نُشِر في Nov 12, 2022 at 09:11 PM
غالباً ما يتّبع المدراء الماليون استراتيجيات ونهوج مالية متعددة لتوسيع المبيعات الخاصة بشركاتهم، أشهرها التمويل الرشيق، حتى يستطيعون بذلك مواكبة تغيرات السوق والتنبؤ بسلوكه مهما كان مختلفاً.
سواء أكانت مؤسستك أو شركتك الرائدة قد حققت التوقعات المالية المطلوبة، أو تجاوزتها، فإنه يجب دوماً اتّخاذ القرارات الذكية لتطوير النظم في المؤسسة ودفعها نحو الأمام، وبالطبع لا يوجد أفضل من استراتيجية التمويل الرشيق لمساعدتك في ذلك.
فوفقاً لتحديثات المحاسبة الإدارية (SMA)، أكد التمويل الرشيق للتحول المالي على ضرورة خلق القيمة بشكل عام، والعمل على زيادة الإنتاج وإنجاح عمليات التصنيع، والتقليل قدر الإمكان من الهدر، وبالتالي زيادة صافي الأرباح.
لذا وفي ظل افتقارك لمعلومات دقيقة حول التمويل الرشيق، عمينا في هذا المقال إلى تسليط الضوء على نهج تمويل الشركات الرشيق، بالإضافة إلى خصائصه، ومجالاته الخمسة الرئيسية.
يُعرَّف التمويل الرشيق بأنَّه برنامج بحثي يهتم بإدارة التمويل ضمن الشركات، بحيث يكون هذا التمويل رشيقاً أي يمتلك المرونة المطلوبة، ويمكن استخدامه لقيادة الأعمال بنجاح في حالات الشك أو عدم اليقين بأسعار العملات اليوم، كما أنه يعمل على خلق قيمة مضافة جديدة ضمن التسويق والاقتصاد الرقمي المستدام.
يُعتبر الفريق المالي من مرتكزات الشركات الواعدة وجزء لا يمكن فصله عن أي عملية تحويل وتمويل للأعمال، وذلك لأنَّ أي عملية تطوير في أي قطاع ضمن الشركة ستقوم وفق مقدار من المال، تتميز طريقة التمويل الرشيق بوجود العديد من الخصائص والمميزات أهمها:
بعد الدراسة والبحث والعديد من المناقشات بين أفضل القادة الماليين في أفضل الشركات المتخصصة حول العالم، تمَّ الوصول لمجموعة رئيسية من خمسة مجالات يجب البحث والتركيز عليها ضمن التمويل الرشيق، وهي:
- أعِد التفكير في النظرة التاريخية لمفهوم المهمة المالية:
أول مجال في مجالات التمويل الرشيق. لفترةٍ طويلة كان دور الفريق المالي يقتصر فقط على محاسبة الموظفين مالياً أو دراسة الاستثمار، أمَّا الآن تغيرت الثقافة حول الفريق المالي وأصبح دوره التنفيذي أكبر وأكثر تأثيراً، حيث أضحى يشارك تقريباً في كل ما يخص نظام الشركة والتمويل العائد، من إنشاء استراتيجية وخطة عمل إلى وضع رؤية الشركة للمستقبل وغيرها الكثير من الأمور المالية التي تخص المشروع الاقتصادي أو الشركة.
- كُن في المقدمة:
تُعتبر مهارة التكيف مع التغيرات الحتمية الحاصلة في الأسواق محرك رئيس ضمن التمويل الرشيق، لذلك يجب على الفريق المالي دوماً أن يكون في مقدمة من يعرف تغيرات السوق، وأن يكون مستعداً لمراجعة الخطط المالية وتغييرها إذا تطلب الأمر بما يتناسب مع الأسواق.
الفريق الذكي في التمويل الرشيق يدرك دوماً أن التغيير سيحدث حتى لو لم يُرِدْ ذلك! فمعنى أن تكون رشيقاً ينبع من أنك تتبع ثقافة ديناميكية تركز على مستقبل شركتك وفريقك وتأخذ بعين الاعتبار جميع التغييرات والمخاطر التي قد تحدث. لذلك تأكد دوماً من امتلاكك للموارد والإمكانات اللازمة للتغييرات المفاجئة.
- فكّر خارج الصندوق.
لكي تستطيع مجاراة التغير في الأسواق يجب أن تكون قادراً على فهمها بسرعة والتنبؤ بأي اتجاه تسير، لذلك قد تحتاج في كثير من الأحيان إلى معرفة كيف تفكر خارج الصندوق، خاصة عندما يتعلّق الأمر بالتكنولوجيا أو بـ إعداد الصناعة الحديثة فإنَّه لا من تفكير جديد يجعلك تجاري المنافسين أو تسبقهم حتى.
- اعمل وفق أسس رشيقة، وكنْ حكيماً في النهج الذي تتبعه:
هناك بعض قواعد العمل الرشيقة التي من الممكن دمجها في ثقافة عمل شركتك، ولكنَّ ذلك يتعلَّق بمقدرة الإدارة على تعزيز التعاون مع الموظفين ومنحهم صلاحية اتّخاذ القرار الصحيح بشكل مستقل فيما يتناسب مع زيادة وتعزيز الإنتاج.
وعلى سبيل المثال، نذكر لكم شركة أمازون، التي استخدمت فلسفة Andon Cord الخاصة بها لسنوات عديدة، حيثُ أعطت إدارة الشركة الصلاحية لأي موظف من قسم الموارد البشرية بأن يسحب أي منتج يراه غير مناسبٍ أو يشعر بأن فيه خلل أو مشكلة ما.
هكذا أصبح موظفو قسم الموارد البشرية في شركة أمازون قادرون على اتخاذ القرارات السريعة والصحيحة بشكل مستقل عند شعورهم بالحاجة إلى ذلك.
دائماً ما ينصح خبراء التمويل الرشيق بصنع فريق عمل قادر على التعامل أكثر أنواع الأسواق تقلباً وتغيراً، هذا بالتأكيد سيؤتي بثماره وسيسمح لك بالوصول إلى محاسبة الاستثمار الناجحة بل وضمان تحقيق التنمية المستدامة لشركتك في المستقبل.
- خطط، ولكن عليك تقبُّل أنَّ الخطة قد تكون خاطئة:
بالتأكيد لا يمكن أن يبدأ العمل دون معايير واضحة وخطة مدروسة بشكلٍ جيد، وأحد الفوائد الهامة للتخطيط الجيد هو جذب عروض قوية من المستثمرين، ولكن كونك رشيقاً أو تتبع سياسة التمويل الرشيق فإنه يجب عليك قبول أن الخطة قد تكون خاطئة وأنها قد تتغير في المستقبل بنسبة كبيرة، لذلك تأكَّد دائماً من قدرتك على تغيير المسار عندما يتطلب الأمر ذلك سواءً في المستقبل القريب أو البعيد الأجل.
يتسم خبراء التمويل الرشيق بالاستعداد الدائم لتغيير مسارات العمل وتحمل الفشل فيها لعدة مرات حتى الوصول إلى الجودة الأفضل للعمل، وأنت كشخص مرن ورشيق أو كـ خبير في التمويل الرشيق حاول أن تسرع في "الفشل الجديد" واستفد من هذا الفشل لاتخاذ المسار الصحيح.
لاحقاً يمكنك التحدث لجميع الأقسام في شركتك عن هذا "الفشل" وكيف استفدت منه لتحقيق أفضل مسار ممكن في عمل الشركة.
أول شؤون التمويل الرشيق أنه يورث انعكاسات إيجابية عديدة تلاحظ في الخطط المالية الخاصة بالشركات، نذكر لك منها:
- زيادة في سرعة اتخاذ القرار:
تسمح منهجية التمويل الرشيق للفرق بأن تعمل معاً ضمن إطار الشركة الواحدة لتقديم حلول مشتركة للمشكلات الداخلية التي تنشأ في صميم إدارة التمويل، وبالتالي تحسين سرعة اتخاذ القرارات، مما يساعد في التركيز على رؤى الشركة ذات الأولوية القصوى، ووضع قواعد جديدة لصنع القرار الصحيح.
- معادلة البيانات:
يعتبر التمويل الرشيق أداة يتم فيها إنشاء النظام الصارم حول البيانات المعتمدة ضمن الشركة من خلال أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات، بحيث يكون هناك مصدر واحد للمعلومات فقط.
تُستخدم تلك المعلومات في تخطيط الاستثمارات التكنولوجية التي قد تقوم بها الشركة، ومناقشة الأفكار، ودراسة المنافسين في السوق، وتعزيز التعاون في مختلف فرق الشركة. مما يزيد من منتجات الشركة ويحسن البنى التحتية فيها.
- التقليل من التعقيدات:
كما هو معروف فإن تعقيد أي جزء من شؤون العمل الاقتصادية ضمن الشركة يعمل على إبطاء دورة العمل ككل ويقلل من نجاحها، لذلك تتسم طريقة التمويل الرشيق بـ هيكل وظيفي خالٍ من الأخطاء وواضح، وذلك لمحاولة تقليل الوقت اللازم للوصول إلى مصدر المعلومات.
- النقل السريع للموارد:
أحد الفوائد الرائعة لـ حملة التمويل الرشيق هو إمكانية النقل السريع للمواد ضمن أكثر من موقع، وبالتالي إمكانية استغلال أي فرصة ومواجهة أي تحدٍ أو تهديد بالسرعة الملائمة، ويتم ذلك عن طريق توجيه الموارد المطلوبة لتلبية الحاجة في أي مشروع تنفيذي يخص الشركة.
تذكَّر دائما أن أي فريق في شركتك يجب أن يكون رشيق ومُدرب بشكل مناسب لكي ينقل الموارد بسرعة.
ختاماً، ينبغي التذكير أن استخدام التمويل الرشيق في الشركات يساهم بشكل كبير ببناء مهارات جديدة عامة أو متخصصة للموظفين المسؤولين عن تقديم الخدمات من هذا النوع.
يجب على من يريد العمل ضمن مجال الاقتصاد وتنظيم عمليات التمويل اللازم في الشركات أن يتمتع بالخبرة والعناصر المناسبة. والتي يمكنه اكتسابها من خلال حضور دورات محاسبة قصيرة في لندن.