على مجموعة من مبادئ واستراتيجيات، مثل الشفافية والصدق وحماية خصوصية المستهلكين وغيرها، وبفضل تطور الوعي الاجتماعي لدى الكثير من الأشخاص، وزيادة التركيز على المسائل الأخلاقية، أصبح التركيز على التسويق الأخلاقي ضرورة لا غنى عنها لأي مؤسسة أو شركة ترغب في الاستمرارية، وتحقيق النمو المستدام في عصر المنافسة الكبيرة، إليك القائمة التالية التي تضم أهم الطرق والإستراتيجيات للتسويق الأخلاقي:

- توجُّه الشركة الاجتماعي ومسؤولياتها الأخلاقية:

في البداية، لا بدَّ قبل تنفيذ أي استراتيجية في مجال التسويق الأخلاقي، وضع قوانين ومبادئ تحدد توجه الشركة اجتماعياً، ومدى التزامها وتمتُّعها بالمسؤولية الاجتماعية تجاه العملاء الذين تتعامل معهم، كذلك ينبغي على الشركات أن تعتني دائمًا بتحسين نوع البيئة المحيطة بها مثل الشركاء والممولين، والمشاركة في دعم أنواع المبادرات الاجتماعية المختلفة، والتي بإمكانها تحقيق الفائدة لكافة أفراد المجتمع.

- تحديد أخلاقيات السلوك التسويقي:

عند وضع السلوك التسويقي للشركات في إطار عام، يجب أن تحدد الشركات ماهيَّة المبادئ الأخلاقية الأساسية التي ستسير عليها كامل عملية الدعاية والتسويق، وينبغي أن يتضمن برنامج التسويق الأخلاقي مفاهيم رئيسية مثل الشفافية، والالتزام بالصدق والنزاهة عندما تتعامل مع العملاء، أو حتّى مع الموظفين.

- التركيز على تقديم قيمة مُضافة للعميل:

يسعى مفهوم التسويق الأخلاقي بشكلٍ رئيسيٍّ إلى تلبية احتياجات العميل ورغباته بطريقةٍ أخلاقيةٍ، ويتمُّ ذلك بواسطة تقديم القيمة المضافة الحقيقية إليهم، عن طريق توفير منتج أو خدمة لا تخدع العميل، بل توفّر له احتياجاته من دون أي ضرر أخلاقي.

ينبغي التنويه إلى أنَّ مسؤولية تسويق منتجات وخدمات الشركة لا تتعلق بالمسوقين فقط؛ بل تتعلّق بمعظم أقسام الشركة، مثل خدمة العملاء، أو الموارد البشرية.

- التواصل الأخلاقي:

يعدُّ التواصل الفعال والصادق أحد أهم أخلاقيات السلوك التسويقي؛ فهو العامل الرئيسي الذي يساهم في جذب عملاء جدد والحفاظ على العملاء الحاليين، لا بدَّ من الشركات التي ترغب في تحقيق التنمية المستدامة والتطور أكثر فأكثر من أن تتعامل مع العملاء وجميع أصحاب المصلحة وفق مبدأ الصدق والشفافية، وتوفر معلومات حقيقة ودقيقة عن كافة منتجات الشركة وخدماتها المُقدَّمة.

بالإضافة إلى ذلك، في نماذج التسويق المختلفة، لا شيء أكثر أهمية من تركيز جهود الشركة على تسهيل قنوات الاتصالات معها، وتوفيرها بدون أي تكاليف، وعلى مختلف المنصات والبرامج.

- التركيز على التعليم والتثقيف:

تحتاج كافة الشركات والمؤسسات الآن إلى التركيز على تعليم موظفيها وتثقيفهم حول التسويق الأخلاقي، بدلاً من القيام بعمليات الترويج العمياء والعشوائية، ولا بدَّ أن تتضمَّن حملاتها التسويقية المعلومات التي تفيد العملاء وتحسّن من مستوى فهمهم لمنتجات الشركة وخدماتها.

قد تحتاج الشركات (أو الأفراد) في بعض الأحيان إلى إجراء دوراتٍ تدريبيةٍ وورشاتٍ متخصصةٍ مثل دورات تدريبية في التسويق في المملكة المتحدة، بهدف تعليم الموظفين مفاهيم التسويق الأخلاقي، وكيفية استخدامه بشكلٍ صحيحٍ في أي مجتمعٍ مهما اختلفت ثقافته أو توجهاته الاجتماعية.

- الابتعاد عن الإعلانات المضللة:

في ممارسات التسويق الأخلاقي، كلَّ من يستخدم الإعلانات التسويقية المضللة في الأعمال التي تقوم بها شركته، فهو يساهم فعلياً في فشل الشركة بالمستقبل، فكما هو معروف يؤدي التلاعب بالعملاء واستخدام الإعلانات المضللة إلى زيادة المبيعات على المدى القريب، ولكن على المدى البعيد فإنَّ جميع العملاء الذين استعانوا بخدمات أو منتجات الشركة سيتوقفون عن استخدامها بكل تأكيد، وهذا سيؤدي بدوره إلى عدم جذب عملاء جدد وبالتالي لا أرباح مستقبلية.

إذاً، يكمن الخيار الصحيح في تجنب استخدام أي إعلان مضلل أو يحوي معلومات كاذبة، بل على العكس من هذا تماماً، لا شيء يجعل العميل سعيداً وراضياً أكثر من اتباع الأخلاق وتقديم معلومات وبيانات مفيدة له، وأن تكون الإعلانات التي يشاهدها حقيقية وصحيحة.

ملاحظة: يجب الانتباه إلى هذا الموضوع بشكلٍ دقيقٍ عند استخدام التسويق عبر المؤثرين. 

- إيجاد التوازن بين المصالح والمسؤولية الاجتماعية للشركة:

إحدى الاستراتيجيات الرئيسية التي تساهم في تحقيق أسلوب تسويقي أخلاقي ومتميز، هي التركيز على خلق التوازن بين المسؤولية والمصالح الاجتماعية للشركات؛ فعندما تتبنى الشركات دورًا فاعلاً في دعم مشاريعٍ اجتماعيةٍ تحمي المجتمع، وتساهم في رفع سوية الأعمال وتحسين حياة الناس، فإنَّها في نفس الوقت تصبح جزءًا من الحلول، وليست جزءًا من المشكلات، وهذا يشجع المستهلكين والعملاء ويحفزهم على دعم هذه الشركات والانخراط معها بشكل أكبر.

علاوةً على ذلك، ينبغي على المؤسسات والشركات التي تهتم بالتسويق الأخلاقي، إجراء دراسة أو أبحاث مفصلة لمعرفة التوجه الاجتماعي والثقافي للمجتمع الجديد قبل بدء العمل الفعلي فيه، حيثُ يساعد فهم ثقافة وتطلعات الجمهور الاجتماعية على تصميم حملات تسويقية أخلاقية وملائمة، وتقديم منتجات وخدمات تلبي تلك الاحتياجات بشكلٍ أخلاقي.

- التقييم والتحسين المستمر:

يعد التسويق الأخلاقي عملية مستمرة؛ فهو يتطلب من المسوقين الأخلاقيين عمل إجراءات تقييم بشكلٍ دوريٍّ، وذلك لمعرفة ملاحظات العملاء وشكاويهم، بحيث يتمُّ أخذها بعين الاعتبار ومعالجتها باستمرارٍ، للوصول إلى رضا العميل وراحته. 

من المحتمل أن يساعدك في ذلك وضع مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs والتي ستسهِّل عليك عملية الإدارة والتقييم، وتبيّن لك النقاط التي ينبغي عليك تحسينها أو التخلص منها، بهدف تحقيق ما يسمى رضا العميل والوصول إلى أفضل النتائج في السوق.

تأكَّد أنَّ دراسة هذه الاستراتيجيات الثمانية، وتطبيقها بشكلٍ دقيقٍ، سيساعدك في إنجاح عملية التسويق الأخلاقي التي تتبعها ضمن شركتك، وسيساهم كثيراً في تعزيز سمعة شركتك التجارية وعلاقتها مع العملاء.

وفي الختام، وجبَ التنويه إلى أنَّ دور التسويق الأخلاقي كبير في نجاح الشركات وتطورها، فهو يمثّل مفتاحاً رئيسياً لنجاح الشركات في عالمنا المتغير والمتسارع باستمرار، ويؤسس علاقات مستدامة ورابحة لجميع الأطراف أي لللعملاء والشركات على حد سواء وعلى المدى البعيد.