
نشر في :6/27/2025, 10:28:25 PM
هل تتذكر كيف تعلمت لعب الكرة للمرة الأولى؟ في البداية كان عليك التركيز على تعلّم كيفية ركل الكرة بالشكل الصحيح، من ثمّ بدأت بتعلم كيفية الهجوم والمراوغة، خطوة بخطوة حتى أدرك جسدك كيف ينسجم مع عقلك للتركيز على الهدف وتسجيل النقاط، الأمر مشابه جدًا بالنسبة إلى مهارات التفكير، تبدأ بالتشكّل بشكل غير محسوس لتتحول لاحقًا إلى عنصر قوة كل قائد ناجح، لكن هل تساءلت يومًا إن كان بالإمكان تدريب عقلك بنفس الطريقة ليصبح أفضل؟
الإجابة تكمن في فهم أهمية مهارات التفكير وأنواعها المختلفة وإدراك طريقتك الخاصة بالتفكير للعمل على صقلها، لذا تابع معنا في المقال التالي إن كنت مهتمًا.
تُعرف مهارات التفكير بأنّها مجموعة من القدرات العقلية التي تسمح لمالكها بفهم المعلومات والحالات والمواقف التي تعترضه وتحليلها وتطبيقها لاتخاذ قرارات واعية تميزه أو تنقذه من مشكلة معقدة أو أيًا كان، لهذه المهارات قيمة مضافة لدى القادة فهي المرشد في حالات الضغط والمساعد الأول لتقييم المواقف وحل المشاكل بعقلانية مع معالجة السبب والتعامل مع تحديات القرن الواحد والعشرين بطرق فعالة، من خلالها يمكن للقادة رؤية الصورة الكاملة للحالة ومعالجة أي تفاصيل دقيقة وتحويل المواقف الصعبة لفرص للإبداع والنمو، لذا كلما تعمّق القائد في تنمية قدراته ومهاراته التفكيرية كلما ازداد تأثيره وتحسّنت قراراته، خاصةً في أماكن العمل المتغيرة بسرعة.
تنقسم مهارات التفكير الأساسية إلى عدة أنماط وأنواع لكل منها دوره الخاص في كيفية تعامل القائد مع المشكلات التي تعترضه والفرص المتاحة، تتضمن ما يلي:
قد تبدو هذه الأنواع متضادة، لكنها في الواقع تكاملية والقائد الناجح هو من يعرف كيف يستخدمها بمرونة لخوض مختلف التحديات بثقة وكفاءة.

لن تكون قادرًا على تطوير مهارات التفكير لديك حقيقةً ما لم تعي أسلوب تفكيرك، وهذا الأمر يتطلب منك تفكيرًا جديًا يعود بك لأيام الطفولة لتسأل نفسك: هل أنا أفضل تخيل الأشياء أم التحليل؟ كيف أتفاعل مع تحدياتي اليومية؟ هل دائمًا كنت أكتفي بحل واحد أم استمتع باستكشاف المزيد من الحلول؟
كذلك، قّيم سلوكك المتبع عند أخذ القرارات عادةً وطريقة تواصلك مع فريقك وأسلوبك عند تحليل المواقف المعقدة، كل تلك العوامل مفاتيح من شأنها مساعدتك في معرفة نمط تفكيرك لتوجيهه نحو نقاط قوة القيادة العليا.
إن كنت تفكر بأنّ تطوير مهارات التفكير حكرًا على القادة وأصحاب القرار فإنّ ذلك غير صحيح، فهي مهارة مكتسبة يمكن تطويرها في أي لحظة ومن قبل أي شخص، تشمل الإجراءات الأساسية ما يلي:
بإستخدامك للخرائط الذهنية ومخططات المفاهيم ستكون أكثر قدرة على تحديد وفهم مشاكلك وتوضيح الأفكار وبالتالي تنمية مهاراتك التفكيرية، قمّ برسم الأفكار ولا تكتفي بكتابتها، استخدم الألوان والرموز والخطوط المتفرعة لتحفيز الدماغ على الربط بين كافة المفاهيم وتوسيع أفق تفكيرك.
من خلال تدريب نفسك على التفكير والتقييم بطريقة معاكسة تختلف عن التفكير المألوف قد تستكشف زوايا خفية لم ترها من قبل، مما يمنحك القدرة على أخذ قرارات أعمق بعيدة عن التمييز والتحيز ومعرفة كيفية تنفيذها وأثرها الإيجابي أو السلبي بعد التطبيق، لذا اسأل نفسك أسئلة تقييمية: ماذا لو كانت أفكاري خاطئة؟ ماذا لو طبقت هذا الاحتمال الذي لم يخطر على بالي قبل؟
لتكون قائد متميز ليس عليك أن ترضى بالإجابات العامة والحلول السريعة، عليك الغوص في عمق الموقف من خلال طرح أسئلة لتحفيز تفكيرك النقدي والإبداعي لتقديم الأفضل، اطرح ما لا يقل عن 5 أسئلة مفتوحة تحفزك على الاستكشاف حول كل موقف أو قرار، مثل لماذا..؟ كيف..؟ ماذا لو..؟
بمشاركتك في نشاط متنوع الخلفيات مثل الفعاليات والمناظرات المهنية أو ورشة عمل أو حلقات النقاش ومحاضرات توعوية ستجد أنّ كل تفاعل يمثل فرصة مهمة لتجريب أفكارك وتطوير وجهات النظر ومعرفة كيفية الدفاع عنها أو تعديلها عندما يتطلب الأمر.
إن كنت ترغب في تعزيز مهارات التفكير بسرعة وفعالية يمكنك التسجيل في برنامج تدريبي متخصص، مهما كانت المهارات نقدية أو إبداعية أو تحليلية فإن لهذه الدورات دور في منحك المنهجيات والأدوات الأساسية المطلوبة التي تساعدك لتوسيع آفاقك القيادية، سجل في واحدة من دورات تدريبية في دبي التي يقدمها مركز لندن بريمير سنتر والتي تعتبر مناسبة لجميع الأفراد المتواجدين في الإمارات العربية المتحدة الراغبين بالوصول إلى المعرفة وصقل المهارات العلمية والمهنية على حد سواء.
مع نهاية كل يوم، خصص بضع دقائق لمراجعة جميع القرارات التي اتخذتها أو شاركت في اتخاذها ضمن اليوم وسجّل ما كان ناجحًا منها وما يحتاج تحسين وما هو الأسلوب المتبع فيها؟ تساعدك هذه الجلسة التأملية في تحويل فكرك الواعي إلى عادة داخلية تدفعك للنمو والتطور بصورة مستمرة.
استخدام بعض الأدوات والنماذج مثل مصفوفة تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات المعروفة باسم (SWOT) أو مصفوفة إيزنهاور التي يتم فيها تصنيف المهام والأعمال حسب الأولوية والأهمية بعد توثيق شامل لها، تساعد في تنظيم أفكارك ومساعدتك على تدريب تفكيرك على صياغة القرارات المعقدة.
ختامًا،
مثلما تعلمت كيف تركل الكرة بعد محاولات ومحاولات فاشلة يمكن أن يتعلم عقلك فنون ومهارات التفكير، مهارات التفكير ليست موهبة تولد مع القادة بل عضلات ذهنية تنمو نتيجة التدريب والصقل وتقوى مع التجربة والممارسة، كل سؤال مطروح أو قرار يُراجع أو نقاش يتم هو فرصة حقيقية لبناء عقل قيادي أكثر مرونة ووعي.
مهارات التفكير هي القدرات العقلية التي تساعد القائد على فهم المواقف وتحليلها بعمق لاتخاذ قرارات واعية ومدروسة. هذه المهارات تجعل القائد أكثر قدرة على التعامل مع التحديات المعقدة بمرونة وإبداع، وتحويل الأزمات إلى فرص، مما يزيد من تأثيره ويعزز نجاح فريقه.
تتعدد مهارات التفكير، وأهمها:
تطوير هذه الأنماط بشكل متكامل يجعل القائد أكثر قدرة على مواجهة تحديات العمل بثقة وكفاءة.
يمكن ذلك من خلال التأمل في طريقة تعاملك مع المشكلات اليومية، وكيفية اتخاذك للقرارات، وهل تميل إلى الحلول التقليدية أم تحب الاستكشاف والابتكار؟ كما أن مراقبة تفاعلك مع فريقك وكيفية تعاملك مع الضغوط يعينك على فهم نمط تفكيرك بوضوح.
مهارات التفكير ليست موهبة يولد بها الإنسان، بل هي مهارات مكتسبة تنمو مع التدريب المستمر والتجربة. تمامًا كما تعلمت ركوب الدراجة أو لعب كرة القدم، يمكن لعقلك أن يتطور ويصبح أقوى في التفكير من خلال الممارسة المستمرة والوعي الذاتي.
تمكن مهارات التفكير القادة من تقييم المواقف بدقة دون الانفعال، واختيار أفضل الحلول التي تقلل من المخاطر، كما تساعدهم على تحويل الضغوط إلى فرص للتعلم والنمو، مما يعزز قدرة الفريق على مواجهة التحديات بثقة وثبات.
بالتأكيد، الدورات التدريبية المتخصصة توفر لك أدوات وتقنيات مدروسة تساعدك على تحسين مهارات التفكير النقدي، الإبداعي، والتحليلي. كما تعطيك فرصة لتطبيق هذه المهارات في سيناريوهات واقعية، ما يعزز من قدرتك القيادية بشكل ملموس.
مهارات التواصل الإداري الفعّال