نُشِر في Jul 19, 2023 at 11:07 PM
تنفرد القيادة في المنظمات غير الربحية بمجموعة من التحديات المختلفة والتي تميزها عن القيادة في أي قطاعات آخرى الحكومية العامة أو الشركات الخاصة، نظرًا للمهام العديدة لقادة تلك المنظمات فهم ليسوا مسؤولين عن إدارة العمليات اليومية فقط بل عليهم البحث عن دوافع خيرية مستدامة للاستمرار بمهام المنظمة.
يهدف مقالنا التالي للتعريف بالقيادة في المنظمات الغير ربحية وأنواعها وكيف يمكن تطوير تلك القيادات، تابع معنا.
تُعرف القيادة في المنظمات غير الربحية بشكل عام بأنّها قيادة توجيهية للمنظمات والمؤسسات لتحقيق أهدافهم التنظيمية وقيادة التأثير الاجتماعي من خلال إلهام المتطوعين والموظفين لتجاوز أي تحديات تواجههم بفعالية وتقييم قدرات هؤلاء لتعيين الأشخاص الكفء في المناصب الإدارية مثل المدراء التنفيذيين.
مجلس الإدارة عادة هم القادة الرئيسيين لأي منظمة غير ربحية لكونهم المسؤولون عن التخطيط والبحث عن مصدر التمويل الرسمي غير الربحي والمراقبة المالية وغير ذلك من المهام لضمان استمرار وجود المنظمة مع الوقت، ذلك يتطلب مهارات خاصة.
نتيجةً لعدم وجود موارد كافية لدى تلك المنظمات لاستقطاب قيادات ذات خبرة ومؤهلات كبيرة عليهم التفكير أكثر في كيفية إعداد قيادات ناجحة من ضمن فرقهم بواسطة التدريب والتطوير المستمر لموظفيها الذين يكون أغلبهم متطوعين دون أجر.
من خلال الاستثمار في بعض البرامج التدريبية يمكن للمنظمة أن تدعم دور قادتها وتشجيعهم أثناء نموهم والإشراف على إخفاقاتهم ونجاحاتهم، توفر دورات قصيرة في دبي العديد من الموضوعات المرتبطة بذلك.
تنفرد بعض الشخصيات في أحلامها لقيادة المؤسسات والمنظمات غير الربحية بأسلوبها الخاص وتنجذب لأي شيء يصب في هذا الخصوص، مهما كان أسلوب الإدارة والقيادة يجب أن يكون هؤلاء القادة ذوو رؤى وتفكير واسع لتحقيق أهداف وتطلعات منظماتهم بالشكل المخطط له.
بالنسبة لأنواع وأساليب قيادة المنظمات غير الربحية تنتشر الأنواع التالية:
لا يشبه القادة من هذا النوع القادة المتعارف عليهم في أي منظمات أخرى، الذين يقبعون في رأس الهرم متفردين بالسلطة واتخاذ القرار.
على العكس تمامًا يعمل القائد بالخدمة إلى خدمة الآخرين أولًا وتلبية احتياجاتهم قبل احتياجاته وتقاسم السلطة، إنّها من أكثر مهارات القيادة المؤثرة أهميةً كونها تعمل على خلق قيمة للمجتمع المحيط وتهدف إلى تمكين الجميع ودفعهم للنمو والنجاح وتجاوز الأزمات.
القادة التحويليون هم القادة الحالمون القادرون على تصور الأشياء والعمل على تحقيقها، بناء المستقبل المثالي للمنظمة غير الربحية هو ما يحفزهم، إنّهم يعملون بمستوىٍ عالٍ من التفاؤل والأخلاق والثقة خلال سعيهم نحو أهدافهم.
يعتمد هؤلاء القادة على مهارات الإقناع وقوة الشخصية في قيادتهم مما يجعلهم متواصلين فعالين، هم يتمتعون بمستويات أعلى من الثقة بالنفس والرضا، كما أنهم يتحملون مخاطر عالية.
لكن ذلك الأمر قد ينعكس سلبًا نرجسية وميل إلى المبالغة في إمكانياتهم وقدراتهم الخاصة وضرر بالأعمال الخيرية المستدامة على المدى البعيد، لذا من الضروري أن يكونوا محاطين بفريق عمل قوي.
من الأنواع النادرة للقيادة في المنظمات غير الربحية، وهي عملية تبادلية تقوم على مبدأ وضع الأهداف ومراقبة الإنجاز ومدى الوفاء بالالتزامات، بالرغم من كون ذلك التفكير ليس تفكيرًا مستقبليًا إلا أنّه يقدم عدة فوائد.
إذ تشير الدراسات إلى أنّ تقديم مكافآت للأفراد المنجزين من شأنه تحفيزهم على تقديم الأداء الأفضل، بينما أشار البعض الآخر إلى أنّه يخلق جو غير سليم ضمن المنظمة.
تفيد الخطوات البسيطة التالية في دعم تطوير برنامج قيادي للمنظمات غير الربحية لصنع قائد ذو فعالية، وفق الآتي:
مثلها مثل أي شركة أو مؤسسة أخرى، يجب أن يكون لبرنامج التطوير والتدريب حيز أساسي من النظام الداخلي للمؤسسات والمنظمات، يجب وضع برنامج تطوير مهني موجز وواضح للموظفين والمتطوعين، وكذلك المدربين، بحيث يوفر أساسيات ممنهجة وأهداف واضحة يتبعها المشاركون وتعويضات عادلة عن الجهد والوقت الذي يبذله الجميع لتقوية المهارات القيادية الخاصة بهم.
الاستثمار في التعلم بواسطة برامج تدريبي والمؤتمرات الخارجية والندوات الرقمية يجب أن يكون جزء من برنامج التطوير القيادي السابق لإتاحة الفرصة للجميع للنمو والتقدم، إن كانت المنظمة غير قادرة على تغطية تلك التكاليف على القائد البحث عن مصادر للتمويل أو مصادر مجانية بشكل دائم.
إضافة لذلك، من خلال توفير مثل تلك الفرص للعاملين يمكن أن يبرز الشخص الكفء القادر على استلام دفة القيادة، بالإضافة إلى ذلك يزيد غالباً من الرضا الوظيفي ويعزز الروح المعنوية الإيجابية ضمن المنظمة، لأنّهم سوف يشعرون بمدى اهتمام المنظمة بنموهم وتقديم كامل الدعم بهدف تنمية الذات.
إيجاد القائد الأفضل لا يقتصر على الاستثمار في دورة تدريبية أو برنامج تأهيل، تساعد الكثير من الأشياء في تحسين خبرات الأفراد ومنحهم الأساس القوي ليصبحوا مستقبلًا قادة مميزين بالمنظمات التي يعملون فيها.
على سبيل المثال، حملات جمع التبرعات تحقق خبرات عملية كثيرة مثل إتاحة الفرصة أمام الموظفين والمتطوعين الشباب لاستلام أدوار قيادية في الأنشطة وإظهار مدى قوتهم في إدارة حملات التبرعات الخاصة بهم في المجتمع وغيرها المزيد من الخبرات في الحياة.
يمكن لإدارة المنظمات إسناد بعض المهام الصغيرة لمجموعة من موظفيها وتقييم أدائهم وفقًا لقدراتهم على المبادرة والمسؤولية والتخطيط ووضع الاستراتيجيات والتواصل الفعال مع الفريق، من خلال ذلك يمكن للإدارة تحديد القائد الأفضل الذي يمكن الوثوق به للقيام بمهام أكثر أهمية.
من الطرق الأخرى المميزة للعثور على القائد الأفضل هي أنشطة بناء الفريق، مثل وضع تحديات للعاملين وجلسات النقاش والألعاب والأنشطة الجماعية وفرص التدريب الجماعية، عند إشراك الجميع في مثل هذه الأنشطة يمكن تعزيز التواصل والروابط بينهم وخلق استراتيجية انتقال سلسة بسبب الثقة التي بنيت بينهم.
عند طلب الآراء والأفكار الخاصة بكل موظف أو متطوع أو قائد محتمل ضمن المنظمة يمكن تعزيز شعور المسؤولية والثقة لدى كل شخص منهم ودفعهم للعب أدوار أكثر أهمية في المؤسسة.
في الختام،
تسعى القيادة ﻓﻲ الجمعيات والمنظمات غير الربحية إلى استدامة عمل المنظمة ونموها أكثر، لذا من الواجب ﻋﻠﻰ قادتها أن يكونوا ذوو تفكير متقدم عند تحديد الأهداف الإدارية الرسمية وطلب التبرعات من المانحين وصريحين بخصوص الاحتياجات المالية الحالية والمستقبلية للمنظمة حتى يتمكنوا من تحقيق النجاح بممارسة القيادة في المنظمات غير الربحية.