إطار الأهداف والنتائج الرئيسية (OKRs) وإمكانياته في تحقيق النجاح


دورات إدارة المشاريع في دبي

نُشِر في Aug 23, 2023 at 10:08 PM


إن كنت من تقع عليه مهمة وضع أهداف فريق أو شركة ما، هذا يعني أنّك بالتأكيد سمعت عن مصطلح الأهداف والنتائج الرئيسية (OKRs)، تلك المنهجية الإدارية التي تتولى عملية تحديد ووضع أهداف طموحة وربطها بتوجهات الشركة بحيث يكون من الممكن قياسها للتأكد من تحقيقها.

 

قد لا يزال الموضوع شائكًا بعض الشيء لديك، لذا يمكنك المتابعة معنا للحديث أكثر عنه وكيفية تنفيذه بشكله الصحيح.

 

ما هي منهجية الأهداف والنتائج الرئيسية (Objectives and Key Results)؟ 

تعتبر ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ الأهداف والنتائج الرئيسية (okr) بأنّها أداة أو أطر عمل مسؤولة عن مساعدة فرق العمل لوضع أهدافها المستقبلية وجعلها قابلة للقياس لمراقبتها وقياس مدى التقدم في تنفيذها، يجمع هذا النهج الذي ابتكر أساسياته جون دوير (John Doerr) الأهداف المراد القيام بها والنتائج المستخدمة لتحديد مستوى تحقيق ذلك.

 

وبالتالي، يمكن تلخيص هذا النهج على أنّه نموذج بسيط ومرن جدًا ليلائم جميع الأغراض والوظائف يقوم على تحديد الأهداف والتأكد منها من نتائجها الرئيسية، أي أنّه مكون من مكونين رئيسيين، هما:

  • الهدف المراد تحقيقه، مثل توسع انتشار العلامة التجارية أو تقليل البصمة الكربونية للصناعة وغيرها من الأمور المشابهة.
  • النتيجة الرئيسية التي تقيس مدى التقدم نحو تلك الأهداف المحددة، مثل جذب نصف مليون زائر جديد إلى موقعك أو التأكد من تحول ربع المواد المنتجة من صناعتك إلى سماد عضوي وغيرها.



ما هو تاريخ تطور نظرية الأهداف والنتائج الرئيسية؟ 

بداية هذه المنهجية كانت مع بيتر دراكر (Peter Drucker) في العام 1954 الذي وضع أسس نظرية الإدارة بالأهداف (MBOs) والتي شاع استخدامها حينها بين مختلف المؤسسات نظرًا لدورها الكبير المساعد ﻓﻲ نجاحهم.

 

بقي الأمر هكذا حتى سبعينيات القرن الماضي، حين قرر الرئيس التنفيذي لشركة إﻧﺘﻞ حينها آندي جروف (Andy Grove) أخذ تلك النظرية ودمجها مع النتائج الرئيسية، الأمر الذي وضع حجر الأساس لتقنية الأهداف والنتائج الرئيسية التي نعرفها اليوم، لكن حينها كانت تُعرف باسم نظرية إدارة إنتل للأهداف (iMBOs).

 

بعد ذلك بسنوات قليلة قرر جون دوير تعلم النظرية من آندي جروف، قام بذلك ومن ثمّ قدمها بصيغتها المبسطة إلى ﺷﺮﻛﺔ غوغل، الصيغة المبسطة هي: سأفعل الهدف طالما يتم قياسه بواسطة تلك المجموعة من نتائجه الرئيسية.

 

ساعد إطار الأهداف والنتائج كل من لاري بيدج وسيرجي برين للارتقاء بغوغل إلى آفاق لم تكن في حسبانهم، ومن هنا انطلقت النظرية داخل آلاف الشركات الأخرى للاستفادة من مبادئها وتغيير الرؤية المستقبلية.

 

في أيامنا هذه يستخدم قادة كل من LinkedIn و Twitter و Slack و Spotify و Uber و Microsoft مهارات نظام الأهداف والنتائج الرئيسية بهدف تعيين الأولويات اللازمة للتحسين في المؤسسة وكيفية مواءمة الفرق للتحرك في الاتجاه الصحيح وتحقيق الأهداف المرجوة خلال مدة زمنية قصيرة.

 

لماذا عليك استخدام منهجية الأهداف والنتائج الرئيسية؟ 

التخطيط الجيد لإطار عمل الأهداف والنتائج الرئيسية قادر على فعل ثورة حقيقية في طريقة عملك وفريقك وشركتك، وذلك بسبب الفوائد التالية:

 

- التوافق الاستراتيجي والشفافية:

تعد الاستراتيجية هي نقطة انطلاق الأهداف والنتائج الرئيسية، لذا تُجبر القادة على إعداد استراتيجية عمل منظمتهم وشرحها والتواصل بشأنها بشكل علني عن كيفية تطبيقها، الأمر الذي يسمح للجميع بفهم رؤية المنظمة وبالتالي التعاون بين المدراء والموظفين وتضافر جهودهم لتتلائم مع المشهد الأكبر والسير على الطريق الصحيح.

 

- التركيز والوضوح في التنفيذ:

تعرف هذه التقنية بأنها تركز على الأشياء الأكثر أهمية عن طريق إعطاء الأولوية لما له أكبر تأثير على العمليات فقط، وبما أنّ الموظفين والفرق يعلمون ما يتوقع منهم أي أنّهم يملكون القدرة على معرفة الأولويات في تنفيذ المهام وتحديد آلية ذلك وكيفية تخصيص الموارد بفعالية.

 

- إشراك القوى العاملة:

الأشخاص المنخرطين في العملية يكون لديهم تصور أوضح عن كيفية القيام بالأشياء، بناء على ذلك يحققون نتائج مميزة، وهذا هو الغرض الأساسي من نظرية الأهداف والنتائج الرئيسية، عندما ترى القوى العاملة مدى مساهماتهم في تطوير شركتهم بوضوح فإنهم سيكونون أكثر تعاونًا وتفاعلًا في أعمالهم، وبالتالي يحققون أداء أعلى.

إطار الأهداف والنتائج الرئيسية (OKRs) وإمكانياته في تحقيق النجاح

كيف يمكن صياغة نظرية أهداف ونتائج رئيسية جيدة؟

لصياغة نظرية الأهداف والنتائج الرئيسية تحتاج لخبرة ووقت وتفكير نقدي للخروج بإطار فعال يتناسب مع أهدافك، ننصحك بحضور دورة تدريبية من الدورات التدريبية التي يقدمها مركزنا بعنوان دورات إدارة المشاريع في دبي التي تساعد المنظمات في التدريب على القيام ذلك بكفاءة وتعرف بأهداف ومؤشرات استراتيجياتهم.

 

بدايةً مع كتابة أهداف المنشأة والتي من الضروري أن تكون ذات مجال تحسين عالي المستوى بحيث تستطيع الفرق تقديم رؤيتهم بشأن طريقة تحسينه من خلال أعمالها اليومية والمشاريع بعيدة المدى.

 

كما يجب أن يكون مجال واسع للبحث والاستشارات والتفكير في تقارير الأهداف والنتائج الرئيسية المؤثرة وأن تكون محددة كفايةً بما يوفر تصور واضح للربع القادم، علاوةً على ذلك ينبغي على القادة طلب ملاحظات فرقهم وتوضيح التوقعات.

 

أما بالنسبة لكتابة أهداف الفريق يجب ألا تكون مجرد أهداف عامة بل أهداف ملهمة وتتلائم مع توجهات شركتهم، لا يجب أن تكون تلك الأهداف مشاريع بل مشاكل بحاجة للحل أو فرص تحسينية مؤثرة بشدة وتتطلب متابعة خلال الربع القادم من العام.

 

يجب أن يتمتع جميع أعضاء الفريق بـ المهارات الشخصية لإدارة المشاريع وأن يتعاونوا معًا في كتابة الأهداف الجيدة، وذلك بعد الإجابة على مجموعة من الأسئلة، منها: 

  • ما الدور الذي نقوم به لدفع أهداف المؤسسة نحو الأمام وكيف يتم قياس ذلك؟ 
  • ما هي فرص الإبتكار أو الإصلاح أو التغيير التي يمكننا القيام بها لتحقيق نجاح أكبر؟ 
  • ما الذي يمنعنا من تحقيق أهدافنا؟ 

 

في النهاية يجب كتابة مجموعة نتائج رئيسية لقياس تقدم كل هدف ومدى اقتراب الوصول إليه، يجب كتابة بين 3 إلى 5 نتائج وأن تكون نتائج لأنشطة وليست أنشطة أو مشاريع بالكامل.

 

كيف يمكن تجنب الأخطاء عند كتابة نظرية الأهداف والنتائج الرئيسية؟ 

يوجد بعض الأخطاء الشائعة عند كتابة الأهداف والنتائج الرئيسية لذا إليك النصائح التالية المساعدة في تجنب الوقوع في مثل تلك الأخطاء:

  • حدد هدف ربع سنوي.
  • اكتب ثلاث نتائج رئيسية لكل هدف على الأقل ولا تزيدها عن خمس نتائج.
  • ضع أهداف طموحة ليست شائعة لكن ليست مستحيلة التحقيق.
  • حدد نتائج ليست أنشطة بل نتيجة مرجوة من سلسلة أنشطة.
  • ضّع جداول زمنية محددة لكل هدف والتأكد من امتلاكك أفكار أو مبادرات تساعد في دفعه للأمام وإلا ذلك مؤشر على الفشل.
  • كن على علم بأنّ النتائج الرئيسية ليست مؤشرات أداء رئيسية (kpi) وإنما مؤشرات تحدد تقدم الأهداف.
  • تأكد أن إجراءات الفريق ذات تأثيرات واضحة على النتائج الرئيسية خلال الربع.

 

ختامًا،

 

هذه كانت مقالتنا حول منهجية الأهداف والنتائج الرئيسية، نأمل أن تكون حصلت على المعرفة التي تبحث عنها في هذا المجال.