7 من أبرز تحديات العمل عن بعد وكيفية التغلب عليها


الدورات التدريبية في الموارد البشرية

نُشِر في Nov 24, 2023 at 09:11 PM


أصبح العمل عن بُعد ظاهرة شائعة تجذب العديد من المهنيين في مختلف المجالات، وخصوصاً بعد جائحة فيروس كورونا وفي العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم، حيثُ يقدّم هذا النوع من العمل مزايا عديدة تتمثل في الحرية والمرونة والقدرة على العمل من أي مكان في العالم، ومع ذلك، يواجه العاملون عن بعد تحديات مختلفة قد تؤثر على إنتاجيتهم ورفاهيتهم.

 

في هذا المقال سنسلط الضوء على التحديات والصعوبات الأساسية التي يواجهها الأشخاص الذي يعملون عن بعد، مع أفضل النصائح لحل كُلٍّ منها.

 

ما هي تحديات العمل عن بعد؟

كما للعمل في الواقع تحديات بشكل عام، فإنَّ العمل عن بعد -بنموذجه الحالي- له أيضًا عدة تحديات، إليك أهمها:

1- الإنتاجية والتحفيز الذاتي:

نبدأ بأحد التحديات الجوهرية التي يواجهها العاملون عن بعد وهو الحفاظ على مستوى عالٍ من التحفيز والإنتاجية؛ فإن عدم وجود بيئة مكتبية تقليدية وتفاعل مباشر مع الزملاء، قد يؤدي إلى صعوبة في الحفاظ على مستويات عاليةٍ من الالتزام والتركيز بالمهام الموكلة إليهم.

 

إحدى حلول هذا النوع من تحديات العمل عن بعد هو تطوير عادات عمل صحية تحول دون تقليل الفعالية، مثل تحديد واجبات العمل العاجلة، وأخذ استراحات منتظمة لتجديد الطاقة.

 

2- إدارة الوقت والتنظيم:

تعرف مهارات الانضباط الذاتي وإدارة الوقت بأنها من أهم العوامل للنجاح ضد تحديات العمل عن بعد، يجب على الموظفين العاملين عن بُعد تنظيم جداولهم اليومية بدقة وفعالية لضمان تقديم المهام بشكلٍ مكتملٍ ضمن الإطار الزمني المحدد، مع تجنب الإفراط في العمل والحفاظ على حياة عملية متوازنة مع الحياة الشخصية.

 

إنَّ استخدام أدوات التتبع والتقويمات الرقمية وتطبيقات التنظيم يمكن أن يساعد في هذا الأمر، ويساهم في توفير رؤية واضحة لتقدم الأولويات والمهام، مما يعزز الكفاءة ويحسن الأداء العام بشكلٍ أكبر.

 

بهدف تحسين المهارات التنظيمية الخاصة بالموظفين يُنصح دوماً بتقديم دورات تدريبية متقدمة لهم مثل الدورات التدريبية في الموارد البشرية، والتي تساعد بشكلٍ كبيرٍعلى تحسين تنظيم وإدارة الأوقات، مما ينعكس إيجاباً على إنتاجية الشركات وأدائها.



3- مواجهة العزلة والانفصال:

إحدى أخطر تحديات العمل عن بعد هي ظروف الانفصال الاجتماعية، حيثُ يمكن أن يؤدي العمل بمفردك لفترات طويلة دون الاتصال بأي أحد إلى الشعور بالعزلة والانفصال عن الفريق.

 

للتغلب على هذا الجزء من تحديات العمل عن بُعد، من المهم الحفاظ على اتصال منتظم مع الزملاء والمشاركة في الاجتماعات الافتراضية والأنشطة الجماعية. كما يمكن لتغيير مكان العمل بين الحين والآخر، مثل العمل من مقهى أو مكتبة، أن يساعد في كسر الروتين والشعور بالتجديد.

7 من أبرز تحديات العمل عن بعد وكيفية التغلب عليها

4- التوازن بين العمل والحياة الشخصية:

يعد التداخل بين العمل والحياة الشخصية من تحديات العمل عن بعد المشهورة، خصوصاً مع التكنولوجيا المتطورة حالياً، فمن الشائع أن يتداخل العمل مع الأحوال الشخصية بشكلٍ كبير عند العمل عن بعد، على عكس العمل أو الدوام في شركة أو مؤسسة.

 

لذا، يصبح من الضروري وضع حدود واضحة ومحددة بين أوقات العمل وأوقات الراحة، يُعد تطبيق وتطوير روتين يومي يفصل بين هذين الجانبين أمراً حيوياً لضمان الرفاهية الشخصية وتعظيم الإنتاجية والأداء، يشمل ذلك تخصيص أوقات محددة للعمل، وكذلك فترات للاستجمام والانخراط في الأنشطة الشخصية والاجتماعية.

 

5- التعامل مع الانقطاعات المنزلية:

يُعد التكيف مع الانقطاعات المنزلية من التحديات المهنية الكبيرة التي تواجه الأشخاص الذين يعملون عن بعد، لأن الانقطاعات المتكررة يمكن أن تؤدي إلى صعوبة في التركيز وعدم القدرة على فهم بعض المسؤوليات مما يؤدي يسبب بدوره ضعف في الأداء والفعالية.

 

يتطلب هذا التحدي تطبيق خطة واضحة للتعامل مع هذه الانقطاعات، وتحديد ما يمكن التعامل معه فورًا وما يجب تأجيله (قد يساعدك في ذلك مصفوفة آيزنهاور)، بواسطة وضع قواعد معينة لأفراد الأسرة يمكن المساعدة في تقليل حدوث هذه الانقطاعات، كما يُنصح بإنشاء مساحة عمل مخصصة داخل المنزل تكون بمثابة منطقة خالية من الإزعاج، مما يسمح بالتركيز والعمل بشكلٍ أفضل ويعزز الفصل بين العمل والحياة الشخصية.

 

6- الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية:

تواجه فكرة العمل عن بعد وجود مشاكل صحية أيضاً؛ حيثُ يمكن أن يؤدي العمل المستمر أمام الشاشة دون توقف إلى العديد من المشاكل الصحية الجسدية والنفسية، كما يواجه الموظفون العاملون في الوظائف عن بُعد تحدي الحفاظ على لياقتهم البدنية وصحتهم النفسية في بيئةٍ قد تفتقر للتحفيز الاجتماعي والحركة الجسدية، إذاً من المهم تخصيص وقت للنشاط البدني والاسترخاء الذهني لضمان الحفاظ على الصحة العامة.

 

7- التواصل الفعّال وإدارة المشاريع:

يواجه العاملون عن بعد تحدياً مهماً يتمثل في إمكانية الحفاظ على التواصل المباشر مع فرقهم ومدرائهم، أو مع أي فريق آخر في الشركة لتنفيذ مهام مشتركة، وهو أمر حيوي خاصة فيما يتعلق بإدارة مشاريع الشركات أو المؤسسات وتحديد الأولويات، يتطلب هذا التَّحدي مهارات تواصل قوية وفهماً عميقاً لأهمية الشفافية والتعاون والوضوح في المحادثات.

 

بالإضافة إلى ذلك، يعتمد النجاح في هذا المجال على استعمال تكنولوجيا رقمية متقدمة تساعد على تحسين معدل تدفق المعلومات بشكلٍ سلسٍ ومستمرٍ بين أي فريق ضمن الشركات، ويشمل ذلك أدوات لإدارة المسؤوليات والمهام، برامج الاجتماع عبر الإنترنت، وأنظمة للتواصل الفوري، والتي تلعب دوراً محورياً في تحقيق الأهداف المشتركة وخلق طريقة أكثر فعاليةً للتعاون بين أعضاء الفرق، مهما كانت المسافات التي تفصل بينهم.



وفي الختام، ينبغي التأكيد أنَّ مجال العمل عن بُعد يمثل تجربة مجزية ومثمرة إذا تم التغلب على التحديات الرئيسية، ومن خلال امتلاك مجموعة مهارات مثل التحفيز الذاتي، وإدارة التوقت بفعالية، والحفاظ على التواصل الجيد مع الفرق، يمكن للعمل عن بُعد ليس أن يتطور فقط، بل أن يسمح للعاملين عن بعد في تحقيق توازن مثالي والاستفادة القصوى من مرونة هذا النوع من العمل.