رأس المال الاستثماري: أهم الاتجاهات والتحديات في هذا المشهد العالمي


دورات تدريبية في التمويل في لندن

نُشِر في Jul 28, 2023 at 11:07 AM


يحفز رأس المال الاستثماري النمو الحديث والابتكار الاقتصادي من خلال دعم الشركات الناشئة لتطوير وتسويق منتجات وخدمات رائدة، لذا فإنه يلعب دورًا رئيسيًا في تأمين الدعم والتمويل لتلك المنظمات والشركات ذات الإمكانات العالية في مراحلها المبكرة. 

 

تقدم المقالة التالية تعريفًا برأس المال الاستثماري وشرح لأهم التوجهات المستقبلية، إضافةً إلى أﻫﻢ التحديات شيوعًا التي تعترض شركات رأس المال الاستثماري.

 

ما هو رأس المال الاستثماري (Venture Capital Landscape)؟ 

يُعرف رأس المال الاستثماري المعروف أيضاً باسم رأس المال المُغامر أو الجريء أو المجازف على أنه صناعة ديناميكية معقدة واسعة ومتطورة بشكل دائم، تشمل عدد من اللاعبين الرئيسيين مثل المستثمرين ورواد الأعمال وشركات رأس المال الاستثماري وغيرهم، والذي يتوجب عليهم إتقان النمذجة المالية وفهم المشهد جيدًا وتكثيف جهودهم في سبيل تحقيق أهداف مختلفة وتحديد الفرص المربحة للاستثمار واتخاذ قرارات مستنيرة للشركات. 

 

التعريف الأكثر شمولًا لرأس المال الاستثماري أنّه أحد أشكال التمويل المعنية بالأسهم الخاصة والذي يركز بشكل عام على عمل المؤسسات الجديدة ذات الإمكانات العالية في مراحلها المبكرة، يتميز هذا النوع من الاستثمارات أيضا بمخاطره العالية، فهو قد يحقق عوائد هائلة ﻓﻲ حال نجح المشروع لكن بالمقابل قد تنتج عنه خسائر جسيمة في حال فشلت الشركة الناشئة.

 

خلال السنين الأخيرة أثبتت بعض المشاريع الصغيرة والتي تلقت في بدايتها تمويل رأس مال استثماري نجاحًا ساحقًا فيما بعد، وأصبح لها دور مؤثر على الاقتصاد العالمي اليوم، مثل شركتي فيسبوك وأوبر، تفيد دورات تدريبية في التمويل في لندن في زيادة المعرفة المطلوبة حول هذا المجال لتطوير الأعمال.

 

تقوم عملية استثمار رأس اﻟﻤﺎل الاستثماري لتمويل الأسهم ﻋﻠﻰ أربع مراحل رئيسية، هي: تحديد مصدر للصفقات والعناية اللازمة والبدء بالاستثمار ومن ثمّ الوصول إلى مرحلة الخروج، بدايةً مع تحديد مصدر الصفقات يجب على أصحاب رؤوس الأموال فهم أهمية التدقيق المالي لتحديد مختلف الفرص الممكنة للاستثمار عن طريق رواد الأعمال أو الإحالات وغيرها.

 

بمجرد تحديد الشركة الناشئة التي سيتم الاستثمار بها تبدأ شركة رأس المال الاستثماري بتقديم العناية اللازمة لوضع تقييمات لنماذج عمل الشركة والتوقعات المالية وكيفية الوجود بقوة في ساحة المنافسة.

 

في حال نجاح هذه العملية تشرع شركة رأس المال الاستثماري في الاستثمار، وتضع رأس المال اللازم للشركة الناشئة مقابل حقوق الملكية الخاصة بها، مع تقديم كامل الدعم الاستراتيجي والتوجيه وتوفير الموارد. 

 

يساعد رأس المال في تنمية العمليات وتوسيع نطاق الخدمات والمنتجات التي تقدمها الشركة لإثبات نفسها في سوق العمل، وربما الهيمنة عليه، تخرج شركة رأس المال الاستثماري من الاستثمار بعد أن تكون قد وصلت الشركة الناشئة إلى درجة معينة من النجاح، إذ تطرحها للاكتتاب العام أو الاستحواذ.

رأس المال الاستثماري: أهم الاتجاهات والتحديات في هذا المشهد العالمي

ما هي أهم الاتجاهات المستقبلية لرأس المال الاستثماري؟ 

يزداد اهتمام رأس المال الاستثماري أكثر فأكثر بموضوع الأخلاق والاستدامة والنمو الحذر، الأمر الذي أبرز عدة اتجاهات مستقبلية، وهي:

- الذكاء الاصطناعي الأخلاقي:

يجذب هذا المجال انتباه رأس المال الاستثماري بشكل متزايد، نظرًا لأنّه ليس ذكيًا وحسب، إنما يعزز الأمان ويحترم الخصوصية والقيم المجتمعية، انطلاقًا من ذلك يمكن تبرير اهتمام المستثمر بالتقنيات التي توفر ذلك التوازن بين الاعتبارات الأخلاقية والوظائف المبتكرة.

 

- التقييمات المنخفضة:

التقييمات المنخفضة عبارة عن اتجاه ناشئ حديثًا في عالم رأس المال الاستثماري ويمكن القول أنّه سيف ذو حدين، من خلال تلك التقييمات يمكن زيادة التركيز على طريقة تخصيص المستثمرين لرأس المال المخصص للمشاريع، بالمقابل تساعد التقييمات أصحاب رؤوس الأموال في العثور على صفقات مالية بأسعار مقبولة قليلة التضخم، وبالتالي تركز أكثر في نشاطها على التسعير الواقعي والنمو المستدام.

 

- تباطؤ وتيرة الاستثمار:

ظهر هذا الاتجاه مع ازدياد نضوج سوق رأس المال الاستثماري، حيث أصبحت الشركات تأخذ وقتها أكثر في إجراء العناية اللازمة وتقييم كافة الصفقات المحتملة بشكل دقيق، بذلك تسعى الشركات لتكون أكثر حذرًا واستدامة.

 

- ازدياد الشركات:

يومًا بعد يوم تتدفق المزيد من شركات رأس المال الاستثماري في عالم الأعمال، يدل ذلك على نمو صحي للسوق لأنّ ظهور لاعبين جدد يدفع الجميع لزيادة المنافسة وتنوع خيارات الاستثمار، لكن بالنسبة لبعض الشركات الناشئة قد يعد ذلك قلقًا متزايدًا في ظل ازدياد عدد أنواع مصادر التمويل المحتملة.

 

- زيادة جولات الجسر:

يشير مصطلح الجسر إلى المرحلة بين توسعة الشركة وبين طرحها للاكتتاب العام، والزيادة في جولات تمويل الجسر تعني بقاء الشركات الناشئة خاصة لفترة أطول قبل طرحها للاكتتاب أو الاستحواذ، يتماشى هذا الاتجاه مع اتجاه تباطؤ وتيرة الاستثمار ويكملان بعضهما البعض، فهو يسعى إلى الصبر واتباع نهج حذر عند توسعة الأعمال.

 

ما هي أشهر التحديات التي تواجه شركات رأس المال المغامر؟ 

يعترض سير عمل شركات رأس المال الاستثماري مجموعة من التحديات والمشاكل، أشهرها ما يلي:

  • محدودية تدفق الصفقات وصعوبة إيجاد فرص استثمارية مميزة في ظل وجود شركات ناشئة كثيرة تبحث عن توفير مصدر أموال للتمويل، الأمر الذي يزيد من صعوبة تحديد الشركات الواعدة من بينها والاستثمار بها.
  • التنافسية الشديدة على الصفقات الذي يزيد من صعوبة التميّز وتأمين استثمارات عالية الجودة.
  • عدم الاتساق في المصالح بين رواد الأعمال وشركات رأس المال، إذ عادةً ما يتم تحفيز الشركات بالعائدات المالية، في حين ينصب تركيز رواد الأعمال على بناء شركاتهم وتحقيق أهدافهم.
  • محدودية خيارات الخروج، إذ لا تكون معظم الشركات جاهزة للطرح العام الأول (IPO) أو الاستحواذ، ذلك يزيد من صعوبة تحقيق العوائد من الاستثمار لتلك الشركات وقد يؤدي إلى آفاق استثمار طويلة.
  • الشفافية المحدودة بما يخص استراتيجيات الاستثمار وأداء محافظها، الأمر الذي يجعل عملية تقييم اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ وحساب العوائد المحتملة من تلك الاستثمارات صعبة جدًا، كما يسبب قلة الثقة أو انعدامها في الصناعة.

 

في الختام، 

عرفنا في مقالنا السابق أنّ رأس المال الاستثماري صناعة ديناميكية صعبة محفوفة بالمشاكل والتحديات، لكن بواسطة بعض الحلول البسيطة يمكن تجاوز أي عقبة تعترض سير العمل، مثل تعزيز التواصل الفعال وبناء علاقات جيدة وتطوير أسس واستراتيجيات واضحة للخروج والبحث عن خيارات بديلة.