نشر في :10/14/2025, 8:19:51 AM
أن تكون قائدًا اليوم لا يعني أن تجلس في مكتبك وتُرسل تعليمات مختلفة لفريق للعمل والإنجاز، القيادة اليوم هي فن تحفيز العقول وإثارة الطاقات للإلهام والابتكار وتقديم الأفضل، فقد انتهى زمن أساليب القيادة التقليدية الهرمية وآن أوان الأساليب الحديثة القائمة على التعاون والتفاعل والتمكين.
في هذا المقال سنتعرف أهم أساليب القيادة الحديثة لتعزيز الأداء والإنتاجية في المؤسسات، لذا تابع معنا إن كنت مهتمًا بتعزيز معارفك وتعزيز مكانتك القيادية للإبحار بأعمالك نحو ضفاف النجاح والتميز بكفاءة وفاعلية.
أولًا وقبل كل شيء لا بدّ لكل قائد أن يعي ويفهم أهمية أساليب القيادة التي يتبعها جيدًا كونه الأساس للنجاح والتأثير، نظرًا لأن القائد الذكي الذي يفهم سماته الشخصية ووسائل تواصله مع الأشخاص الآخرين في المنظمة سيكون قادرًا على تطوير تلك الصفات الإدارية والشخصية وتحسين أدائه بصورة عامة إلى حد كبير.
إدراك الذات هي نقطة الانطلاق الأولى لأي قائد لتحديد نقاط القوة والضعف والمجالات التي يمكن اتباعها للتحسين والتطوير، من جهة ثانية لها دور كبير في التواصل بذكاء مع الفرق العاملة ضمن المنظمة.
كذلك، آراء الآخرين هي عامل إضافي مساعد في فهم الأثر الفعلي للأسلوب القيادي على البيئة المحيطة، القائد الواعي لا يحصر ذاته ضمن نموذج قيادي واحد بل يسعى لدمج العديد من الأنماط في شخصية قيادية بما يلائم أي موقف يمكن أن يتعرض له، لكل حالة أسلوب مناسب للتعامل معها، وهو ما يعكس حجم النضج الإداري والقيادي لديه والقدرة الكبيرة لديه للتكيف مع المتطلبات الأساسية للبيئة المهنية.
تفرض بيئة الأعمال الحديثة على القادة تكامل عدة أنماط قيادية لتطوير شخصية ديناميكية قادرة على مواكبة أهداف مؤسساتها وطبيعة أفرادها، إذ لا توجد وصفة محددة للقيادة الفعالة اليوم، ومن أبرز أساليب القيادة الشائعة التي يمكن للقادة الاستفادة منها في عملية قيادة مؤسساتهم ما يلي:
الإلهام والتغيير الإيجابي هم جوهر القيادة التحويلية، يسعى القادة في هذا النوع من أساليب القيادة لتحفيز موظفيهم للعمل على إبراز أقصى إمكانياتهم من خلال رؤية واضحة للمستقبل، وهو ما يثير لديهم روح الالتزام والحماس ويعزز من ثقافة الإبداع والابتكار مما يدفع المؤسسة للتحسين المستمر والمستدام.
الثقة هي الأساس الذي يُبنى عليه كل شيء في أسلوب القيادة التفويضية، القائد الذي يتبع هذا الأسلوب يثق في فريقه لأقصى الحدود ويمنحهم الحرية الكاملة في عملية اتخاذ القرارات، فهو لا يتدخل في تفاصيل العمل، إنّما يعمل على توجيه وإرشاد الجميع بشكل عام، هذه الثقة تعزز من المسؤولية الفردية وتُطلق العنان لتقديم ما لديهم وإبراز مدى قدرتهم على الإبداع، لكن بالتأكيد تتطلب هذه الأساليب وجود فريق متمكن وناضج مهنيًا.
السلطة والأوامر والتوجيهات المباشرة هي عنوان هذا الأسلوب من بين أساليب القيادة، حيث يقوم القائد بوضع مسار محدد ويحفز الفريق لاتباعه وتحقيق الأهداف المحددة منه، لذلك لا بدّ من أن يكون القائد حازمًا ومنضبطًا على حد سواء لكن بتوازن لكي لا تتحول هذه السلطة إلى تسلّط وقسوة تُضعف روح الفريق وتكبح المبادرات الفردية.
يهدف هذا الأسلوب والنمط إلى منح المكافآت والعقوبات للتحفيز وتعزيز مستوى الأداء، حيث يتم التركيز على النتيجة المحققة ومدى الانضباط التنظيمي، وهو أسلوب قيادة فعال حقًا في تحقيق الأهداف القصيرة الأجل لكنها بحاجة لإتباع استراتيجيات تحفيزية لتجنب الإرهاق والجمود الوظيفي مع الوقت.
يقوم أسلوب القيادة التشاركية على إشراك الآخرين في صناعة القرار، يسعى القادة فيها لتشجيع الموظفين للتعبير عن الأفكار والآراء والمساهمة في وضع الحلول الفعالة، مما يقوي روح الانتماء للفريق ويبني جسور الثقة بينهم، وهو أسلوب فعال في الشركات والمؤسسات التي تضم فرق متنوعة التخصصات.
من اسمها تعرف القيادة الخدمية بأنّها قائمة على أساس خدمة الآخرين وتمكينهم بدلًا من فرض السيطرة عليهم، وهو ما يخلق مكان عمل مزدهر ومستدام.
تمزج أساليب القيادة الحديثة للعام 2025 بين المهارات التكنولوجية والإنسانية والإبداعية، وفيما يلي أهم الاتجاهات القيادية التي تُشكّل مستقبل أساليب القيادة المبتكرة في المنظمات المعاصرة:
في مركز لندن بريمير سنتر ستجد العديد من الدورات التدريبية التي من شأنها مساعدتك في تطوير أساليبك واطلاعك على كل ما هو جديد سواء في مجال القيادة عبر دورات تدريبية مختلفة في اﻹدارة والقيادة أو غيره من التخصصات، تُقدم دوراتنا عبر شبكة مكاتبنا الإقليمية المنتشرة في كل من دبي ولندن واسطنبول وباريس والقاهرة وكوالالمبور وبرشلونة ومدريد وغيرها، إضافةً لخدمات التعليم عن بعد أو التعليم الذاتي.
ختامًا،
القيادة رحلة لا تنتهي، كل مرحلة منها تفتح ناظريك لآفاق جديدة من أساليب القيادة المختلفة التي يمكن تجريبها للابتكار والتأثير الإيجابي، وتذكر القيادة رسالة تُلهم الآخرين ليكونوا أفضل ليس توجيه وسلطة تُطبق على الآخر.