نُشِر في Sep 29, 2023 at 12:09 PM
عند التفكير في ديمومة العمل فإن الإعداد الناجح هو السر، وفيما يخص الأعمال التجارية فإنّ وجود خطة مالية قوية يتصدر القائمة، تساعد تلك الخطة على جذب المستثمرين وتجنب نقص التدفقات النقدية وتوقع النمو.
فيما يلي سنتعرف على أهمية وجود خطّة مالية في الشركات الصغيرة لتحقيق أهدافها المستقبلية، وما هي أهم مكونات تلك الخطة وكيفية إعدادها.
تساعد الخطة المالية (financial plan) في التعرف أكثر على بيئة العمل وتتيح القدرة على اتخاذ قرارات جريئة وصائبة بشأن تخصيص الموارد والأصول، فهي تجيب عن جميع الأسئلة الرئيسية التي من الممكن أن تُسأل في طريق تحقيق الهدف.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد إنشاء خطة مالية عملية على زيادة الثقة بالعمل والفهم الجيد لطرق تخصيص موارد الشركة، فهي تُظهر مدى التزام العمليات بجداول الإنفاق والقدرة على الوفاء بجميع الالتزامات المالية ضمن الجداول الزمنية الموضوعة، كما تتيح المساعدة في تحديد مدى تأثير الاختيارات على إيرادات الشركة وما هي الظروف التي تتطلب المزيد من الإنفاق في المستقبل.
تفيد الخطة المالية أيضًا عند الطلب من المستثمرين التفكير بالدخول في العمل، وتوضح الطريقة التي تدير بها المؤسسة النفقات وكيف جلب الإيرادات في الوقت الحالي لسداد تلك النفقات، فضلًا عن تحديد مقدار متطلبات العمل من المبيعات والمستثمرين لتحقيق المعايير المالية المهمة.
كل خطة مالية يجب أن تحتوي على بعض المكونات الأساسية، وهي:
يُعرف أيضًا ببيان الربح والخسارة وهو يشرح معدل الربح والخسارة في المشروع أثناء فترة معينة، غالبًا يؤخد لمدة 3 أشهر، ويتضمن كل من تكاليف بيع المنتجات والسلع وتدفق الإيرادات والتكاليف التشغيلية من تكاليف المعدات والمرافق والمكاتب.
أحد القوائم المالية الهامة في الشركة، والتي توضح التزامات الشركة وأصولها وحقوق المساهمين، وتساعد في تحديد مكانة الشركة اليوم في السوق وتقييم أدائها، وتُستخدم الميزانية العمومية في حساب بعض النسب المالية الهامة.
أحد أهم مكونات الخطة المالية لأي شركة هو بيان التدفق النقدي الخاص بها، فأي عمل يتعلق بالنقد، يحدد البيان كمية الإيرادات المتوقع الحصول عليها ومتى سيتم ذلك مع شرح الفرق بين الأرباح والوضع النقدي، كما يوضح البيان مقدار النقد الذي تمتلكه الشركة حاليًا وأين سيذهب ومن أين سيأتي مع جداول زمنية لكل نشاط يتم.
تبحث هذه الخطة في أداء الموظفين الحاليين وتفيد في تحديد الوقت الملائم لتوظيف المزيد من الأشخاص الجدد، وتحديد نوع العمل المطلوب منهم بدوام جزئي أو كامل، إضافةً إلى دراسة نفقات توظيف هؤلاء الأشخاص إن كانت مبررة مقابل المزيد من النمو والتقدم أم لا.
على الرغم من وجود بعض البيانات التي توضح الصور الكبيرة للعمليات، إلا أنها لا تكفي ويجب التعمق ببعض التفاصيل الصغيرة ومراقبة أداء بعض المجالات الفردية، إذ تهدف هذه النسب لتوضيح تلك الأمور.
على سبيل المثال يُبين هامش الربح الصافي ونسب الأصول إلى المبيعات والعوائد من حقوق الملكية ورأس المال العامل ومجمل الديون نسبةً لمجمل الأصول وغيرها.
كما يعتمد حساب تلك النسب على الأرقام المستخلصة من بيانات الدخل والتدفق النقدي والميزانية العمومية، وعادةً تُستخدم في الحصول على التمويل من المستثمرين أو البنك.
يشرح هذا البيان كمية المبيعات المتوقع بيعها خلال فترة محددة، ويجب أن تكون تلك التوقعات متوافقة مع المبيعات المبيّنة ببيان الدخل.
نقطة التعادل هي مقدار الأموال الذي تحتاج الشركة لبيعها لتغطي جميع النفقات، على سبيل المثال، متجر لبيع الدراجات الهوائية، يجب أن يشمل سعر بيع الدراجة كل من سعر شراء الدراجة ونسبتها من إيجار المتجر ورواتب الموظفين وغيرها من التكاليف الثابتة ليبقى المتجر قادر على الوقوف على قدميه ويجني الأرباح.
من خلال تطوير خطة مالية ناجحة للمشروع يمكن البدء بثقة في بناء الأعمال التجارية وتطويرها، لتحقيق ذلك يجب أن تُبنى الخطة وفق الخطوات التالية:
الخطوة الأولى من التخطيط المالي الجيد هو وضع الأهداف والاستراتيجية العامة لعمل الشركة، يجب أن تتضمن الاستراتيجية جميع الآمال المراد تحقيقها خلال الفترة المقبلة، عادةً تؤخذ لعام، ويجب التفكير بجميع الأمور المالية واللوجستية.
على سبيل المثال، ما مدى التفكير بالتوسع على المدى البعيد؟ أو هل تحتاج الشركة للمزيد من المعدات أو الموظفين أو الموارد، وكيف تؤثر الخطة على التدفق النقدي للشركة، هل يتطلب الأمر المزيد من التمويل وكيف يمكن الحصول عليه؟
جميعها أسئلة يجب أن يجاب عليها بدقة، بعد الانتهاء منها يجب تحديد التأثير المالي خلال العام القادم بما في ذلك نفقات المشاريع الكبيرة.
بعد ذلك يجب وضع التوقعات المالية الشهرية عن طريق تسجيل المدخولات الشهرية المتوقعة بعد خصم كافة المصروفات والنفقات والإمدادات المتوقعة وغيرها من التكاليف التي حددناها في الخطوة الأولى من المبيعات المتوقعة.
لإتمام الأمر يمكن الاستعانة ببرامج وأدوات محاسبية خاصة من قواعد وجداول البيانات، كما من المستحسن إعداد القوائم المالية الكاملة للشركة من بيان الدخل المتوقع والميزانية العمومية وغيرها من المكونات، ومن الأفضل تضمين عدة سيناريوهات مالية منها الإيجابي ومنها السلبي لتوقع جميع الحالات ودراسة تأثير كل منها على مستقبل الشركة.
ولا بد من التنويه إلى أنه يجب أن يبقى رئيس العمل مطلعًا على كافة التفاصيل عند وضع التوقعات المالية، لأنّه هو من سيبحث عن التمويل عند الحاجة إليه وليس المحاسب.
بعد الانتهاء من وضع كافة التوقعات المالية، إن كان هناك حاجة للتمويل الخارجي يجب البدء على الفور بالتواصل مع الشركاء والمستثمرين الماليين لمناقشة جميع الخيارات الممكنة، تفيد التوقعات المالية الموضوعة بدقة وثقة في طمأنة الشركاء والمستثمرين بأنّ الشركة تعي ما تفعل وتمتلك إدارة مالية قوية.
البقاء يقظًا من أساسيات الاستمرار، ما الحل عند تدهور الأموال بشكل مفاجئ؟ يجب أن تمتلك الشركة خطة للخروج من المأزق بأقل الخسائر.
بشكل دوري، يجب إجراء مقارنات اقتصادية بين النتائج المحققة فعليًا وبين التوقعات الموضوعة لتحديد الجدوى والتحقق فيما إن كانت الشركة على الطريق الصحيح أم تحتاج لبعض التعديلات، وتؤدي المراقبة في كشف جميع التهديدات والمشاكل المالية قبل فوات الآوان.
الافتقار إلى الخبرة ليس أمرًا معيبًا، وذلك يعني أنّه يجب طلب الاستعانة بخبير مالي عند الضرورة، سيعمل الخبير على وضع الخطوط العريضة للخطة المالية لضمان استدامة التقدم.
ختامًا،
هذه كانت بعض الخطوات البسيطة لإعداد الخطط المالية لمشروعك إن كنت ترغب بالمزيد من الخبرة في النمذجة المالية وتطبيقاتها، فإننا نوجهك لحضور تدريب على النمذجة المالية أونلاين.