نُشِر في Mar 15, 2023 at 09:03 PM
أصبحت إدارة المشاريع الرشيقة منهجية أساسية لإدارة المشروعات، فمع سير التطور المستمر في عالم الإدارة والأعمال، تطور مجال إدارة المشاريع، بحيث أدى هذا التطور إلى زيادة نسبة ضمان النجاح للمشاريع بشكل أفضل، فهيا بنا نتعرف في هذه المقالة على كيفية تنفيذ إدارة المشاريع الرشيقة.
تعتبر إدارة المشاريع الرشيقة مفهوم حديث نسبياً بدأ يفرض وجوده بسبب نجاحه الكبير في إدارة وتنفيذ المشاريع، وهو نهج خاص لإدارة المشروعات بطريقة ناجحة غير تقليدية، يعتمد على تقسيم العمليات الرئيسية من المشروع إلى عدة دورات صغيرة، والتي يتم تسميتها بسياقات السرعة.
هذه المنهجية لها فوائد عديدة في إدارة المشاريع، من أبرزها تنفيذ مهام العمل بشكل أسرع وبطريقة منظمة أكثر، والتركيز على العمل الجماعي ضمن فرق المشروع، بالإضافة إلى وجود المرونة للاستجابة إلى المتطلبات المتغيرة ضمن نطاق التطوير، الأمر الذي بدوره يساعد الفريق في إجراء التغييرات اللازمة في دورة حياة المنتج بغرض التحسين.
كما أن بمنهجية الإدارة الرشيقة لا يتم الاعتماد على مدير واحد للإدارة الكاملة، بل إن مهام المشروع ستكون مسؤولية جميع المشاركين، فسابقًا كانت المشاريع التي تستخدم المنهجيات التقليدية في الإدارة تعتمد على المدير الرئيسي، والذي يدير الفريق بأكمله ويدير التكاليف، واستمرار العمل، وتحسين الجودة.
أما في الإدارة الرشيقة، فإن تحديد الهدف من المشروع يتم بواسطة صاحب المنتج، في حين أن الفريق مسؤول عن الجودة وعن مجموعة من المهام الإدارية التي كانت سابقًا من مهام المدير.
يختلف تطبيق وتنفيذ المشروع الرشيق عن التقليدي بقيم ومبادئ متعددة، وهذه المبادئ شكّلت سر نجاح إدارة المشاريع الرشيقة، لا سيما إن جرى تعزيزها عمليًا بحضور التدريب على إدارة المشاريع، لنلقي نظرة على أبرز قيم ومبادئ الإدارة الرشيقة وأساسياتها:
- تقليص الوقت في التسليم:
جميع المنظمات والشركات تعلم جيدًا أن التسليم المبكر للعميل مهمًا وله آثاره الإيجابية، وهذا ما كان سبب نجاح القيادة الرشيقة في تطوير الشركات اعتمادها على تقديم متطلبات العميل بوقت مبكر وباستمرار أحد المبادئ الرئيسية،
من خلال كسب رضا العميل بحصوله على القيمة التي يدفع من أجلها بوقتٍ قصير، والحصول على آراء العملاء مبكرًا، وهذا يعني وجود قابلية في إيجاد حلول مبكرة في المشروع.
- المتطلبات قابلة للتغير في أي وقت:
تعمل الإدارة الرشيقة على بناء مرونة للتغيير في المتطلبات اللازمة، حتى لو كانت الحاجة لذلك في وقت متأخر من المشروع. الجدير بالذكرِ أن تغيير المتطلبات في وقت متأخر أمر غير مرغوب به، لِما يترتب عليه من آثار سلبية، ولكن تعتمد الإدارة الرشيقة هذا المبدأ من أجل إنشاء وتطوير ميزة تنافسية، بالتركيز على استقبال التغيير والاستجابة له بالطريقة المناسبة من الفرق في أي وقت كان وبالتالي الوصول إلى رضا العميل.
- تطوير عمل المشروع اعتمادًا على الفريق:
يختلف أي مشروع رشيق عن آخر تقليدي في اتباع منهجيات خاصة في إدارة الفريق، والإدارة الرشيقة تعتمد على خبرة الكل في سير عمليات المشروع. لكن هذه الطريقة تقتضي اختيار أفراد مناسبين ذات مهارات عالية للاعتماد عليهم في مشوار المشروع، بعيدًا عن الإدارة والمنهجيات التقليدية التفصيلية، مِما يعطي أفراد الفريق المساحة للإبداع والعمل بحرية أكبر، فهنا سوف تتحقق الجودة بشكل أكبر، ويسير العمل بسلاسة أكثر.
- الابتعاد عن التعقيد:
الممارسات المعقدة لا أحد يكترث لها من العملاء، خاصة في حال أن القيمة لا تختلف في المنتج المعقد عن البسيط، غير أن التعقيد يهدر المزيد من الوقت، لذلك تركز إدارة المشاريع الرشيقة على البساطة ما دام المشروع يقدم القيمة المطلوبة للعميل.
في الختام، أصبحت إدارة المشاريع مختلفة عمّا سبق في المنهجيات المتّبعة، وهنا يجدر الذكر أن المهارات لإدارة المشاريع تطورت، بالإضافة إلى أن التدريب على إدارة المشاريع يجب أن يكون مستمرًا مواكبةً مع كل تطور وتحديث.