الابتكار المفتوح: كيف يمكن للتعاون الجماعي أن يعزز الإبداع؟


دورات تدريبية في دبي

نُشِر في Jun 01, 2024 at 06:06 PM


تهدف استراتيجية الابتكار المفتوح إلى تحقيق فوائد كبيرة للمؤسسة من خلال التعاون مع أطراف خارجية مثل الشركات الأخرى والعملاء وحتى الأفراد، لمشاركة الأفكار والمعرفة والموارد بهدف تسريع عملية الابتكار وتعزيز القدرة التنافسية وتقليل التكاليف.

 

وبما أن الابتكار المفتوح (Open Innovation) يساعد على تحقيق نتائج أفضل وأسرع مما يمكن تحقيقه باستخدام الموارد الداخلية فقط، تعرّف إلى أبرز فوائد التعاون مع الأطراف الخارجية في مجال الابتكار وكيفية تطبيقه في المؤسسات.

 

ما الفرق بين الابتكار المفتوح والابتكار المغلق؟

ينحصر الابتكار المغلق في تطوير الأفكار والمنتجات والخدمات داخل المؤسسة فقط دون التعاون مع أي طرف خارجي في خطة الابتكار، وتعتمد الشركة السرية التامة للمعلومات ضمن حدودها للحفاظ على الميزة التنافسية، وجميع المقترحات والأفكار المبتكرة تأتي من الداخل فقط.

 

من مزايا هذا الابتكار سيطرة المؤسسة الكاملة على نموذج الابتكار بدءًا من الفكرة الأولية إلى المخرج النهائي، ولكن بالطبع سيكون مخطط مكلف وبطيئ نظرًا للاكتفاء بالموارد الداخلية فحسب، وبالتالي ستحتاج الشركات إلى استثمارات كبيرة في البحوث والتطوير والتدريب للحفاظ على استمرارية قدرتها الابتكارية.

 

بينما في الابتكار المفتوح، تعتمد المؤسسة على التعاون مع جهات خارجية في عمليات التطور وتتسم بدرجة أكبر من الشفافية والمشاركة وتشجع تبادل المقترحات لتسهيل عمليات المساهمة للجهات الأخرى.

 

وبالتالي، يوفر الابتكار المفتوح تطوير منتجات وخدمات أكثر إبداعًا وأسرع وأقل تكلفة ومخاطر، وإذا فشلت فكرة ما، يمكن أن تكون هناك أفكار أخرى يتم العمل عليها بالتوازي، مما يزيد من فرص النجاح الإجمالي ويقلل من احتمالات الفشل.


كيفية تطبيق الابتكار المفتوح في المؤسسات؟

إن تنمية نهج ابتكار للشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة، يتطلب تغييرًا جوهريًا في طريقة التفكير وتنفيذ الأعمال، فإليك ممارسات وخطوات فعالة:

- تحديد الأهداف وتطوير الاستراتيجية:

أولأً، يجب على المؤسسة تحديد الأهداف الرئيسية للابتكار المفتوح، هل الهدف هو تحسين المنتجات الحالية؟ تطوير منتجات جديدة؟ التوسع والتطور؟ أو ربما إطلاق مبادرة لاستكشاف آفاق التغيرات والتحول الرقمي العالمي؟ إن تحديد الأهداف يساعد في توجيه الجهود والموارد بالشكل الصحيح.

 

بمجرد تحديد الهدف، يجب تطوير استراتيجية واضحة ومفصلة تشمل المجالات التي سيتم فيها تنفيذ الابتكار المفتوح والموارد المطلوبة والأطراف التعاونية والسياسات والإجراءات اللازمة لحماية الملكية الفكرية لكل جهة.

 

- بناء ثقافة الابتكار المفتوح:

يجب على القيادة خلق ثقافة الابتكار وتشجيع الموظفين على الانفتاح على المقترحات الجديدة بالتعاون مع الشركاء الخارجيين، فتغيير الثقافة التنظيمية يعتبر جزء أساسي من منهجيات الابتكار المفتوح. 

 

يمكن تحقيق ذلك بواسطة ورش العمل والندوات التدريبية لتعزيز فهم الموظفين ومهاراتهم حول تعريف الابتكار، ومكافأة الموظفين عند المساهمة بأفكار إبداعية والانخراط في مشاريع التعاون الخارجي، وخلق بيئة عمل تشجع على التجربة والمخاطرة المحسوبة.

الابتكار المفتوح: كيف يمكن للتعاون الجماعي أن يعزز الإبداع؟

 

- إنشاء بنية تحتية داعمة:

تعد المنصات الرقمية من أفضل الطرق للتعاون الاقتصادي، والتي تسهل التواصل وتبادل الاقتراحات من خلال استخدام منصة توفر أدوات لإدارة المشاريع وقواعد البيانات المشتركة لتخزين ومشاركة المعلومات بسهولة مع المبدعين والشركاء الخارجيين.

 

وحضور دورات تدريبية في دبي له دور كبير في فعالية استخدام التكنولوجيا والأدوات الحديثة مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوات تحليل البيانات الضخمة لاكتشاف الفرص الجديدة حول العالم وفهم توجهات السوق واحتياجات العملاء.

 

- تحديد الشركاء المناسبين:

يجب على الشركة إقامة علاقات طويلة ومتينة مع المراكز والشركات الكبيرة وأيضًا الجامعات مثل جامعة الخليج العربي، لتوفير الوصول إلى أحدث الأبحاث والتطورات التكنولوجية.

 

فالتعاون مع المنظمات التي تعقد مؤتمر تعاوني لجذب مثل هذه الفرص سواءً في نفس القطاع أو قطاعات مختلفة، يمكن أن يشمل شراكات استراتيجية لتطوير منتجات أو خدمات جديدة وتبادل المعرفة والأدوات.

 

- تعزيز التفاعل مع العملاء:

قد تكون العملاء واحدة من المصادر الرئيسية للأفكار الجديدة، فمن الضروري إشراكهم في خطة الابتكار المفتوح من خلال استطلاعات الرأي وجمع الملاحظات ودعوتهم للمشاركة في مجموعات النقاش وبرامج العملاء المميزين لتقديم المقترحات.

 

يمكن أن يشمل ذلك تحليل المراجعات ومراقبة توجهات السوق وسلوك العملاء واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه البيانات واكتشاف الفرص المحتملة القادمة منهم.

 

ما هي فوائد التعاون في مجال الابتكار؟

إن التعاون في الابتكار يعطي للمؤسسات فوائد مثل القدرة على التكيف والإبداع والتنافس في السوق، وأبرزها:

 

- تسريع استراتيجية الابتكار:

يتيح هذا التعاون للمؤسسات فرصة الوصول إلى مجموعة واسعة من المقترحات والموارد والتقنيات الموجودة لدى الشركاء الخارجيين بدلاً من الاعتماد على المتوفر الحالي، وبالتالي تسريع عمليات التطوير.

 

وبفضل الحلول الجاهزة أو شبه الجاهزة التي ستوفرها الجهات الأخرى، يمكنك تقليل دورة الابتكار من الفكرة إلى السوق، وتكاملها مع منتجات المؤسسة وتوفير الوقت بدلاُ من تطوير ابتكارات جديدة.

 

- تقليل التكاليف:

ستتقاسم جميع هذه الشركات تكاليف البحث والتطور وستعتمد منهجية توزيع التكاليف، الأمر الذي سيقلل من العبء المالي على مؤسسة واحدة فقط.

 

مع أهمية الاستفادة من المعدات التكنولوجية والخبرات البشرية والبنية التحتية التي ستقلل الحاجة للاستثمار في هذه الاحتياجات، وتوفر الكثير من التكاليف على الشركة.

 

- زيادة القدرة التنافسية:

يتيح الابتكار المفتوح الوصول إلى أحدث التقنيات والابتكارات عند التعاون مع شركة قوية ومبتكرة، مما يعني أن مؤسستك ستمتلك ميزة تنافسية قوية أيضًا فيما يتعلق بخدماتها ومنتجاتها.

 

وكون الشركاء الخارجيين سيوفرون رؤى قيمة وجهود إضافية في البحث في اتجاهات السوق، ستتمكن من التكيف مع التحديثات واحتياجات العملاء والبيئة التجارية المتغيرة بسرعة والتحوّل المستمر.

 

- إدارة المخاطر:

توزيع المخاطر بين الشركاء يعني أن الفشل لن يكون عبئًا كبيرًا على شركة واحدة، وذلك سيقلل هذا المخاطر المرتبطة بمشاريع الابتكار وسيقلل من تأثير الفشل بشكل عام.

 

فقد يكون لدى شركائك خبرات وتجارب سابقة يمكن أن تساعد في تحديد الممارسات اللازمة للنجاح وتجنب الأخطاء والمساهمة في تقليل المخاطر لزيادة فرصة النجاح.

 

وأخيرًا، مبدأ الابتكار المفتوح يهدف إلى دعم استراتيجيات الإبداع وتسريعها من خلال الربط مع موارد خارجية وفتح الفرص وتكاملها مع قدرات الداخل للوصول إلى الأفكار والحلول الواسعة والفريدة وغير المتاحة، فيجب أن تعزز قدرات شركتك على التكيف والابتكار بسرعة وفعالية من خلال التدريب المتقدم في المراكز المعتمدة.