نُشِر في Jun 29, 2024 at 02:06 PM
تساهم الأرباح المحتجزة في نمو الشركة واستدامتها وتعزيز إمكانياتها في إعادة الاستثمار وتطوير العمليات والانغماس في الفرص الجديدة الواعدة، وتوفر قوة مالية وقدرة هائلة على التميز في السوق.
تمثل الأرباح المحتجزة الجزء الأساسي للاستقرار المالي من خلال التمويل الذاتي دون الحاجة إلى الاعتماد على مصادر خارجية للتوسع والتنافس، فإليك أهمية هذا المفهوم ودوره في نمو الشركات وكيفية حسابه.
مفهوم الأرباح المحتجزة هو جزء من صافي الربح الاحتياطي التي تقرر المؤسسات الاحتفاظ به بدلاً من توزيعه على المساهمين، فضلاً عن إدراجه في قسم حقوق المساهمين في الميزانية العمومية.
تتيح هذه الأرباح غير الموزعة، المرونة في الاستثمار وتوسيع عمليات الشركة وتحسين الخدمات الحالية وتطوير منتجات جديدة لزيادة نسبة الإيرادات الصافية وكسب معدل عائد أعلى في قائمة الدخل لزيادة قيمة السهم وتعزيز إجمالي ربحية الشركة أمام المساهمين.
فالشركات التي تعتمد مبدأ إدارة زيادة العائد والأرباح المحتجزة، تكون أكثر جاذبية من المؤسسات الأخرى التي دائمًا ما تحد من نموها التجاري وفي كل مرة تواجه الخسائر والصعوبات الاقتصادية تجدها تصارع وتخسر تدريجيًا.
يتم حساب الأرباح المحتجزة من خلال عناصر تُأخذ من القوائم المالية، وهي عملية حسابية بسيطة تتمثل في القيمة المالية المتبقية من رصيد أرباح الشركة أولًا.
ويعطيك الناتج النهائي نظرة عامة على قدرة الشركة التمويلية لتساعدك على اتخاذ قرار ما إذا كانت قادرة على النمو والاستثمار والتوسع في الوقت الحالي أم لا.
ويتطلب حسابها معرفة رأس المال المدفوع الذي يتمثل على شكل أسهم وحصص المساهمين، وحساب الأرباح المحققة العامة مع طرح توزيع النقد:
الربح المحتجز = رأس المال المدفوع + الأرباح المحققة - التوزيعات النقدية
تعد الأرباح المحتجزة من أهم القيم المحاسبية التي تبين فرص المؤسسات في توسيع التدفقات النقدية وقدرتها على الاستدامة، والتي تعكس قوة المؤسسة ماليًا للدخول في مختلف النشاطات التجارية، وتبرز أهميتها في:
عندما يكون للشركة مصدر تمويل داخلي من خلال الأرباح المحتجزة يمكنها استخدامه في تطوير منتجات أو خدمات جديدة وترقية الأدوات والتقنيات الحالية وتوسيع عملياتها والدخول في أسواق جديدة، فيمكن لهذا التوريد الذاتي أن يكون أقل تكلفة وأكثر استدامة مقارنة بالتمويلات الخارجية التي تحتاج إلى قروض وسندات ومساهمين وأسهم جديدة والمزيد من التكاليف الواردة.
مرور الشركات بأوقات عصيبة هو أمر محتم وطبيعي، ولكن عند الاحتفاظ بأرباح محتجزة لن تقلق المؤسسات في فترات هبوطها حول كيف سيتم تأمين العوائد للمساهمين لإعادة توزيعها، بل الرصيد المحتفظ به سيساعدها على ضمان توزيعات أرباح مستقرة ومتزايدة أحيانًا، ومن ثم الحفاظ على المستثمرين وجذب المزيد منهم.
لدى المؤسسات جميع الفرص للاستثمار في المشاريع وتوزيع أرباح المستثمرين بشكل مستقر بفضل وجود أرباح محتجزة، فهي بذلك تبني سمعة وإدارة قوية ومعرفة في الفائدة المركبة لتثبت أنها تحقق أرباحًا هائلة مستمرة وأن خططها الاستراتيجية تنجح ولديها فرص استثمار مربحة، لتعزز ثقة المستثمرين وترفع من قيم الأسهم.
فضلاً عن الاستقرار الذي يقلل اعتماد المؤسسات على الأموال الخارجية وأيضًا يقلل مستويات الدين وتجنب تكاليف الفائدة العالية والحفاظ على السيطرة على العمليات للفترة الأطول دون الاستهتار في ملكية المساهمين.
عندما تبحث الشركات عن فرص لتحقيق أهدافها التنموية، تساهم الأرباح المحتجزة في دفع هذا النمو بشكل كبير، عن طريق:
غالبًا ما يتم إعادة استثمار الأرباح المحتجزة في عمليات البحث والتطوير (R&D) للوقوف بقوة أكبر في السوق والمحافظة على تنافسية الشركة، على سبيل المثال عندما اتخذت مؤسسة فايزر قرارات بتخصيص حصة من أرباحها المحتجزة لإنشاء مراكز أبحاث وتطوير، ركزت على الابتكارات الطبية لتطوير أدوية جديدة وتعزيز مكانتها الخاصة كمبتكرة في صناعة الأدوية.
تشمل النفقات الرأسمالية (CapEx) الاستثمارات التي تقوم بها الشركة لشراء أصول جديدة أو تحسين الأصول الحالية مثل المباني والمعدات والتقنيات، وهي نفقات تهدف إلى زيادة القدرة الإنتاجية وتحسين الكفاءة التشغيلية للشركة على المدى الطويل، منها سامسونج التي استخدمت أرباحها المحتجزة لبناء مصانع جديدة لتصنيع أشباه الموصلات، وعززت بذلك مكانتها لتكون رائدة ضمن سوق أعمال الإلكترونيات.
تبين دورات محاسبة في دبي أهمية حساب الأرباح المحتجزة للتخطيط لشراء شركات أو أصول أخرى سعيًا نحو التوسع وتعزيز الاستحواذات الاستراتيجية مثل قرار استحواذ فيسبوك على إنستجرام في 2012 بمبلغ مليار دولار وعلى واتساب بمبلغ 19 مليار دولار، الذي كان بهدف التوسع في سوق وسائل التواصل الاجتماعي وتعزيز مكانتها الرقمية.
تعمل الأرباح المحتجزة أثناء الانكماشات الاقتصادية أو فترات الصعوبات، كوسادة مالية للمساعدة على البقاء والتصارع، فالشركات التي تحتفظ بأرباح كبيرة يمكن أن تستمر في العمل والاستثمار بشكل استراتيجي في هذه الأوقات العصيبة والخروج من التحديات الاقتصادية أقوى من غيرها.
كما تُمكن الأرباح المحتجزة الشركات من إنشاء حملات تسويقية جديدة، مثل شركة "آبل" التي استخدمت أرباحها المحتجزة لإنشاء حملات تسويقية ضخمة لتعزيز مبيعات أجهزة آيفون على سبيل المثال، مما ساعدها في الحفاظ على مكانتها الرائدة في السوق مثل اليوم.
الأرباح المحتجزة ليست فقط وسيلة لتوفير التوريد الذاتي للنمو التشغيلي، بل أيضًا أداة استراتيجية تُستخدم لتعزيز القدرة التنافسية وتحسين الاستدامة والاستفادة من الفرص السوقية لتعزيز العلاقات مع المساهمين وتجنب الخسارة.
فمن خلال حضور الدورات التدريبية في المحاسبة في المركز التدريبي المؤهل والمعتمد، يمكن للشركات تعلم أساليب الاستخدام الذكي للأرباح وتحقيق نمو مستدام وقيمة مضافة وضمان استمرارية الأعمال خلال الفترات الاقتصادية الصعبة.