أهم 5 استخدامات لمفهوم التحول الرقمي في التعليم


تدريب التحول الرقمي

نُشِر في Sep 26, 2023 at 10:09 PM


يعد التحول الرقمي في التعليم أحد التحديات التي تواجه الجامعات والمدارس في مختلف البلدان، ولكنه في نفس الوقت يمثل أيضًا فرصة مهمة لتحسين جودة التعليم وتوفير تجارب تعلم مبتكر، يتضمن هذا التحول الاستفادة من التكنولوجيا لتطوير عمليتي التعلم والتعليم وتمكين الطلاب والمعلمين من تحقيق أقصى استفادة من المعرفة الحديثة.

 

في هذا المقال سنسلط الضوء على أبرز استخدامات التحول الرقمي في التعليم، والفروقات الرئيسية بين التحول الرقمي في التعليم وأنواع التحولات الرقمية الأخرى.

لنبدأ..

 

ما هي أهمُّ استخدامات التحول الرقمي في التعليم؟

كما تحدثنا أعلاه، بفضل تقدم التّكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يمكن تطوير أساليب التعلم بشكل كبير؛ وفيما يلي بعض الطرق التقنية التي يمكن بها الاسـتفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربةِ التعلم بطرق مبتكرة وفعالة:

 

- التقليل من التحيز في التقييمات:

تساعد استراتيجية التحول الرقمي في التعليم المدروسة جيداً في تحسين تقييمات المعلمين لطلابهم، فكما هو معروف أنَّ التقييم والتصحيح لأداء الطلاب من أهمِّ مسؤوليات المعلمين؛ ومع ذلك، غالبًا ما يكون التقييم معرضًا للتحيز وعدم العدالة، يمكن اسـتخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم أداء الطّلاب بشكلٍ إلكتروني منصف.

 

هذا لا يساعد فقط في تقديمِ تقييمات دقيقة، بل يخفف أيضًا من عبء العمل على المعلمين، مما يتيح لهم قضاء المزيد من الوقتِ في الابتكار والتفاعل مع الطلاب وتقديم الدعم اللازم.

 

في كثيرٍ من الأحيان، يجد المعلمين أنَّ عمليّة التحول الرقمي في التعليم عملية معقدة، وتتطلب جهود كبيرة، وفي الحقيقة هذا صحيح، ولكن يمكن حضور ورشة عمل أو دورات تدريبية مثل تدريب التحول الرقمي، تسهّل عملية التحول الرقمي في التعليم، وتجعل النموذج الرقمي التعليمي في متناول أيدي كافة المعلمين.

 

- مساعدة المعلمين والطلاب:

يمكن بواسطة تقنيات التحول الرقمي الخاصة بالتعليم -مثل الذكاء الاصطناعي- أتمتة العديد من المهام الروتينية ضمن ميدان التعليم؛ فهو يساعد في إجراء العمليات الإدارية وإدخال الدرجات بسرعة ودقة، علاوةً على ذلك، يمكن لبرامج الدردشة الآلية الرد على متطلبات وأسئلة الطّلاب المتكررة التي يتلقاها المعلمون يوميًا، ولكن تحت إشرافهم، مما يوفر وقتهم ويسهم في تعزيز تجربةِ الطلاب إيجاباً.

 

- تخصيص التعليم:

يساعد التحول الرقمي الناجح في التعليم على تطوير برامجٍ تعليميةٍ مخصصة لكل طالب بناءً على احتياجاته ومستواه، يمكن أن يحلل الذكاء الاصطناعي مستوى الطالب ويقدم محتوى تعليمي ملائم له، كما أنَّه يأخذ بعين الاعتبار نقاط الضعف والقوة لدى كل طالب، مما يساعده في تعزيز نقاط قوته ومساعدته في مجالاته الضعيفة.

 

- استخدام تقنيات الواقع الافتراضي:

أحَد الاستخدامات المتميزة للتحول الرقمي في التعليم هو استخدامً التقنيات الحديثةِ مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضيّ؛ وذلك بهدف جعل عمليّة التعلًّم أكثر تفاعلية وإثارة، إذا تمكن المعلمون من استخدامِ هذه التِّقنيات بشكلٍ فعال، يمكن أن يزيدُ ذلك من مستوى تحفيز الطّلاب، وأن يساعد في تنمية اهتمامهم بالمعرفة والمهارات الجديدة.

 

- شرح المفاهيم المعقدة بطريقةٍ أفضل:

يقدم التحول الرقمي في التعليم مساعدةً كبيرةً للطّلاب من خلال شرح المفاهيم والمصطلحات المعقدة، حيثُ تشكل تطبيقات الواقع المعزز AR والواقع الافتراضيّ أدوات تعليميّة قوية؛ فهي تقدم إمكانية واسعة للطّلاب لتصور وفهم المخططات والرسومات المعقدة بشكلٍ أوضح وأفضل عبر نماذج ثلاثية الأبعاد، كما أن ذلك  يزيد من تفاعل الطّلاب مع المواد ويجعل التعلم أكثر متعة.

- الفصول الذكية:

تعد الفصول الذكية من أحدث استخدامات عمليّة التحول الرقمي في التعليم؛ حيث يمكن بمشاركة هذه الفصول تقديم وسائل تعليميّة متنوعة، تعزز من فهم الطّلاب ومشاركتهم، بالإضافة إلى أنها تتيح استخـدام وسائل مختلفة مثل الشاشات التفاعلية وأجهزة العرض لنقل المعرفةِ بشكلٍ أكثر فعاليةٍ.

 

باستخدام هذه الطرق واستفادة من الذكاء الاصطناعي وقدرات التحول الرقمي في التعليم، يمكن تحسين عمليّة التعلم وزيادة فعاليتها بشكلٍ كبير.

أهم 5 استخدامات لمفهوم التحول الرقمي في التعليم

ما هي الفروق بين التحول الرقمي في التعليم وأنواع التحولات الرقمية الأخرى؟

يتجلى الفرق الكبير بين التحول الرقمي في قطاع التعليم والتطورات الرقميّة في مجالات أخرى بوضوح عندما نقارن بينهما، كما يلي:

أولًا وقبل كل شيء، يسعى التحول الرقمي في مجال التعليم إلى تعزيزِ تجربة التعلًّم وتطويرها بشكلٍ جذري، فهو يهدف إلى تقديمِ المواد التعليميّة بشكلٍ رقمي أكثر فعالية، وتعزيز آليات التدريب والتعلم عبر الإنترنت، وبناء بيئات تعليمية تفاعلية تهدف إلى متابعة مستوى الطّلاب وتحفزهم.

 

في سياق آخر، تختلف أهداف المجالات الأخرى؛ على سبيل المثال، يمكن أن تكون حاجة الشركات تتلخص في زيادة الإنتاجية والتحسينات العملية، وقد تهدف إلى زيادة الإيرادات وتحسين رؤية وولاء المستهلكين، بينما في التعليم، يكون التركيز أكثر على تحسينِ الاستراتيجية التعليمية نفسها وتقديم فوائد تعليميّة أفضل للطلاب.

 

ثانيًا، يتسم التحول الرقمي في التعليم بأنه لا يهدف في الأساس إلى زيادة عدد الطّلاب أو العملاء كما هو الحال في معظم الأعمال التجارية؛ بدلاً من ذلك، يهدف إلى زيادة عدد الطّلاب الذين يستفيدون من التعليم الرقمي والتفاعل مع المواد التعليمية، هذا يعكس التفرد في مجال التعليم، حيث يركز على تحسينِ جودةِ الخدمة التعليميّة بدلاً من توسيع قاعدة المستهلكين والعملاء.

 

ثالثًا، يُلاحظ أن التحول الرقمي في التعليم يؤثر بشكل كبير في تطوير دقة خدمات العملية التعليمية، وتكون الخطة التعليمية مرتكزة عليها فقط، أي أنه يهدف إلى تسهيل عملية التعلُّم وتسريعها من خلال توظيف الأدوات والوسائل الإلكترونية، وهذا يعني أنَّه يسعى إلى تعزيزِ التفاعل بين المعلم والطلاب وتوفير استراتيجية تعليميّة متقدمة، مع ضمان عدم وجود عيوب التعليم التقليدية فيها.

 

وفي الختام، يمكن التأكيد أنَّ التحول الرقمي في التعليم يهدف بشكلٍ عام لإعداد تعليم ذو جودةٍ عاليةٍ، ورفع مستوى الثورة المعرفية، وما سبق كان جزءاً بسيطاً من استخداماته الكثيرة في المجال العلمي، وعلى الرغم من وجود العديد من المعارضين للتحول الرقمي في عصر التعليم الحالي، إلَّا أنَّ التحوّل الرقمي في مجال التعليم قد أكد نجاح جوانب ووجهات النظر الإيجابية المتوقعة تجاهه، سواء للطالب أو للمعلم.