نُشِر في Jun 19, 2023 at 11:06 PM
مَن الذي لا يطمح بأن تقدم شركته خدمات ومنتجات ذات جودة عالية؟ إن كنت تفكر بذلك جديًا عليك الاستثمار في التدريب على إدارة الجودة (Quality Management Training)، لأنّ الحصول على شهادة جودة، أو آيزو كما تُعرف، لا يعني تحقيق كل شيء، بل يجب تدريب الفريق ليعمل باحترافية لتلبية احتياجات العملاء، لذا ينبغي تطوير برنامج تدريبي شامل وقوي.
في المقال التالي، نقدم تعريفًا بفوائد الاستثمار ﻓﻲ التدريب والمبادئ الأساسية التي يتطلبها ذلك، لكن بدايةً سنتعرف على مفهوم نظام إدارة الجودة ومراحله المختلفة، لذا تابع معنا.
يُعنى نظام إدارة الجودة بإدارة وتنفيذ جميع الإجراءات والأنشطة التي من شأنها التأثير على جودة المنتجات والخدمات المقدمة من الشركة ومدى المحافظة عليها عند مستوى معين من التنمية والتميز، بما في ذلك وضع سياسات للجودة ووضع تخطيط الجودة ومراقبتها من خلال مؤشرات القياس وغيرها من الأمور المتعلقة بالجودة.
يشيع استخدام مصطلح آخر في إدارة الجودة وهو إدارة الجودة الشاملة (total quality management) والذي يُعرف بأنّه منهجية إدارية تستخدم لتحسين العمليات ضمن المنظمات والشركات التجارية بشكل تدريجي، يتم ذلك عن طريق إجراء بعض التحليلات الدقيقة للعمليات من قِبل جميع المشاركين بالعملية، سواء أكان موظفًا أو شريكًا أو أي شخص له علاقة بها.
بالنسبة إلى مراحل تطبيق نظام إدارة الجودة فهو يختلف باختلاف الشركة والغاية منها، لكن توجد بعض المراحل الأساسية العامة المشتركة بين مختلف النظم بما يلي:
يتم البدء في هذه المرحلة بتحديد الأهداف والغايات من الجودة، كذلك تحديد الموارد اللازمة وخطوات سير العمل، علاوةً على ذلك توضع في هذه المرحلة أيضًا معايير الجودة ويُنظر إلى احتياجات ورغبات وتوقعات العميل لوضع الطرق الصحيحة لإرضائها.
عند الانتهاء من التخطيط ينتقل العمل إلى تنفيذ الأنظمة والإجراءات التي وضعتها الإدارة، يتم هنا وضع مبادئ ومؤشرات لقياس الأداء وتوثيق العمليات المنفذة وتدريب الموظفين.
يمكن أن يساعد التسجيل في واحدة من دورات تدريبية في الجودة والإنتاجية في دبي في تمكين الموظفين أكثر من أجل التعرف على المهام المطلوبة منهم والتطوير من مهارات الفريق بشكل عام.
هذه المرحلة تختص بتقييم أثر تنفيذ عمليات إدارة الجودة التي وضعتها الشركة وتتبع الأداء إن كانت تتوافق مع المعلومات التي وضعتها مسبقًا أم لا، بواسطة جمع وتقييم البيانات وتحديد المجالات التي تتطلب تحسين مع وضع كافة التدابير الوقائية للتعامل مع أي مشكلة تعترض سير العمل.
بناء على المعلومات والبيانات الناتجة عن مرحلة التقييم، تعمل المؤسسات على تعديل أي أنظمة أو إجراءات متعلقة بإدارة الجودة الخاصة بها، بما في ذلك تحديث سياسة إدارة الجودة أو تدريب الموظفين أكثر أو زيادة النفقات على الأدوات المستخدمة والجانب التقني.
بعد الانتهاء من عمليات التحسين يجب الحفاظ على سلامة نظام إدارة الجودة بهدف ضمان الامتثال والتحسين المستمر، الأمر الذي يستلزم مراقبة وتقييم عمليات التشغيل بشكل متكرر وتتبع مدى نجاحها والحاجة إلى تنمية مجالات التدريب إن تطلب الأمر.
تبرز أهمية تدريب القوى البشرية على إدارة الجودة من الفوائد العديدة التي يقدمها للشركات والمؤسسات التي تعتمده على أنّه نهج مستمر في دورة حياتها، من تلك الفوائد:
أحد أكبر المشاكل التي تواجه أي شركة هي معدل دوران العمالة المرتفع، لذا عند الاستثمار في التعليم والتدريب على إدارة الجودة من خلال توفير برامج تدريبية قوية يمكن الحد من تلك المعدلات.
حيث يشعر الموظفين الذين يتلقون تدريب مستمر بمدى الاهتمام المقدم من شركتهم لتعزيز فرص الاحتفاظ بهم والبقاء في وظائفهم، لا سيما أنَّ التدريب يوفر توضيح المهام والأدوار المطلوبة منهم وتحديد من يمكنهم التحدث معه إن كان لديهم أي أسئلة أو مخاوف، لذا فإنَّ برنامج التدريب المناسب يشجع كبار الموظفين على الاستمرار ويعطيهم روح معنوية إيجابية.
يعتبر رضا الزبون مؤشر النجاح، عند تأهيل فريق العمل جيدًا سيتمكن الموظفون من فهم احتياجات العملاء بشكل أكبر، وبالتالي اكتساب ثقة ورضا العميل، الأمر الذي يدفعهم إلى المزيد من عمليات الشراء المستقبلية، وهذا بدوره يعني زيادة نجاح وتنمية الشركة.
لذا إن كنت ترغب بتوسيع قاعدة العملاء الخاصة بشركتك، ستكون بحاجة إلى وضع برنامج تدريبي جيد وشامل يشرح للموظفين الطرق الأنسب لتلبية متطلبات العملاء.
البرامج التدريبية الجيدة يمكنها أن تدفع نمو الإيرادات بشكل أفضل، عندما يتعامل زبون معك ويرى أنّك قمت بتدريب موظفيك بشكل صحيح لبى احتياجاته وتوقعاته، هذا يعني زيادة فرصة إخبار الآخرين عن علامتك التجارية ودفع معارفه للتعامل معك أيضًا، كل ذلك يزيد من دعم صورة الشركة وصيتها في عالم الأعمال ويجعلها رائدة في مجال تخصصها.
تحدد المنظمة الدولية للمعايير (International Organization for Standardization ISO) عدد من المبادئ الأساسية اﻟﺘﻲ يتوجب توفرها في برامج التدريب على إدارة الجودة وفق الآتي:
الهدف الأساسي من إدارة الجودة هو كسب عملاء راضين وتوفير منتجات تفي بتوقعاتهم، لذا يجب التركيز على طلبات العميل وفهمها لتسهيل العمل وتحقيق الازدهار على المدى الطويل، الأمر الذي يزيد من حصة الشركة في السوق.
يجب على قادة الشركات إشراك كل من له شأن في تحديد إجراءات إدارة ومراقبة الجودة، لأنّ ذلك يمكنه أن يسهل تلبية الأهداف الرئيسية لبرنامج إدارة الجودة بسلاسة أكبر وبأقل تكلفة واستهلاكًا للوقت.
تمكين جميع العاملين المعنيين داخل المؤسسة والاعتراف بهم وإشراكهم من شأنه خلق بيئة تعاونية تحقق معايير إدارة الجودة.
يعد هذا النهج نقطة فعالة عند تصميم برنامج جديد لإدارة الجودة بهدف تطوير عادة خلق اﻟﺠودة.
تشمل عمليات التحسين دراسة نظم وبرامج إدارة الجودة لاستكشاف أي طريقة جديدة تفيد في تحسين النتائج بنهاية المطاف، يساعد ذلك في خفض التكاليف وزيادة الكفاءة ورضا العملاء.
تعتمد عملية اتخاذ القرار في إدارة الجودة على معلومات وأرقام وحقائق فعلية والتي تسمح بتسهيل الوصول إلى الأهداف وتجاوز أي عقبات بثقة، إذ أنّ القرارات القائمة على الحقائق أبسط من تلك القائمة على الكلام النظري.
العلاقة الحسنة مع الأطراف المعنية ضرورية لتحسين الأداء العام وتحقيق النجاح المستمر داخل الشركة.
ختامًا،
كانت تلك لمحة موجزة عن أهم الفوائد التي يوفرها التدريب على إدارة الجودة، لكن يوجد الكثير من الأمور الأخرى للقيام بها وبالتأكيد لن تكون وحدك قادر على فعلها، لذا يجب توظيف أناس كفء ملائمين لتوقعاتك وأحلامك، ومن ثمّ تدريبهم جيدًا وتعليمهم على كل ما هم بحاجته لتحقيق النجاح، مع الوضع بعين الاعتبار ضرورة تحديث وتطوير برنامج التدريب من الحين إلى الآخر ليتناسب مع متطلبات وتحديثات السوق.