نُشِر في Nov 21, 2024 at 10:11 PM
في ظل التغيرات المناخية الشديدة التي يشهدها العالم اليوم، تبرز انبعاثات الكربون كواحدة من أكثر المخاطر البيئية واسعة النطاق والمهددة للحياة على كوكب الأرض، لذا أصبح من المهم جدًا البحث عن الأسباب الجذرية القابعة خلفها ويكمن التحدي الأكبر في العمل على وضع تدابير وحلول سريعة لتحقيق إنجاز حقيقي يساعد في خفض معدلاتها.
ولذلك، نقدم لك المقال التالي الذي يعرف مفهوم هذه الانبعاثات ويشرح الأسباب المسببة لها ويقدم بعض الحلول التي يمكن للفرد القيام بها للتقليل من الانبعاث، تابع معنا إن كنت مهتمًا في قطاع البيئة والاستدامة العالمية.
تمثل انبعاثات الكربون تحدي هائل في عصرنا الحديث، ويشير المفهوم إلى انبعاث غازات سامة كثاني أكسيد الكربون (CO2) وغاز الميثان (CH4) في الغلاف الجوي، تعد هذه الغازات المسبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، حيث تعمل تلك الغازات على احتباس الحرارة ضمن طبقات الجو، مما يسبب تغيرات مناخية متسارعة تهدد التوازن البيئي على مستوى الكوكب بصورة كبيرة.
بدأت القصة مع بداية العصر الصناعي، حين ازدادت الأنشطة البشرية وعمليات التصنيع، خاصة صناعة الحديد والأسمنت والبتروكيماويات والطاقة، مما سبب زيادة مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون، حيث ارتفعت مستويات هذا الغاز بنحو 50% مقارنةً بما كانت عليه لعام 1750 أي قبل الثورة الصناعية، ساهم ذلك في ارتفاع الحرارة بمعدلات غير مسبوقة.
لكن القضية لا تتعلق بالأرقام وحسب، فالنتائج والتأثيرات للاحتباس الحراري والتغير المناخي موجودة وملموسة في كل مكان، على الرغم ﻣن وجود تقنيات تسهم بخفض مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل طبيعي مثل دورات التمثيل الضوئي الموسمية التي تعد أكثر وضوحًا في نصف الكرة الشمالي عن نصف الكرة الجنوبي نظرًا لكبر المساحة النباتية الموجودة، إذ تعمل النباتات في الربيع على امتصاص غازات الدفيئة (Greenhouse gases) خلال النمو لتعود وتتحلل في الخريف وتطلقها مجددًا، إلا أنّنا نشهد موجات حر قوية وارتفاع غير مسبوق في منسوب البحر وتغير في النظام البيئي، هذه التغيرات السريعة تجعل الكثير من الكائنات الحية عاجزة تمامًا عن التكيف معها.
يعد مركز لندن بريمير للتدريب أفضل مركز تدريب في دبي يقدم خدمات التدريب ضمن برامج أكاديمية متميزة ومعتمدة تضيف قيمة كبيرة لتعزيز سيرتك الذاتية، قم بزيارة موقعنا الإلكتروني وسارع بالتسجيل في برنامج يناسب اهتماماتك، يمنحك المركز حرية تحديد خيار التدريب الذي يناسب جدولك الزمني من بين الخيارات العديدة المتوفرة، هناك منصة (Self-learning) للتدريب أونلاين عبر دروس مسجلة مسبقًا تمنحك حرية التحكم بأوقات تدريبك، وهناك منصة (Live online learning) للتعليم المتزامن عن بعد، هذه الخيارات تعتبر مناسبة إن كنت تقيم في المملكة العربية السعودية وترغب بالتدرب في واحد من أهم المراكز التدريبية في المنطقة، وهناك التدريب التقليدي ضمن قاعة صفية أو التدريب الداخلي ضمن الشركة.
تتنوع المصادر الرئيسية المسببة لانبعاث الكربون ما بين مصادر وأنشطة طبيعية وأخرى أنشطة بشرية غير طبيعية، وفق الآتي:
ساعدت الأنشطة البشرية في اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت اﻟﻛرﺑون بمعدل أعلى بكثير خلال السنين الأخيرة، نظرًا لتنوع الصناعات والطلب الكبير على الطاقات، وتنقسم الأنشطة ما بين:
يمثل حرق الوقود حوالي 87% من المجموع العام للانبعاثات البشرية، نتجت هذه النسبة عن النقل وإنتاج الطاقة والتصنيع والتطبيقات الأخرى، يسهم الفحم بنسبة 43% من هذه انبعاثات الكربون بسبب كثافة الكربون العالية فيه ويليه النفط بنسبة 36% ومن ثمّ الغاز الطبيعي 20%.
ساهم تغيير استخدام الأراضي كإزالة الغابات في ازدياد الانبعاثات البشرية، ويمثل هذا السبب 9% من حجم الانبعاثات، حيث تعمل الغابة على امتصاص الكربون، وبالتالي عمليات إزالتها تتسبب بإطلاق كميات كبيرة من الكربون في الغلاف الجوي وتساهم بزيادة غازات الدفيئة.
ينتج عن عمليات التصنيع حوالي 4% من انبعاثات الكربون، يُعرف عن تصنيع الأسمنت أنه يطلق حوالي 900 كيلوجرام من ثاني أكسيد الكربون في الجو لكل طن من الأسمنت، كما يتسبب إنتاج الحديد الصلب بانبعاثات كبيرة نتيجة تسخين أفران الصهر، كذلك صناعة البتروكيماويات تلعب دور هام في إطلاق الكربون.
تعد المصادر الطبيعية للانبعاثات جزءًا من الدورة الطبيعية للكربون والتي حافظت على توازنها لآلاف السنين قبل تدخل البشر في الطبيعة، مع العلم أنّ كمية الكربون الناتجة عن المصادر الطبيعية تفوق بكثير ما ينتجه البشر، إلا أنّ عناصر الطبيعية مثل المحيطات والغابات تعمل لاستخلاص هذه الكميات وتمتص قسم كبير منها لتحافظ على مستوى مستقر لغازات الدفيئة في الجو، من هذه المصادر:
تحتوي البحار والمحيطات على كميات من الكربون المذاب الذي يتم تبادله دوريًا مع الجو بعملية تسمى بالانتشار، يحدث التبادل لثاني أكسيد الكربون في اتجاهين، يعمل المحيط على استخلاص ثاني أكسيد الكربون المنبعث ليعود ويطلقه مجددًا وفق تغيرات الضغط ودرجة الحرارة، يعتبر هذا التبادل أكبر مصدر طبيعي لانبعاثات الكربون، فهو يُطلق تقريبًا 330 مليار طن في كل عام، أي ما يعادل 42.84% من إجمالي الانبعاثات الطبيعية.
تطلق النباتات والحيوانات ما يقارب 220 مليار طن سنويًا من الكربون، بنسبة تعادل 28.56% من الانبعاثات الطبيعية، وذلك ناتج عن عملية التنفس التي تعتمد عليها مختلف النباتات والحيوانات لإنتاج ما يلزمهم من طاقة للاستمرار بالعيش، حيث تمتص الهواء من الجو وتستخلص منه الأوكسجين اللازم لتحطيم العناصر الغذائية مثل الكربوهيدرات والبروتينات، ينتج عن هذه العملية طاقة وثاني أكسيد الكربون كمنتج ثانوي يُطلق في الجو.
يشكل تحلل التربة 28.56% من الانبعاثات الطبيعية، حيث تحتوي التربة على كميات هائلة من الكربون الناتج عن التحلل العضوي للنباتات والحيوانات الميتة بواسطة البكتيريا والفطريات، مما يسبب طرح غاز ثاني أكسيد الكربون.
بالرغم من أنّ الانفجارات البركانية لا تساهم بأكثر من 0.03% من اﻻﻧﺑﻌﺎﺛﺎت، إلا أنّها مسبب رئيسي طويل الأمد في إعادة تدوير الكربون المُخزن في أعماق القشرة الأرضية، ينتج الكربون عند فوران الماغما المحملة بالغازات من أعماق الأرض لتصل إلى السطح.
أصبح الحد من انبعاثات الكربون (Carbon emissions) اليوم ضرورة ملحة وخطوة رئيسية يتطلب العمل عليها جديًا لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ، يُعتبر التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية ضروريًا لاعتماد استراتيجيات وأفكار خضراء تدعم البيئة في عملياتها الإنتاجية اليومية ودعم مبادرات إزالة الكربون وإحداث تحول جذري نحو مصادر طاقة أخرى أكثر استدامة وابتكار حلول عاجلة تحافظ على مستقبل الكوكب.
كذلك يقع على عاتق الإنسان الإحساس بالمسؤولية تجاه طبيعته عن طريق اعتماد ممارسات تحد من انبعاث الكربون، فيما يلي بعض النصائح والممارسات التي من شأنها المساعدة في ذلك:
ختامًا،
لا يتوقف أمر انبعاثات الكربون على مجرد أرقام وتقارير علمية، بل هو انعكاس تأثيرها الكبير على كوكب الأرض، وعلى الرغم من حجم التحديات الكبيرة إلا أنّ الحلول بين أيدينا إذا أردنا تحمل المسؤولية المجتمعية والتحرك بوعي وشجاعة نحو هدفنا، فالتحول نحو عالم مستدام لم يعد خيارًا قابلًا للتفكير بل غدا أمرًا بالغ الأهمية للوصول إلى مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.