نُشِر في Dec 06, 2023 at 10:12 AM
تنبع أهميّة الخيال العلمي من كونه مُحفّزاً ودافعاً دائماً للفكر الإنساني لتطوير نفسه وتجاوز حدوده، كما أنّه اختبار لحدود الإبداع الإنساني وما يمكن أن يصل إليه.
فما المقصود من مفهوم الخيال العلميّ؟ وكيف يمكن توظيفه ليكون أداةً مُساعِدةً للفوز في سباق الإبداع الإنساني والبقاء في الصدراة دائماً؟
يُعرّف الخيال العلمي بأنّه صيغة أو "شكل من أشكال الخيال يتعامل بشكل أساسي مع تأثير العلم الفعلي أو المتخيّل على المجتمع أو الأفراد".
قد يظنّ الكثيرون خطأً أنّ الكتابة في الخيال العلمي أو قراءته هي مضيعة للوقت، غير أنّ ذلك مُنافٍ للواقع تماماً؛ فمن رحم الخيال العلمي تطوّر للتفكير البشري إلى أن وصل إلى ثورة حقيقية في الإنجاز وحل المشكلات البشرية من خلال ما يُعرَف بـ الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence.
لا يُعرَف الزمن الحقيقي الذي بدأ فيه الخيال العلمي بالظهور إلى العلن بوصفه جنساً أدبياً مستقلاً بنفسه، إذ يُرجّح أنّه ابتدأ منذ 300 عام، مترافقاً مع الإنجازات العلمية المتسارعة.
إنّ الخيال العلمي هو اجتهاد بشري لمحاولة التعرّف على الآفاق التي سيسلكها البشر في المستقبل القريب والبعيد، كما أنّه يعطي تصوراً عن المدى الذي يمكن أن يصل إليه جموح العقل البشري أو أن يتجاوزه.
وفي الحقيقة، لم يتوقف الخيال العلمي عن التطوّر، بل إنّ تطور العلم والتكنولوجيا جعل الخيال العلمي يتحوّل من مجرّد تنظير عبر الأدب إلى تطبيق ورؤية من خلال الأفلام التي أوحت بدورها إلى العلماء بتطبيق ما لم يتخيلوه من قبل.
لا يمكن تحديد فائدة واحدة للخيال العلمي، حيث يدخل في مختلف نواحي الشواغل البشرية، فعلى سبيل المثال يشحذ الخيال العلمي الذهن البشري بخلقه عوالم موازية تنتج أفكاراً ورؤى متطورة حول الحياة الإنسانية، كما أنّ للخيال العلمي أهمية في رسم سيناريوهات مفترضة لما تصبو إليه البشرية من التقدم والاستقرار، ويمكن إجمال أهمية الخيال العلمي في النقاط التالية:
مِمّا لا شكّ فيه أن قراءة الخيال العلمي لها موقعها الهام في تقديم فائدة ملموسة في المجتمع، فهي من ناحية تساعد على انشغال الأفراد بنشاط مثمر وخلّاق وهو القراءة.
ومن ناحية ثانية يفيد الخيال العلمي في خلق مسافة فعالة بين الواقع بعقباته ومشكلاته وما يطمح إليه الإنسان، مما يؤدي إلى تحفيز حقيقي للإنجاز والبحث المتقدّم في المجالات العلمية والتكنولوجية.
لذا يمكن أن ننصح بعدّة مؤلفات مهمة تُعرّف بالخيال العلمي من ناحية النظرية، فضلاً عن ما يُسمّى بأدب الخيال العلمي:
لن تتوقف الكتابة في الخيال العلمي طالما بقيت المخيلة البشرية تبدع، بل انتقل الخيال العلمي من الكتابة إلى الصورة، وصدرت المئات من أفلام الخيال العلمي، وتابعها الجمهور بشغف كبير، لأنها تهدم الحدود بين الممكن والمستحيل في إطار الإنجاز البشري.
أنواع الخيال العلمي
في البداية لا بدّ من تأكيد أنّ الخيال العلمي مختلف بين العرب والغرب، من ناحية حجم الكتابات المتروكة والمجالات التي ناقشها الخيال العلمي سواء كان مكتوباً أم مرئياً.
وبالنظر إلى أنّ الخيال العلمي في أساسه وبالمنظور الحديث هو نتاج للمخيلة الغربية، فإنّ أهمّ أنواعه هي:
على أية حال، يناقش الخيال العلمي حزمة واسعة من الموضوعات، مثل السفر عبر الزمن، والسفر إلى الفضاء، وأحوال الكواكب والمخلوقات الفضائية، وجميعها تدور حول سيناريوهات مستقبلية، تتعامل مع التطورات التكنولوجية والعلمية.
تجدر الإشارة إلى أنّ الفنتازيا تقترب من الخيال العلمي، وأبرز مثال على ذلك في السنوات الأخيرة سلسلة هاري بوتر (Harry Potter).
لكن هل للخيال العلمي أيّ فائدة أو دور في ريادة الأعمال أم أنّه مخصص للترفيه والتخييل فقط؟ لا شكّ أنّ الخيال العلمي له فوائد كثيرة في عالم اليوم، ويمكن مناقشة ذلك في الفقرة التالية.
للوهلة الأولى قد لا يظهر أيّ رابط بين الخيال العلمي وريادة الأعمال، غير أنّنا وبتفكير بسيط نجد أنّ المخيّلة والإبداع هي أساس للتفوق في الأعمال كلها بما فيها الاستثمارية والتجارية، بالإضافة إلى الذكاء التنفيذي الذي يعمل على تنظيم الأفكار الإبداعية.
وكما سبق ذكره، فإنّ الخيال العلمي يعمل على قدح الذهن البشري بأفكار قد تبدو مجنونة، إلا أنّ الإبداع الحقيقي يعمد على ما يراه البعض جنوناً، لكنه في الحقيقة تحدّ لأي حدود قد تفرض نفسها على العقل البشري.
من هنا، فإنّ تتبع منجزات الخيال العلمي سواءً بقراءة الكتب والروايات، أو بمشاهدة الأفلام ستعطي إلهاماً كبيراً للمفكرين والعلماء ولروّاد الأعمال أيضاً، لكنّ ذلك لا يكفي طبعاً بل لا بدّ من الاستفادة من المنجزات المبنيّة على الخيال العلمي، وأهمها الذكاء الاصطناعي الذي باتت الشركات لا تستغني عنه على الإطلاق.
يمكن القول أنَّ الذكاء الاصطناعي هو التجسيد للمرحلة القائمة على التطور من الخيال العلمي (Science fiction) إلى الحقيقة العلمية (Science Fact) لأنّه يعدّ تطبيقاً لِمَا رسمه وخطّط له الخيال العلمي في صوره وأنواعه المختلفة.
تبدع مخيّلة الإنسان ما لا حصر له من الأفكار التي تسهم في تطور الحياة البشرية إن أُحسِن استخدامها، لذا يُعدّ المسار البادئ من الخيال العلمي وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي مساراً إجبارياً لتطور الفكر البشري.
في الختام
لم يعد السؤال الراهن المسيطر على عقول المستثمرين وروّاد الأعمال هو: هل نلجأ إلى الذكاء الاصطناعي؟ لأنه أصبح أكثر الأسئلة بداهة اليوم.
بل إن السؤال الحقيقي هو كيف نستفيد من الذكاء الاصطناعي بأقصى استفادة لتحقيق نجاحات أكيدة في مجالات أعمالنا؟
مركز LPC يضع بين أيديكم حزمة من الدورات التدريبية التي يمكن أن تعدّ بحقّ بمثابة خارطة طريق لأعمالكم، ويمكنكم البدء بحضور دورة تدريبية في الذكاء الاصطناعي في اسطنبول ، وهي على قدر كبير من الأهمية، لترصدوا الفائدة التي ستحققونها بأنفسكم.