نُشِر في Feb 04, 2023 at 10:02 AM
أصبحت الشركات الناشئة تدرك أن المحافظة على بيئة عمل مستدامة ضمن أعمالها التجارية أمرًا ضروريًا، إذ أصبحت الاستدامة استراتيجية أساسية، على عكس ما كانت عليه سابقًا. ونظرًا لكون وجود الاستدامة في بيئة عمل الشركات عاملًا أساسيًا لتقييمها ولتقييم أعمالها، فإن التركيز عليها أصبح مهمًا لنجاح الشركات.
لم يعد التأثير السلبي الناتج عن عمل الشركات على الطبيعة أمرًا غير مهم، بل كما تؤثر الشركة على المجتمع والبيئة، فإنها تؤثر وتعكس جودة منتجاتها وأعمالها، وكلَّما أثّرت الشركة على الطبيعة، زاد التأثير السلبي على أعمالها. لذا، فإن خلق طبيعة عمل مستدامة أصبح جزءً رئيسيًا للمحافظة على جودة عمل الشركات.
لم يعد مفهوم الاستدامة في الشركات يركزعلى المحافظة على التدفق النقدي للأرباح بشكل مستمر ومنتظم، بل تطوّر حتى أصبح شاملًا للتأثيرات العائدة على المجتمع والبيئة، وهذه التأثيرات، تدرس ضمن أي قرار سيصدر في الشركة. أي أن الشركات عندما تريد صنع واتخاذ قرارٍ ما، فإنها تدرس تأثير هذا القرار على ثلاث جوانب، وهم الجانب المالي، والجانب البيئي، والجانب المجتمعي.
إن تحقيق بيئة عمل مستدامة لا ينطوي فقط على القيادة والإدارة، بل إن ذلك يحتاج إلى خلق ثقافة كاملة داخل الشركة، بحيث يتم نشر هذه الثقافة ضمن جميع أفراد العمل، بما فيهم الموظفون، والعمّال، والمدراء، والقادة، وكل فردٍ يعمل في الشركة، حتى يتم تأمين بيئة عمل مستدامة في كل جزء من أجزاء الشركة
يتم نشر ثقافة الاستدامة في مكان العمل بنشر التعليمات والتوجيهات بين أفراد الفريق، والتنويه على أهميتها، وتأثير الاستدامة على عمل الشركة. بل لا بدّ من تطبيق هذه الثقافة من الإدارة والقيادة أولًا، ليتم نشرها بين جميع الأفراد
يبدأ نشر ثقافة بيئة العمل المستدامة من إدارة المرافق، فالمرافق الخاصة بالشركة هي المؤثر الأول، فهي التي تصدر الملوثات وتستهلك الطاقة. فمن المهم أن يتم تقديم التسهيلات للمساعدة في إنشاء بيئة عمل مستدامة، ومعرفة جميع أنواع التسهيلات في إدارة المرافق.
يتطلب تطبيق ثقافة الاستدامة مشاركة كل فرد من أفراد الشركة، وهناك عدة نقاط يجب التركيز عليها عند تطبيق بيئة عمل مستدامة، وهي:
لا يبدو هذا غريبًا، فانتشار التطورات التكنولوجية أصبحت اهتمامات العمل بعيدة عن استخدام الورق، بل إن الاعتماد على التكنولوجيا في العمل، زاد من الجودة وقلّل من الوقت، إضافةً لكونه يساعد على خلق بيئة عمل صديقة للبيئة أكثر.
يمكن تطبيق بعض من ممارسات العمل، دون التأثير على البيئة والمجتمع، ودون التأثير على جودة العمل، الهدف من تلك الممارسات هو تقليل التأثير السلبي على البيئة، مثل الاعتماد على الإضاءة الأقل استهلاكًا للطاقة الكهربائية، والاعتدال في ضبط منظم الحرارة، وضبط الأجهزة في وضع السكون عند عدم استخدامها.
يمكن تحويل مكان عمل الشركات إلى مكاتب خضراء، وذلك من خلال وضع النباتات الصغيرة في كل مكتب. هذا لا يساعد فقط على نشر بيئة عمل مستدامة وصديقة للبيئة، بل إن النباتات تعزز من وجود بيئة مريحة.
أكثر ما يسبب الضرر للبيئة هو الأجهزة المستخدمة في مكان العمل، مثل الحاسوب، والأجهزة المحمولة، والطابعة. تحديث تلك الأجهزة يفيد في تقليل التأثير السلبي على البيئة والمجتمع، فالميزات الجديدة أصبحت تراعي البيئة، وتقلل من ضرر الأجهزة، من خلال الاعتماد على توفير الطاقة.
هناك العديد من الأدوات غير القابلة للتدوير والمستخدمة في العمل ضمن الشركة، ولكن التركيز على استبدال هذه الأدوات بأخرى قابلة للتدوير يعطي نتائج أكثر صديقة للبيئة. فمثلًا يمكن استخدام زجاجة المياه القابلة للتدوير، وأكواب القهوة أيضًا القابلة للتدوير، كما يمكن وضع العلامة التجارية على مثل تلك المواد.
بعد الاعتماد على استراتيجية بيئة عمل مستدامة، ونشر ثقافتها واعتمادها بين جميع الأفراد، من المهم مراقبة النتائج، وإعداد التقارير وتسليمه للإدارة المعنية. يفيد ذلك في الانتظام والاستمرار في المحافظة على الاستدامة في مكان العمل، وحل كل مشكلة تعيق الاستدامة.
في الختام، من المهم جدًا اعتماد بيئة عمل مستدامة في الشركات، والاهتمام بها كأحد الاستراتيجيات المهمة، لكونها تعكس جودة عمل الشركات. وبشكل أساسي، فإن إدارة المرافق هي المؤثر الأول في خلق بيئة عمل صديقة للبيئة. لذلك، إن كنت تسعى لنشر ثقافة عمل صديقة للبيئة في شركتك، فمن المهم حضور عدة دورات تدريبية في إدارة المرافق في دبي.