إدارة العلاقة مع الموردين SRM| دليلٌ استراتيجي شامل


دورات المشتريات في لندن

نُشِر في Nov 23, 2022 at 12:11 PM


تزداد أهمية إدارة العلاقة مع الموردين يوماً بعد يوم، نظراً لحاجة الشركات الدائمة والمستمرة للموردين الذين يزودونها بالسلع والمواد الخام لكي تستخدمها في عملها، فـ دونَ مواد أولية للصناعة لا يمكن أن تعمل الشركات.


يمكن اعتبار أن إدارة العلاقات مع الموردين هي الصفة المميزة في سلسلة عمليات الشراء والبيع الحديثة، فقد أصبحت العلاقات مع موردين المواد حالياً جوهر نجاح الشركات وحجر أساس في تحقيق أهداف أي شركة أو مؤسسة.


وفيما يلي سنتعرّف على مفهوم إدارة العلاقة مع الموردين، وأهم فوائدها، وعلى الطريقة المُثلى لإدارة علاقاتك مع مورديك، تابع القراءة..


ما هو مفهوم إدارة العلاقة مع الموردين؟

ببساطة, إنَّ إدارة علاقات الموردين SRM هي عبارة عن نهج لإدارة أو تخطيط علاقة شركتك بالبائعين الذين يقدمون السلع  والخدمات والمواد الأولية (أو الموارد) اللازمة للعمل.


أحياناً، يتم تعريف إدارة العلاقات مع موردي المواد بأنها إحدى أقسام إدارة سلسلة الإمداد، لأنَّها تقوم بالأساس على تحديد من هم المزودين أو البائعين الأكثر أهمية لديك، وعلى بناء علاقات عمل استراتيجية وجديرة بالثقة معهم بحيث تتحقق مصالح كلا الطرفين.


إضافة إلى ذلك، فإنَّ إدارة العلاقات مع الموردين تستخدم في إدارة المشاريع والأعمال، وبالتالي تعتبر حجر الأساس في نجاح المشاريع الضخمة وحتى المشاريع الناشئة.


تُستخدمُ إدارة العلاقات مع الموردين من قِبل متخصصين وأصحاب خبرة يطلق عليهم اسم مديرو العلاقات أو العمليات مع الموردين، وقد يكونون أنفسهم مديرو سلاسل التوريد ضمن الشركات، فـ هم على تماسٍ مباشر ودائمٍ مع أي فرد يعمل كمورد.


أي أنه وفي العمل، تشبه إدارة العلاقة مع الموردين SRM كثيراً إدارة العلاقة مع العملاء CRM، فكلاهما يشمل التعامل مع العملاء بشكل مباشر، حيثُ تتعامل SRM مع المزودين، بينما تتعامل CRM مع المشترين.



ما هي أبرز الفوائد لإدارة العلاقة مع الموردين:

إن تطوير جودة مُنتجات الشركة وزيادة أو تحسين المبيعات هما الهدف الرئيسي لإدارة العلاقات الفعالة مع الموردين، ومع ذلك هناك بعض الفوائد اللوجستية العامة، إليك أبرزها:



- تقليل تكاليف الإنتاج:

في بداية تعاملك مع أحد المزودين قد تجد أن التكاليف كبيرة نسبياً، ولكن مع مرور الوقت وبناء نظام عمل قائم على الثقة بينكما، ستجدُ أنَّ الوقت الذي توفره والخصومات التي تحصل عليها وفق البرنامج الخاص بالمورد تغطي التكاليف الأولية بغض النظر عن حجم هذه التكاليف، إضافةً إلى ذلك لا ننسَ جودة المواد، وتوافرها لدى المورد عند الحاجة إليها.

 


- إدراك المخاطر وإدارتها:

من خلال إدارة العلاقات مع المورد يمكنك تقليل المخاطر بشكل كبير، قد تكون هذه المخاطر مالية أو بيئية أو مخاطر مراقبة الجودة، أو مخاطر غياب الإمداد، وغيرها من المخاطر.


الأمران الأكثر أهمية في إدراك المخاطر هما كتابة وإدارة العقود التي تضمن حقوق الأطراف، وتنويع مصادر التوريد بحيث إذا عانى أحد الموردين من مشكلة ما يمكنك الحصول على المواد المطلوبة من مورد آخر وبسرعة.  

 


- المرونة الكافية:

المرونة هي جوهر إدارة العلاقات مع الموردين، تذكر دوماً عندما يكون لديك عدد من الموردين الخارجيين فإنَّك نادراً ما ستعاني من نقص في المواد الأولية التي تحتاجها، وستستطيع مواكبة طلبات العملاء مهما تغيرت، والحصول على تقييم عالٍ منهم.

 


- زيادة الفعالية والكفاءة في العمل:

إنَّ إدارة العلاقات مع المورد تجعل الشركات قادرة على إنتاج أنواع وكميات كبيرة من منتج ما بجودة عالية ووقت قليل، وهذا سيرفع من الكفاءة، ويحسن من أداء الموظفين، ويجعل الشركات أقرب إلى تحقيق أهدافها الشاملة.

 


- التحسُّن المستمر لكلا الطرفين:

تهدف إدارة العلاقات مع الموردين إلى التحسين المستمر لشركتك وللموردين الذين يعملون معها، وذلك من خلال وضع معايير وقواعد تحدد الجودة وموعد التسليم والتكلفة، وكذلك من خلال تبسيط طرق التواصل والتعاون فيما بينكما، وتذكر دائماً أنَّ العلاقات المهنية الناجحة هي التي تحقق المصلحة لكِلا الطرفين.


بعد أن تعرفنا على مفهوم إدارة العلاقة مع الموردين وأهم فوائدها، نصل الآن للسؤال الأكثر أهمية، وهو:

 

 

كيف ندير العلاقة مع الموردين؟

في البداية يمكننا تقسيم عملية إدارة العلاقات مع الموردين إلى ثلاث مراحل رئيسية، وهي:



- تقسيم الموردين:

تعد المرحلة الأولى في إدارة العلاقة مع الموردين، وتتلخص كامل هذه المرحلة بتقسيم الموردين إلى عدة أقسام، ويتمَّ ذلك بناءً على عدة عوامل تحددها الشركات مثل الأهمية، الكمية، التكلفة، الجودة، وغيرها.


قد تجدُ أنَّ تقسيم الموردين يختلف بين الصناعات أو الشركات، في الحقيقة الأمر كذلك، ولكن يمكنك الاعتماد على العوامل السابقة لكي تقسّم جميع الموردين وفي أي مجال عمل كان.


إنَّ أقسام الموردين الرئيسية هي أربعة، وهي: مورد المنتجات، موفر الخدمات، مقدم الخدمات المالية، وشركاء العمل. 


تذكر دائماً أنَّك كلما أخذت وقتك في هذه المرحلة كلما كانت إدارة العلاقات مع الموردين أكثر سهولة وكانت قدرتك على التحكم أكبر.

 


- وضع استراتيجية الموردين:

يُعتبر وضع استراتيجية الموردين هو بداية التنفيذ الفعلي لمفهوم إدارة العلاقات مع الموردين، بالتأكيد لا يمكنك تنظيم العلاقات مع جميع الموردين بنفس الطريقة، فمثلاً قد تضطر أحياناً إلى التعامل مع موردين جدد بسبب سوء علاقات شركتك مع الموردين الأقدم، وقد يكون هناك بعض الموردين الجدد الاستراتيجيين الذين لا يمكن الاستغناء عنهم!


تتكون استراتيجيات الموردين من أربعة عناصر، وهي:


1. الحوكمة: تعني الواجبات المفروض إنجازها، والإجراءات التي من الممكن القيام بها لاحقاً.
2. الأهداف: تعني رؤية الشركة للمستقبل وأهدافها التي ترغب في تحقيقها.
3. إدارة الأداء: يمكن وضع مؤشرات قياس الأداء لتحديد من هو المورد الذي يعمل معك بشكل أفضل.
4. إدارة العلاقات: تعتبر أساس إدارة العلاقات مع الموردين، ويجب أن يكون الشخص الذي يدير هذه العلاقات يمتلك مهارات معينة مثل مهارات حل المشكلات ومهارات التفاوض ومهارات الاتصال.

 


- تنفيذ الاستراتيجية:

وهي التطبيق الفعلي للاستراتيجية الموضوعة في الخطوة الثانية، قد تحتاج إلى اتباع أنظمة أو إجراءت أو خدمات معينة، ومن الممكن أيضاً أن تحتاج إلى تدريب الموظفين على تنفيذ هذه الإجراءات.


في هذه الخطوة يجب تتذكر أنَّ الوقت الأطول في تنفيذ الاستراتيجية قد يؤدي إلى فشل الاستراتيجية بسبب تغيرات السوق التي تؤثر على الموردين، لهذا حاول أن يكون تنفيذك للاستراتيجية سريعاً ومتقناً.



وختاماً، أصبحت الآن تدرك أنَّ إدارة العلاقة مع الموردين هي أحد أركان النجاح الأساسية في العمل، وتذكر أنَّ الموردين الذين يلتزمون بالمواعيد المحددة، وتكالفيهم معقولة، وجودتهم عالية هم الموردين الأفضل لتحقيق أهداف المنظمة.


ويمكنك من خلال دورات المشتريات في لندن تعلّم كل ما يخص إدارة العلاقة مع الموردين بشكل احترافي والحصول على أجوبة لكافة استفساراتك في هذا المجال.