نُشِر في Dec 03, 2023 at 12:12 PM
منهجية ادارة المشاريع هي عملية تخطيط متكامل للمشاريع وتنفيذها والتحكم فيها من البداية إلى النهاية، وهي الأطر والأساليب والتقنيات التي تستخدم في توجيه الطريقة التنفيذية التي سوف تتبعها الشركات عند تنظيم المشروع وإدارة مبادئه.
كما ويعد اختيار المنهجية الإدارية المناسبة لمشروعك أمر بالغ الأهمية لنجاحه لأنه يؤثر على جودة المشروع وتكلفته ووقته ومخاطره، لذلك سنتناول في هذا المقال أنواع منهجية ادارة المشاريع وكيفية اختيار المنهجية المناسبة لمشروعك بناء على أهم العوامل.
هناك العديد من أنواع منهجيات إدارة المشاريع المُدرجة في دورة ادارة المشاريع الاحترافية pmp، والتي تم تطويرها واستخدامها على مر السنين، ولكن يمكن تصنيفها على نطاق واسع إلى نوعين رئيسيين:
تعتمد إدارة المشاريع التقلِيدية على نهِج متسلسل يقسم برنامج المشروع إلى مبادئ ومراحل متميزة تتبع ترتيبًا محددًا بشكل مسبق، ولكل مرحلة مجموعة من التسليمات والمخرجات التي يجب استكمالها والموافقة عليها قبل الانتقال إلى المرحلة التالية، كما يتم تحديد نِطاق عمل المشروع ومتطلباته وخطته وتثبيتها في البداية مع تقليل التغييرات أو تجنبها أثناء التنفيذ.
مثال على نهج إدارة المشاريع التقليدية الأكثر شيوعًا:
نموذج الشلال ( Waterfall Mode): هو أحد أقدم هذه السلسلة من المنهجيات وأكثرها استخدامًا خاصة في تطوير المبادئ البرمجية والمشاريع الهندسية، يأتي نموذج الشلال بنهج بسيط وسهل المتابعة ولكنه قد يكون جامدًا وغير مرن لأنه لا يستوعب التغييِرات أو التعليقات الحرجة بشكل جيد.
يعتمد منهج أجايل (Agile) المرنة أو الرشيِقة على نهِج رئيسي تكراري وتدريجي يقسم المشروع إلى وحدات عمل صغيرة يمكن التحكم فيها ومن ثم تسليمها عن طريق تكرارات، كل تكرار له هدف ونطاق يَتم تحديده والاتفاق عليه من قبل فرِيق المشروع والعميل، يعد نِطاق هذا المشروع ومتطلباته وخطته مرنة وقابلة للتكيف ويتم الترحيب بالتغييرات ودمجها أثناء تنفيذ المشروع.
مثال على نهِج إدارة المشاريع الرشيقة الأكثر شيوعًا:
سكرام (Scrum): وهو أشهر نظام رشيق من بين أنظمة إدارة المشاريع والأكثر استخدامًا عند تطوير البرمجيات ومشاريع تكنولوجيا المعلومات الرئيسية، يتكون من مالك المنتج الذي يمثل العميل ويحدد رؤية المُنتج وجميع الأعمال المتراكمة، وسيد سكرام الذي يدرب فريق المشروع ويضمن اتباع العملية بانتظام، وفريق التطوير الذي ينظم نفسه بنفسه بالإضافة إلى تقديم إضافات للمنتج.
لاختيار منهجيات قيمة لتحقيق الأهداف الناشئة وإدارة مراحل ومحافظ المشاريع الخاصة بك حسب الخطة، لابد أن تكون على دراية بالعوامل الاستراتيجية قبل البدء:
هو العامل الأول الذي يجب مراعاته عند اختيار منهجية إدارة المشروع وعمليات التخطيط، لأن المشاريع المختلفة تتميز بخصائص مختلفة مثل الحجم والنطاق والمدة وعدم اليقين والجدية والاعتماد المتبادل.
تؤثر هذه الخصائص على مستوى تعقيد المشروعات وجميع المخاطر المتعلقة بها وبالتالي على مستوى التحكم والمرونة اللازمين لإدارة آليات المشروع بمنهجية، مثلاً قد يتطلب مشروع واسع النطاق وطويل الأجل وغير مؤكد استخدام منهجية أكثر مرونة وتكيفًا مثل تقنية أجايل التي يمكنها استيعاب التغييِرات والشكوك على طول الطريق.
أما من ناحية أخرى، قد يستفيد مشروع صغير الحجم وقصير الأجل ومحدد جيدًا من منهجية تتسم بأنها أكثَر تنظيمًا وتوجيهًا مثل تِقنية الشلَال التي يمكن أن توفر خططًا وتسليمات بطريقة كاملة وواضحة ومفصلة ومحددة.
إن أصحاب المصلَحة هم الأشخاص الذين لديهم مصلحة أو تأثير في المشروع مثل راعي المشروع أو المدير أو الفريق أو العميل أو المستخدمين النهائيين له.
قد يكون لدى أصحاب المصلَحة المختلفين متطلبات وتوقعات مُختلفة مثل النطاق والجودة والتكلفة والوقت والتواصل، لذلك من المهم فهم متطلبات وتوقعات أصحاب المصلَحة ومواءمتها ضمن إطار العمل واختيار منهجية إدارة المشروع الأساسية الناجحة التي يمكن أن تلبيها أو تتجاوزها.
مثلاً إذا كان العميل يتوقع تعليقات ومشاركة متكررة ومستمرة فقد تكُون منهجية أجايِل أكثَر ملاءمة لأنها تسمح بالتعاون والتواصل بين فرِيق المشروع والعميل، أما إذا كان العميل يتوقع خطة ثابتة فقد تكُون منهجية الشلَال الأفضل لأنها توفر الوضوح واليقين للنتائج.
تعرف الموارِد بأنها عبارة عن الأصول والمدخلات التي تستخَدم لإنجاز المشروع مثل الموارِد البشرية والمالية والمادية والتكنولوجية، أما القيود فهي جميع ما قد يؤثر على نجاح المشروع مثل الوقت والتكلفة والجودة والمخاطر.
بما أن الموارد والقيود تعد مترابطة وتؤثر على جدوى المشروع ونجاحه، فمن المهم تقدير خصاص المشاريع هذه وإدارتها واختيار منهجية إدارة المشروع التي يمكنها تحسين هذه الخصائص والتحكم فيها وتحقيق التوازن فيما بينها.
أي إذا كان لِلمشروع ميزانية محدودة وموعد نهائي محدد فأنت تحتاج إلى تطبيق التحكم الكامل ومراقبة تكلفة المشروع ووقته المحدد، أما إذا كان للمشروع ميزانية مرنة وموعد نهائي متغير فقد تحتاج فقط إلى ضبط نِطاق المشروع وجودته في البداية وتحديد أولوياته.
اختيار منهجية ادارة المشاريع الاحترافِية والمناسبة لمشروعك ليس بالمهمة السهلة كونها تتطلب تحليلاً وتقييمًا دقيقًا لسياق المشروع وبيئته لِتحقيق النجاح والنتائج المرجوة، ولكن بواسطة النظر في العوامل المذكورة أعلاه والاستفادة من دورة ادارة المشاريع الاحترافية pmp، يمكنك اتخاذ قرار مستنير واحترافي يناسب احتياجات مشروعَك ومتطلباته.
تذكر أنه لا توجد منهجية مثالية تناسب جمِيع المواقف وأنه يمكنك دائمًا تكييف منهجية معينة وتخصيصها لتتناسب مع ظروف مشروعَك، والشيء الأكثر أهمية هو اختيار المنهجِية التي تساعدك على تسليم مشروعَك بنجاح وتحقيق أهدافه وغاياته.