7 عوامل ضرورية للجميع في إدراك المخاطر


الحوكمة والمخاطر والامتثال في باريس

نُشِر في Nov 22, 2022 at 11:11 PM


تكاد معظم الأعمال والمهن اليوم لا تخلو من المخاطر، ولهذا أصبح من النادر رؤية شركة ناجحة لا تمارسُ نوعاً محدداً من إدراك المخاطر أو ما يُسمَّى علم إدراك الخطر.

 

قد يتأثر عملك بالعديد من المخاطر المتوقعة وغير المتوقعة (مثل فيروس كورونا)، كما قد تكون مخاطر مادية أو معنوية، ويعتبر ذلك بديهيًا.

 

إذ أن جميعنا يعرف أنَّه عند بدء أي عمل مهما كان حجمهُ ونوعه فهذا يعني بداية وجود المخاطر والمصاعب، وحتّى لو كنّا مستقرين في العمل فإنَّ إدراكنا بأن الخطر  قد يحدث بأي لحظة يجب أن لا يقل أبداً، إذاً لا بدَّ لنا من تعلُّم مفهوم إدارك المخاطر وإدارتها للوصول إلى نجاح أعلى في العمل.

 

سيعلّمك هذا المقال كيفية إدراك المخاطر في حال وجودها، وما هي أنواع هذه المخاطر، وكيفية إدارتها.

 

لنبدأ رحلتنا في سياق إدراك المخاطر.

 

ما هو مفهوم إدراك المخاطر (Risk Perception):

يمكن تعريف إدراك المخاطر أو تصور المخاطر في اتخاذ الحكم الأولي أو القرار حول احتمالات نشوء الخطر ومستوى شدة هذا الخطر عندما يحدث.

 

فمثلاً؛ أطلقت كارثة كوفيد (فيروس كورونا) تأثيراً مدمراً على الحياة في الدول والشركات، ولكن كان تأثيره أقل على الشركات التي كان إدراكها عالٍ للمخاطر وكانت النتائج أفضل فيها.

 

كذلك هناك الكثير من المخاطر الخاصة في العمل، ولعلك تتساءل ما هو أهم خطر على الشركات؟ الفقرة التالية ستجيبك عن ذلك.

 

أهم 5 مخاطر قد تواجهها في العمل:

تشير التجارب إلى أنَّ للخطر مصادر متعددة لذا يختلف بالطبع تقييم المخاطر وذلك حسب مجالات العمل، ولكن هناك العديد من المخاطر المشتركة، إليك قائمة بأبرزها:

 

1- المخاطر الجسدية:

تعتبر المخاطر الجسدية أشهر مصادر الخطر في الأعمال وأكثرها إدراكاً من قِبَل القادة، بالتأكيد هناك بعض المهن يكاد ينعدم فيها الخطر الجسدي، ولكن لا تزال الحرائق والانفجارات أكثر من يسبب الأضرار للعمال والشركات.

 

2- المخاطر الاستراتيجية:

تختلف فئات المخاطر الاستراتيجية Strategic risk من صناعة لأخرى، فمثلاً تتعرض شركات الأدوية لمخاطر مثل تطوير عقاقير جديدة، شأنها شأن البنوك التي تتعرض لمخاطر مالية عند تقديم القروض، ويتعرض العاملون في المخابر للعديد من الغازات والأبخرة الضارة، وهكذا كل المخاطر من هذا النوع تتعلَّق بطبيعة العمل ضمن الصناعات، لذا ينبغي على الإدارة توفير شروط السلامة والصحة الاستراتيجية المهنية.

 

3- المخاطر التكنولوجية:

تكون المخاطر التكنولوجية في دول العالم المتقدم أقل منها في دول العالم الثالث نظراً للتطور الكبير فيها، قد تعاني الشركات من انقطاع للتيار الكهربائي، وأحياناً من ارتفاعات في قيمته، أو من انعدام لمصادر الطاقة كالبطاريات ومولدات الطاقة.

يجب دوماً على القيادة تقييم وإدراك المخاطر من هذا النوع والعمل على الاستعداد لها. 

 

4- مخاطر الموقع:

قد يكون موقع الشركة عُرضةً للكوارث البيئية مثل العواصف والتسونامي والأعاصير، وهنا يجب على الإدارة إعلام جميع الموظفين بالطرق التي تمكنهم من المغادرة في أسرع وقت، في حال حدوث أحد هذه الكوارث.

 

5- مخاطر الأفعال البشرية:

يُعتبر عدد مخاطر الأفعال الاجتماعية البشرية كبيرٌ جداً، وأكثرها انتشاراً هو الاختلاس والسرقة وتعاطي المخدرات أو الكحول، من الممكن أن تقدّم الإدارة بعض التغطية لتكاليف العلاج لموظفيها.

في حال كنت مديراً، لا تنسَ حماية شركتك من الاحتيال والاختلاس.

 

 

ما هي أفضل النصائح لتصور أو إدراك المخاطر؟

تأتي المخاطر على الشركات بشكل مختلف، فمنها ما قد يدمر الشركة بأكملها، ومنها يسبب أضراراً كبيرة ومكلفة، ومنها ما يكون تأثيرها أقل، لهذا يجب الاستعداد لشتَّى أنواع المخاطر التي قد تحدث، إليك قائمة بأفضل العوامل والنصائح التي ستساعدك على ذلك:

 

1- تحديد المخاطر:

تُعتبر هذه المرحلة الأولية لعملية إدراك المخاطر، ففيها يجب إنشاء قائمة شاملة تحيط قدر الإمكان بالمخاطر التي قد تحدث للشركة.


إذ تشير الدراسات أنَّ معظم الشركات الناشئة تفشلُ قبل أن يبلغ عمرها خمسَ سنواتٍ، وأحد الأسباب الرئيسية هو عدم تحديد المخاطر بدقة، بالتأكيد إن تحديد المخاطر بالنسبة للشركات الجديدة الناشئة يُعتبر أمراً صعباً، ولكن لحسن الحظ هناك ما يُسمّى استراتيجيات إدارة المخاطر.


كما يمكنك دوماً طرح الأسئلة على نفسك وعلى موظفيك لتحديد ما هي المخاطر الأولوية لمعالجتها، وتذكر دائمأ يكون تأثير الأخطار المتوقعة عند وقوعها أقل بكثير من الأخطار  المفاجئة.



2- لا تكنْ مثالياً:

لا تكنْ مثالياً أثناء توقعك المخاطر، بل كن واقعياً، والأفضل أن تتوقع الأسوء دائماً، واطرح السؤال التالي على جميع موظفيك، ما هو أسوأ شيء قد يحدث لشركتنا؟

 

تذكر أنَّك عندما تبني شركتك على توقّع الأسوأ فإنَّك تساهم في تخفيض عنصر المفاجأة وتقليل أثره عليك وعلى جميع الموظفين.



3- أجرِ البحوث الداخلية والبحوث الخارجية:

يكمن معنى إجراء البحوث الداخلية أنها تحدث داخل شركتك، فمثلاً يمكنك إجراء البحث مع قسم التسويق لمعرفة كيفية زيادة المبيعات، أو إجراء بحث مع أحد الأقسام نظراً لارتفاع تكاليف عمله، والعمل معاً على تخفيفها.

 

أما البحوث الخارجية، فمقصودٌ بها تعلُّم إدراك المخاطر من أي شركة أو مؤسسة منافسة لك، أو الشركات التي قد سبقتك، يمكنك التعلم من نجاح أو فشل الشركات الأخرى في إدراك المخاطر.

 

كما قد تساعد أدوات تحليل البيانات أو المعلومات بشكل أكبر على إجراء أي تحليل أو بحث أو اختبار لإدراك درجة الخطر.



4- اسأل موظفيك باستمرار:

 

كما هو معروف أنَّ الانخراط أو التماس المباشر للموظفين مع مهامهم اليومية يجعل إدراكهم للمخاطرأفضل من الآخرين، لذلك متى ما سألت موظفيك عن شعورهم حول خصائص العمل وتوقعهم للمخاطر، ساعدك ذلك على إدارة المخاطر، وحسَّن من البيئة التي يعملون بها ضمن شركتك.

 

5- اسأل العملاء وحلِّل شكواهم:

كما أنَّ لسؤال موظفيك أهميةٌ كبيرةٌ، فإنَّ لسؤال عملائك أهمية أيضاً، لا سيما أن سؤالك للعملاء يساعدك على فهم المصاعب التي يواجهونها مع منتجاتك، وإذا كان هناك أكثر من شكوى لنفس الأمر هذا يعني وجود مشكلة في القسم المسؤول.

 

لاحظ كيف تساعدك شكاوى العملاء على إدراك المخاطر الحالية المرتبطة بالعمل، يمكنك بواسطة نظامٍ فعّال معرفة شكاوى العملاء.



6- استشر واسأل الخبراء:

في بعض الأحيان قد تحتاج إلى استشارة أحد الخبراء لكي يساعدك في إدراك المخاطر المحيطة، كما قد يكون لديك بعض الأنشطة أو العلاقات المهنية مع أشخاص محترفون في عملهم ولديهم خبرة في تحديد المخاطر ضمن مجال معين، فيمكنك استثمار معرفتك بهم وسؤالهم !

 

ومن الممكن أن تحتاج أحياناً إلى استشارة مدفوعة من الخبراء لمساعدتك على تخطي تحديات إدارة المخاطر، لكن تذكر أنك لو دفعت الآن ستوفر الكثير من المال والوقت والجهد في المستقبل.



7- قم بتحليل سوات S.W.O.T:

يساعد تحليل سوات كل من الفرد والشركة بشأن إدراك المخاطر المحيطة أو التهديدات التي قد تنشأ في المستقبل، يمكنك إنشاء التحليل لكل قسم أو هيئة على حِدا، ومن ثم إجراء التحليل أو الدراسة للشركة بأكملها.

 

بالإضافة لذلك فإنَّ تحليل سوات يساعدك أيضاً في تعزيز مهارات الأشخاص، ويساهم في تصميم وتطوير المجتمعات البشرية.

 

ختامًا

ينبغي عليك عدم نسيان أنَّ عمليات تصور أو إدراك المخاطر هو الطريق الأساسي في تحقيق النجاح والرؤى للشركات، لذا حاول باستمرار جعل إدراك المخاطر كمرحلة تطويرية لك ولشركتك.


يمكنك اتباع الخطوات المدرجة سابقًا، ويمكنك الانتقال إلى حضور دورات تدريبية في الحوكمة والمخاطر والامتثال في باريس، والتي ستأيَّدك أيضاً لاختبار قدرتك وقدرة موظفيك على إدراك المخاطر.