
نشر في :11/17/2025, 5:49:13 PM
في بيئات العمل الحديثة، لم يعد تدريب الموظفين يتم بمجرد اختيار أي برنامج تدريب متاح لمجرّد القول بأنّ الشركة تُقدم تدريبُا لموظفيها وتستثمر في التأهيل والتنمية، بل أصبح اختيار نوع برنامج التدريب فنًا قائمًا بحد ذاته، إذ لم يعد يُنظر فقط لطبيعة المحتوى التدريبي، بل للطريقة التي يتم من خلالها إتمام التدريب والاستراتيجيات المُتبعة لإيصال المعرفة وصقل المهارات.
أصبح من الضروري أن يتوقّف القادة ويتأمّلوا بعمق أمام الكمّ الهائل من الأساليب والبرامج التي تقدّمها المراكز والشركات، وذلك للتأكد من اختيار منهج تدريبي إثرائي يجمع بين الفاعلية العملية للتدريب وقابلية التطبيق، وانطلاقًا من ذلك، نقدّم لك هذا الدليل العملي لمساعدتك في اتخاذ القرار بنوع برنامج تدريب الموظفين الأكثر ملاءمة لاحتياجات شركتك.
عندما تُفكر في اختيار برنامج لتدريب فرق العمل داخل شركتك وتطوير مهاراتهما، لا تُركز فقط على محتوى البرنامج أو المهارات والخبرات التي يقدمها، بل من المهم إدراك أنّ الطريقة التي يتم فيها تقديم التدريبات تعتبر عامل رئيسي في تحديد مستوى استيعاب المتلقي للتدريب.
جميع الموظفين، سواء كانوا موظفين جدد أو حاليين، هم بحاجة لتطوير مهاراتهم بشكل مستمر لتعزيز كفاءتهم، لكن لكل منهم طريقة مفضلة مختلفة في تلقي المعلومة واستيعابها، وإن لم تكن الطريقة المعتمدة في التدريب تلائمهم فإنّهم بالتأكيد لن يحققوا أي استفادة.
يوجد ثلاث أنماط رئيسية للتعلّم، وهي التعلم البصري الذي يعتمد على المشاهدة، والتعلم السمعي القائم على الاستماع والتعلم الحركي القائم على الممارسات العملية، تُشكل تلك الاختلافات في طريقة إيصال المعرفة تحديًا رئيسيًا لقادة الشركات عند اختيار برنامج تدريب يلائم جميع الموظفين، إذ يتوجب على الشركات مراعاة الأنماط الثلاثة لتوفير برامج مرنة، بما يراعي الفروقات الفردية وتضمن نتائج أوضح ومشاركة أكبر.
يعد اختيار برنامج تدريب مناسب لشركتك خطوة استراتيجية أساسية لضمان تحسين مهارات القوى العاملة وتحسين الأداء المؤسسي ككل، لذا نقدم لك هذا الدليل العملي كأداة تساعدك في اتخاذ قرار صحيح وضمان تحقيق أثر فعّال ومستدام:
الخطوة الأولى في اختيار أي برنامج تدريب هي تحديد الغرض الرئيسي منه ومعرفة المجالات التي تحتوي على نقاط ضعف وتتطلب تحسين فوري، عليك طرح الأسئلة في هذه الخطوة: هل تخطط شركتك لاعتماد تقنية جديدة وتحتاج لتطوير مهارات فريقك حولها؟ أم تشعر بأنّ بيئة العمل بديك غير مُحفزة ومعدل دوران الموظفين بحالة زيادة وتريد تدارك الوضع؟ أم ترغب في تحسين جودة خدمة العملاء مثلًا عبر صقل مهارات التواصل الفعال لدى موظفي القسم؟
يساعد الحصول على إجابة دقيقة لتلك التساؤلات في تشكيل صورة واضحة حول نوع برنامج التدريب الواجب توفيره وتضمن أن يخدم البرنامج التدريبي الأهداف المؤسسية، لا مجرد تدريب يؤخذ ويُنسى.
يمكنك الاستعانة ببعض الأدوات والأطر التحليلية للمساعدة في هذه الخطوة، مثل تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات (SWOT) الذي يهدف لتحديد الثغرات المهارية، مما يضمن اختيار برنامج تدريب فعال يعزز الكفاءة ويسد الثغرات.
لن يُحقق أي برنامج تدريب أهدافه ما لم يكن هناك تصورًا واضحًا للأشخاص المُتدربين، لأن الاحتياجات تختلف من مستوى لآخر ومن قسم لآخر، على سبيل المثال احتياجات المدراء تختلف عن العاملين في الخطوط الأمامية، وكذلك المهارات التي يحتاجها موظف قسم تكنولوجيا المعلومات تختلف عن الموارد البشرية، لذا، فإنّ تحديد الجمهور المستهدف يُعتبر ركيزة أساسية في ضمان نجاح أي برنامج تدريب.
تتنوع الأساليب والتقنيات التي توفرها الشركات والمراكز في عالم التدريب الحديث، بما يسمح للشركات اختيار البرنامج الأنسب لاحتياجاتها، ويبرز هذا التنوع بشكل واضح لدى الجهات الرائدة لتقديم نماذج تدريبية مرنة تتناسب مع مختلف احتياجات الشركات، مثل أفضل مركز تدريبي في دبي، مركز لندن بريمير سنتر، الذي يقدّم خدماته في عدد من المدن العالمية الأخرى أيضًا كتدريب صفي، ومنها لندن وبرشلونة وباريس وإسطنبول وكوالالمبور وأمستردام والقاهرة، إلى جانب دورات الأونلاين.
يعتبر التدريب الصفي بقيادة مُدرب خيار تقليدي لكنه مطلوب جدًا ومناسب للبرامج التي تتطلب تفاعلات مباشرة، بينما يلائم التدريب الافتراضي عبر مُدرب أو منصة إلكترونية الشركات التي تضم فرق تعمل عن بُعد من مواقع متعددة، كذلك، يعتبر التعلم الذاتي مناسبًا للأشخاص الذين يفضلون تخصيص أوقات التعلم وفق جداولهم.
وبما أنّ الاحتياجات تختلف من شركة إلى أخرى، لذا من الضروري تحديد النوع الأنسب، بحيث ينسجم البرنامج مع طبيعة الوظيفة ويضمن تحقيق نتائج قابلة للقياس.
اختيارك للجهة التي سوف تقدم التدريب لا يقل أهمية عن اختيار البرنامج، إذ لا يقدم جميع المزودين الجودة والتخصيص نفسه، لذا يجب إجراء تقييم دقيق للمزود المختص قبل الاتفاق، والتأكد من أنّه يقدم مسارات تعليمية تتوافق مع الاحتياجات الخاصة للشركة وبأنّه يمتلك مدربين خبراء من ذوي الكفاءة وأنّه يوفر طرق تسليم مرنة تُناسب أسلوب عمل الشركة.
يُعتبر الدعم بعد التدريب ميزة إضافية يجب النظر إليها أيضًأ، مثل جلسات التوجيه والإرشاد، فهي تسهم في ترسيخ المعلومات وتعزيز قدرتك على تطبيقها في مكان العمل.
إن كنت تعمل في الإمارات العربية المتحدة وتبحث عن مركز تدريب في الإمارات، فإنّ مركز لندن بريمير سنتر هو خيارك الأمثل بما يقدمه من دورات تدريبية متخصصة تغطي أهم القطاعات الحيوية في سوق العمل العربي والعالمي، وتشمل هذه التخصصات: الإدارة والقيادة، المالية والمحاسبة، الموارد البشرية، السكرتارية وإدارة المكاتب، الرعاية الصحية، الجودة والإنتاجية، العلاقات العامة وخدمة العملاء، المبيعات والتسويق، إدارة المرافق، النفط والغاز، القانون والعقود والمشتريات، الصيانة وهندسة الطاقة، إدارة المشاريع، والإدارة البيئية والزراعة، وغيرها الكثير.
وجود شهادة معتمدة ومعترف بها تعتبر ميزة تنافسية وتزيد من قيمة أي برنامج تدريب بالتأكيد، لأنّها تزيد من ثقة الموظف بعملية التدريب والتأهيل وتحفزه للالتزام والتعلم أكثر، لذا ابحث عن معهد أو مركز يُقدم شهادات معتمدة، لكن في نفس الوقت، لا بدّ من قياس العائد من التدريب عبر التقييمات القبلية والبعدية وتحليلات الأداء وتتبع مستوى المشاركة، بذلك تضمن أن قرارك بالاستثمار في هذا البرنامج كان قرار صحيح والنتائج تنعكس فعليًا على الأداء والجودة.
نظرً لأن الاحتياجات في السوق تتغير باستمرار، لا بدّ أن تتأكد من اختيار برنامج تدريب قابل للتوسع والتحديث في حال نمو الشركة أو تغيّر الاحتياجات، على سبيل المثال قد تقوم بإدخال تقنيات السحابة أو الذكاء الاصطناعي أو ممارسات الاستدامة في عملياتك، في هذه الحالة أنت بحاجة لشريك قادر على مواكبة تلك التغيرات وإعادة هيكلة خطة التدريب لتتناسب مع أهدافك المستقبلية.

عند اختيار برنامج تدريب، لا بد من معرفة مختلف الأساليب المعتمدة في إنجاز هذا التدريب بما يُحقق متطلبات الجهة المستفيدة منه ويعزز المعارف والمهارات لدى الأشخاص المشاركين، للرجال والنساء، من أصحاب الخبرة أو الخريجين الجدد.
لذا إن كنت تسعى إلى زيادة التنافسية أو دعم تطوير الكوادر البشرية العاملة في شركتك، فإنّ عملية التقديم للمزود واختيار أسلوب التدريب المناسب هو خطوة محورية، من بين الأساليب الشائعة ما يلي:
يعتبر هذا الأسلوب من أكثر الأساليب انتشارًا في العصر الحديث وهو امتداد للتعلم الإلكتروني الذي تتبناه العديد من المعاهد والمراكز التدريبية، فهو يسمح للمتدربين تلقي التدريب بالسرعة التي يفضلونها، يُضيف هذا النوع عناصر تفاعلية إلى عملية التدريب مثل الاختبارات القصيرة والمؤثرات البصرية، مما يزيد التفاعل ويساعد في ترسيخ المعرفة، وعلى الرغم من التحديات العديدة التي تواجهه مثل نقص الإشراف المباشر، إلأ أنّه يتيح قابلية كبيرة للتوسع، مما يجعله خيار مناسب للمؤسسات الكبيرة والمتنوعة.
تُستخدم المحاكاة في القطاعات الدقيقة مثل الصحة والطيران، وهي تهدف لتوفير بيئة تدريب واقعية تسمح من خلالها للمتدربين بمواجهة مواقف واقعية، لكن بطرق آمنة من دون مخاطر، وتعتبر أسلوب فعال يساعد في تطوير مهارات حل المشاكل والعمل تحت الضغط.
يعتبر هذا النوع من التدريب ملائمًا للموظف المبتدئ، خاصةً عندما يترافق مع برنامج تدريب يمهد للفهم العميق للمعلومات قبل تطبيقها عمليًا، فهو يسمح له باكتساب المهارات المطلوبة من داخل بيئة العمل مباشرةً، مما يعزز الاندماج المهني ويحقق أعلى درجات التأهيل.
يعمل هذا النوع من التدريب على تقديم التعلم من المدربين ذوي الخبرة للموظفين الأقل خبرة، مما يعزز من الشعور بالدعم والانتماء، ويتميز هذا الأسلوب بالقيمة العالية التي يقدمها في تطوير المهارات وبناء العلاقات المهنية، وبالرغم من الوقت والجهد الذي يبذله الموجهين، إلا أنّ ذلك ينعكس نتائج أقوى على الشركة على المدى البعيد.
لا يزال التدريب الصفّي حجر الأساس للكثير من الشركات، يقوم هذا الأسلوب على التفاعل المباشر بين المدرب والمشاركين، ويتميز بالحصول على إجابات سريعة على الأسئلة الفورية وخلق علاقات تفاعلية داخل القاعة، لكنه يواجه تحديات بخصوص التوسع، خاصةً عند ازدياد عدد المتدربين.
بالإضافة للأساليب السابقة، توجد عدة أساليب تدريبية فعّالة أخرى، مثل لعب الأدوار الذي يساعد المشاركين على تجربة حالات ومواقف مستمدة من الواقع والاطلاع على ردود فعل مهنية تناسب الموقف، والأفلام ومقاطع الفيديو التي تساعد في تبسيط المعلومات والمفاهيم المعقدة من خلال محتوى بصري يسهل الوصول إليه ومراجعته، مما يجعلها أداة مرنة ومناسبة للتعلم، وكذلك دراسات الحالة التي تعمل على تنمية التفكير التحليلي من خلال دراسة مواقف حقيقية أو افتراضية وتشجيع المتدربين لتحليلها واقتراح أفضل الحلول للتعامل معها.
اختيارك برنامج تدريب مناسب هو خطوة استراتيجية للاستمرار وتعزيز الكفاءة المؤسسية، فالحلول التدريبية الصحيحة لا تؤثر على جودة التدريب وحسب، بل تنعكس على أداء الشركة ونتائجها، لكن مع التخطيط الدقيق واختيار الشريك التدريبي المناسب، يتحول التدريب إلى محرك حقيقي للنمو والتميز المؤسسي.