نشر في :6/18/2025, 7:49:44 PM
يعج عالم الأعمال اليوم بالكثير من التحديات والعوائق التي تعترض رواد الأعمال وقادة الشركات إذ لم يعد يكفي التفكير بحلول تقليدية أو من زاوية منطقية بحتة في حلها، هنا تبرز أهمية التفكير التصميمي كإطار مرن لحل المشكلات بتركيزه على الإنسان أولَا ودمج التعاطف مع الإبداع والمنهجية للخروج بحلول مبدعة ومبتكرة تعزز النمو.
يسلط المقال التالي الضوء على منهجية التفكير التصميمي ودورها في مساعدة الشركات وفرق العمل على حل المشاكل المعقدة وتجاوز أي عائق في بيئة العمل بسلاسة وإبداع، لذا تابع معنا.
لا يمكننا القول عن مصطلح التفكير المنطقي بأنّه مجرد أداة تفكير وتحليل تضع الحلول للمشكلات التي تعترض فرق العمل، بل هو نهج مرن يُعتمد للخروج من أي مشكلة بطريقة مبتكرة بحيث يكون الفرد في قلب العملية، ظهر هذا الاتجاه للمرة الأولى ضمن أروقة جامعة ستانفورد من قبل أستاذ الهندسة الميكانيكية جون إي أرنولد وتم تطويره في وقت لاحق في معهد هاسو-بلاتنر للتصميم، وفي عام ١٩٦٩ قام الحائز على جائزة نوبل هربرت سيمون بإعادة تعريف المصطلح وحدد أولى مراحله في كتابه "علوم الذكاء الاصطناعي".
الأمر المميز في عملية التفكير التصميمي كونه نهج غير خطي، أي أنّ برنامج العمل لا يسير وفق مراحل محددة بل تتداخل مراحله مع بعضها البعض لتغني وتلهم الأخرى، إذ يمكن أن تجد نفسك في مرحلة الاختبار النهائية بحاجة لإعادة تعريف القضية المدروسة من البداية أو إلى إدخال تعديل جذري للحل، مما يمنح المصممين حرية التجريب والتعديل والتعلم من أخطائهم والعودة إلى المربع الأول في أي وقت يتطلب ذلك.
على سبيل المثال، عند استخدام أساليب التفكير التصميمي في الموارد البشرية يستطيع المصممون المشاركون بالعملية التركيز على احتياجات الموظفين الأساسية وتجاربهم الخاصة في بيئات الأعمال، فبدلًا من الاقتصار على الأساليب والممارسات التقليدية، يستخدم هذا الأسلوب الطرائق والأدوات التحليلية والتعاطف لبحث ما يمكن فعله لحل أي مشكلة وتحدي تعترض عمليات جذب المواهب بهدف توظيف أفضلها وتحفيز الموظفين لتقديم أداء أفضل وتحسين بيئة العمل وثقافة المنظمة، مما يؤدي إلى خلق مكان عمل مرن وفعال يتمحور حول الإنسان أولًا وأخيرًا.
لعل أهم ما يميز التفكير التصميمي هو أنّه قادر على إعادة تعريف معنى الحل، فهو لا يقتصر على الفعالية أو الكفاءة التقنية، بل يسعى لتقديم وتطوير حلول مرغوبة على المستوى الإنساني وممكنة على المستوى التقني ومستدامة أخلاقيًا واقتصاديًا، في محاولة للموازنة بين أربع أبعاد أساسية تم تحديثها في عام 2025 وهي: المرغوبية والجدوى وقابلية الاستمرار والمسؤولية.
انطلاقًا من ذلك تركز عملية التفكير التصميمي على تعزيز العمل التعاوني بين أعضاء الفرق ويشجعهم على تجاوز مجالات عملهم المحددة والانفتاح على التعرف على تخصصات جديدة لاستنباط أفكار رائدة، خاصةً في بيئات العمل متعددة الاختصاصات، فهو غير مقتصر على المصممين بل يمكن للمسوقين والمهندسين ومدراء الإنتاج والمبرمجين الاستفادة من المفاهيم والقدرات الأساسية له لتحسين العمليات وخلق تجارب بأسلوب متميز للمستخدم، وحتى وضع سياسات الشركات على المسار الصحيح.
كثيرًا ما تواجه فرق العمل تحديات يصعب حلها بالأساليب التقليدية والحلول الجاهزة، خاصةً في الحالات التي تتعدد فيها وجهات النظر وتتشابك أصحاب المصلحة واحتياجات المستخدمين، في هذه الحالات بالذات تبرز قوة التفكير التصميمي كأداة سحرية تمنح أفراد الفريق القدرة على فهم المشكلة بدقة قبل الانتقال إلى التفكير المبتكر بالحلول، حيث تبدأ مرحلة التعاطف مع المستخدمين ومن ثمّ تعيين المشكلة وأسبابها بعمق لتبدأ بعدها مرحلة العصف الذهني لتوليد أفكار مبتكرة يمكن تطبيقها فعليًا.
لهذا النهج دور كبير في تقليل التشتت والضياع ضمن الفريق ومساعدة أفراده للتوافق على هدف مشترك ومحدد بشكل واضح وصريح، بالإضافة إلى خلق بيئة للتعلم والتجريب مما يسمح لهم بتطوير أفكارهم وفق النتائج المترتبة فعليًا على قراراتهم وليس على الافتراضات والتنبؤات، بذلك سيكون الفريق قادر على وضع حلول فعالة وعملية قابلة للتطبيق كان ينظر إليها سابقًا على أنّها مستحيلة وغير ممكنة واكتساب الفرصة لتجريبها، كل ذلك بفضل وجود مناخ داعم يتقبل الفشل ويعلم بأنّه جزء من التنمية والنجاح مستقبلًا.
تم وضع خمسة خطوات ومراحل رئيسية للتفكير التصميمي تبدأ بالتعاطف وتنتهي بالاختبار، وفق الآتي:
المستخدم أولًًا وأخيرًا هو جوهر البرنامج في التفكير التصميمي، لذا أول ما عليه الفريق البدء به هو أن يفكر وكأنّه المستخدم في محاولة فهم مشاعر وتجارب الشخص الذي يواجه المشكلة، يتحقق ذلك عبر إجراء مقابلات ودراسات لجمع أي معلومات مفيدة، ليس ذلك وحسب، كذلك من أجل النظر للمشكلة من وجهة نظره والتخلي عن أي افتراضات مسبقة.
بعد الانتهاء من جمع المعلومات اللازمة، تبدأ مرحلة صياغة بيان أو توصيف للمشكلة مع الأخذ بعين الاعتبار المستخدم، مما يسمح بتوفر سياق مناسب سهل الفهم فهو يضع إطار يُبرز الفجوة بين الوضع الراهن وما يُخطط للوصول إليه، هدف البيان هو توجيه جهود المصممين الذين يحاولون إيجاد حل ممكن للمشكلة نحو نقطة الإشكال الرئيسية.
هذه هي مرحلة الإبداع والأفكار خارج الصندوق، يضع المصمم في هذه المرحلة كل قوته الفكرية للعصف الذهني والخروج بأفكار مبدعة، فيها يٌحفز المصممين على اقتراح وطرح أي فكرة مهما كانت مجنونة للوصول بسرعة إلى الهدف المحدد، وهو حل القضية.
الآن حان وقت تحويل الأفكار المقترحة إلى نموذج أولي واقعي لاختبارها وتعديل ما يلزم، يمكن تصميم نماذج رقمية أو مكتوبة أو حتى محاكاة بسيطة، لا يهم أيًا كان نوعها المهم أن تكون قابلة للاختبار والتجريب.
في نهاية العملية تٌقدم النماذج الذي تم الاتفاق عليها إلى العميل والطلب منه نتائج الاختبار، قد تظهر مشاكل غير مسبوقة مما يتطلب من فريق التصميم العودة إلى مرحلة سابقة والتعديل عليها، يتم تكرار العملية للانتهاء بنموذج واحد معتمد أو مجموعة.
لا يمكن الانتقال من استراتيجيات التفكير التقليدية إلى التفكير التصميمي بين ليلة وضحاها، لذلك يمكن الاستفادة من بعض النصائح للمساعدة في إعداد فريقك ليكون قادرًا على تطبيق وتنفيذ هذه المنهجية في عملياته، مثل:
كما، يمكن تحسين قدرات الفريق من خلال إجراء تدريبات عملية أو اتباع دورات تعليمية تدعم سعيه لتقوية مهارة التفكير التصميمي، يمكن أن تساعد دورات تدريبية في القيادة في دبي في هذا الشأن، تتمحور دورات المركز حول تطوير مهارات المتدربين لخلق تجربة استثنائية فريدة ليست مجرد دروس واختبارات تجتاز، بل أسلوب حياة يدعم الفرد ويدفعه للأمام.
ختامًا،
في عصرنا الحالي المليء بالتغييرات، لا يمكن أن نكتفي في ابتكار فكرة ريادة أو حل واحد عظيم بل علينا السعي لاعتماد منهجية تمكن التحول وتجعل الابتكار جزء أساسي وشامل من ثقافتنا للاستمرار والنمو، هذا المنهج هو التفكير التصميمي كونه لا يفرض علينا اتباع طريق واحد بل يفتح أمامنا أبواب وطرق غير مألوفة نسيرها بتعاطف وشغف وإبداع.
التفكير التصميمي هو منهجية مرنة لحل المشكلات تركز على الإنسان أولاً، تجمع بين التعاطف والإبداع والمنهجية العلمية. ظهر المفهوم في جامعة ستانفورد وتطور في معهد هاسو-بلاتنر للتصميم، وهو نهج غير خطي يسمح بالعودة إلى المراحل السابقة عند الحاجة لتطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات المستخدمين الحقيقية.
لأنه يساعد في حل المشكلات المعقدة التي لا تنفع معها الحلول التقليدية، حيث يوازن بين أربعة أبعاد أساسية:
1. المرغوبية (تلبية احتياجات المستخدم).
2. الجدوى التقنية.
3. الاستدامة الاقتصادية.
4. المسؤولية الأخلاقية.
1. التعاطف: فهم احتياجات المستخدمين عبر الملاحظة والمقابلات.
2. تحديد المشكلة: صياغة بيان واضح للمشكلة يركز على المستخدم.
3. العصف الذهني: توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار الإبداعية.
4. النمذجة: تحويل الأفكار إلى نماذج أولية ملموسة.
5. الاختبار: تجربة النماذج مع المستخدمين وجمع الملاحظات.
لا، يمكن لجميع التخصصات الاستفادة منه، مثلًا:
الفرق الرئيسي أن التفكير التصميمي: