نُشِر في Nov 19, 2024 at 09:11 AM
نوفمبر، هو شهر الاحتفال بمناسبة عالمية مخصصة هي يوم الجودة العالمي، حيث يُحتفل بالدور الكبير الذي تلعبه الجودة في ضمان النجاح والتميز وتطوير الأداء المؤسسي وكسب رضا العملاء، خلال السنين الأخيرة اكتسب هذا اليوم أهمية خاصة في السوق السعودي الواعد لضمان التماشي مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 الساعية إلى تطبيق أعلى معايير الجودة في مختلف المجالات لتحقيق آمال العملاء وترسيخ مكانة المملكة كقوة اقتصادية تنافسية ومؤثرة على مستوى المنطقة والعالم.
وهل هناك أفضل من هذا اليوم لتتعلم كيف تبني ثقافة الجودة في فريقك؟ بالتأكيد لا، هنا ستجد ما تبحث فتابع معنا في السطور التالية.
اعتمد المركز اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻟﺟودة (CQI) ثاني أسبوع من شهر نوفمبر كل عام للاحتفال بالجودة تحت عنوان واحد، يتضمن أسبوع الجودة عدة فعاليات واجتماعات لمناقشة قضايا متنوعة مرتبطة بالجودة من أجل زيادة الوعي بقضاياها ورفع الصوت عاليًا وللتأكيد على الدور الكبير للجودة في حماية المؤسسات ومنع الفشل والرداءة ضمن عملياتها مهما كان تخصصها، كما خصص يوم محدد والذي يوافق الخميس الثاني من نفس الأسبوع ليكون يوم الجودة العالمي (World Quality Day)، وفي العام 2024 يصادف هذا اليوم تاريخ 14 نوفمبر، أُقيمت الفعالية هذا العام تحت شعار: "الجودة: من الامتثال إلى الأداء".
قبل أن نبدأ رحلة بناء ثقافة الجودة لا بدّ أن نفهم بشكل جيد مفهوم هذه الثقافة العامة، لا سيما أنَّ الجودة ليست مجرد لغة أو قواعد توضع وتطبق وتدل على كيفية القيام بالعمل الصحيح، بل هي بمثابة إطار عمل ومنظومة متكاملة متمثلة بمجموعة من القيم والمعتقدات المشتركة لتحقيق هدف واحد، وهو التحسين والتطور المستمر، أيضًا هي القوة التي تدفع الشركات لتقديم منتجات وخدمات لا تتوقف عند تلبية رغبة ورضا العملاء، بل تتفوق على توقعاتهم وتضمن ولائهم.
غرس بذور هذه الثقافة هو مفتاح الإدارة الذي يضمن تحقيق التميز في جميع المراحل من لحظة البداية وحتى النهاية، تبدأ مع تصميم السلع والخدمات والتأكد من مطابقتها لجميع المواصفات المحددة وتنتهي عند إدارة خدمة العملاء، حتى ما بعد البيع، لتشمل كل تفصيل من تفاصيل تلك المراحل، تخلق هذه الثقافة بيئة عمل إيجابية تُلهم الموظفين ليكونوا جزء أساسي من قصة التفوق وتصبح لديهم عادة دائمة لا حالة استثنائية تحدث لمرة وتنتهي.
تمنح الثقافة الجيدة الشركات القدرة على الابتكار والإبداع وتحويل أي تحدٍ إلى فرصة قابلة للاستثمار، هي الأداة التي تحسن من قيمة الخدمات والمنتجات التي تقدمها الشركة وتهدف إلى بناء روابط الثقة مع العميل، وعليه فإنَّها ليست ثقافة وحسب، إنّما وسيلة وتقنية لوضع الشركة على طريق الريادة المستدامة.
كما ذكرنا في المقدمة أفضل شيء نفعله من أجل الاحتفاء بيوم الجودة العالمي هو تعلم كيف يمكن بناء ثقافة الجودة (Quality culture) ضمن شركتك، تساعدك الخطوات التالية في ذلك، هي خارطة الطريق لأي مؤسسة تسعى إلى تطوير أدائها وضمان تمكين أسس ومعايير الجودة في مختلف جوانب عملياتها مهما كان قطاع عملها، وفق الآتي:
تبدأ العملية بأخذ صورة واضحة عن واقع الشركة الحالي بموضوع الجودة، ويأتي ذلك بواسطة مؤشرات الأداء الإداري والمقاييس واستطلاع رأي الموظفين من قبل مديري الجودة وأخذ آرائهم حول الفرص الممكنة لتحسين مهاراتهم وتدريبهم عبر دورات في الجودة وتشجيعهم على تبني الأفكار الجديدة، بحصولها على ذلك يمكن للشركة تحديد نقاط القوة والضعف في الثقافة الحالية وتساعد في دعم الجهود نحو التطوير.
لبناء ثقافة جودة مميزة، يجب وجود أنظمة وهياكل قوية تدعم عملية البناء، تشمل هذه الخطوة وضع مقاييس أداء واضحة تركز على العملاء وتحليل البيانات بفعالية وتحديد مصدر الخطأ للقضاء عليه، كما يجب تأمين حوكمة فعالة تعمل على تفعيل المبادرات النوعية وتضمن المساءلة المؤسسية.
يجب أن يلتزم القادة بعنوان التحسين المستمر وأن يكونوا قدوة في التعبير عن رؤية شركاتهم وقيمها وتوفير الموارد اللازمة ومكافأة الجهود المتميزة لتعزيز الجودة، مع التركيز على التخطيط المؤسسي بما يضمن استدامة الجودة.
يجب أن يمتلك الموظفين الثقة والمهارات اللازمة ليتمكنوا من دمج تحسين الجودة في مهامهم وعملياتهم اليومية، وذلك يتطلب منهم التعليم والتدريب المستمر على الجودة ومعاييرها التطبيقية بواسطة الاعتماد المراكز التدريبية والجامعات التخصصية، وتوفير تواصل صريح مع الإدارة والعملاء للتفكير معًا في كيفية تلبية عناصر الجودة، إضافةً إلى توفير بيئة عمل تدعم التفكير الإبداعي والابتكار وتشجع عليه وتجاوز الطرق التقليدية لإنجاز المهام.
من الضروري أن تتمحور كافة الاستراتيجيات حول متطلبات العملاء ورغباتهم، يجب اقتراح أفكار تتجاوز توقعات العملاء وضمان التطوير والتميز في المنتجات وزيادة الوعي بالعلامة التجارية، هذا الشيء يحسن من سمعة الشركة كشركة موجهة نحو العملاء داخليًا وخارجيًا.
يمثل التعاون ما بين مختلف الفرق داخل الشركة حجر الأساس لثقافة الجودة، من الضروري عقد اجتماعات دورية ليتم تبادل الأفكار واقتراح التحسينات وتنفيذها بشكل مشترك وبالتعاون مع الإدارات، كما يجب التأكد من احتواء فريق العمل على مزيج قوي من الكفاءات.
يجب على مدير الجودة تبني نهج التحسين المستمر لدى الجميع كعملية يومية وليس استثنائية، لذا على الموظفين استخدام الأدوات والتقنيات التي تلزمهم لضمان الالتزام بتحسين أدائهم باستمرار والتركيز على العمليات اليومية لتحقيق أهداف الجودة طويلة المدى.
باليوم العالمي للجودة الموافق الخميس الثاني من شهر تشرين الثاني، يمكنك الحصول على برنامج تدريب متقدم في الجودة في واحد من أفضل معاهد التدريب في دبي: مركز لندن بريمير للتدريب الأكاديمي والمهني، يقدم المركز دورات متخصصة، مثل أساسيات إدارة الجودة لفهم المبادئ الأساسية، وإدارة الجودة الشاملة لتطبيق الجودة كعنصر شامل في الشركة.
يمكن أيضًا اختيار دورات مثل الإعداد لشهادة مهندس جودة معتمد أو تطبيقات منهجية ستة سيجما وأفضل ممارساتها لتطوير الكفاءات العملية وتعزيز التحسين المستمر. تصفح الموقع الإلكتروني وانتقِ الدورة التي تناسب اهتماماتك واحتياجاتك.
ختامًا،
لا يمكن اعتبار يوم الجودة العالمي مجرد فعالية احتفالية عابرة حول العالم، بل هو فرصة ثمينة ودعوة حقيقية للتطوير والتحسين وتبني ثقافة الجودة كجزء أساسي من جميع استراتيجيات الشركات لضمان التفوق في سوق اليوم شديد التنافسية.