نُشِر في Jul 10, 2023 at 01:07 PM
لا شكَّ أنَّ الشركات والمؤسسات التي تعتمد على القيادة بنزاهة كاستراتيجية عمل دائمة، تكون قادرة على خلق انطباع إيجابي دائم عن الشركة وموظفيها، وحتى عملائها، على اعتبارها سمة إدارية مميزة تساعد في بناء سمعة الشركة وكسب احترام الزملاء ومكافحة الفساد.
لذا في المقال التالي، يمكنك التعرف على مفهوم القيادة بنزاهة وأهم السمات القيادية التي يجب أن تتوفر في القائد النزيه، مع الإشارة إلى أبرز النصائح حول كيفية كسب القائد ثقة المجموعة.
القيادة بنزاهة هي مهارة أخلاقية مهمة يجب أن يتمتع بها اليوم أي قائد فريق يطمح في تحقيق التميز، تعني الوعي والالتزام بمجموعة من المبادئ الأخلاقية العامة كالصدق والنزاهة والاحترام والالتزام بالوعود والشفافية وتنفيذ الشيء الصحيح، تتميز هذه المهارة بقيمتها العالية نظرًا لأن معظم الموظفين ينظرون إلى تصرفات قائدهم وتقليدها.
تتمثل أهمية امتلاك المهارات التنظيمية القيادية في مكان العمل في التصرف وفق أسس ومعايير أخلاقية عالية، يهدف ذلك إلى خلق ثقافة عمل إيجابية تحفز العاملين للعمل بجد وزيادة ولائهم للشركة.
كذلك تظهر نزاهة القائد واهتمامه في امتلاك المهارات القيادية في مكان العمل من قدرته على مكافحة الفساد وإظهار المسؤولية المجتمعية وتحسين صورة العلامة التجارية الناجحة، وبالتالي زيادة فرص كسب عملاء مخلصين، كل ذلك ينعكس زيادة في الأرباح.
أي مؤسسة أو شركة ذات علامة تجارية مرتبطة بالقيادة بنزاهة يمكنها أن تؤثر على المجتمع الذي تقدم خدماتها له بشكل إيجابي.
يميّز القائد النزيه مجموعة صفات أساسية، من تلك الصفات السلوكية ما يلي:
القائد ذو المبادئ الواضحة والمحددة يمكنه مساعدة زملائه في فهم ومعرفة موقفه من أي مشكلة أو قضية وتوقع ردود أفعاله عليها.
عند قيادة الحالات المعقدة، يجب أن يلتزم القائد بمعتقداته ومبادئه، كون ذلك يمنح الثقة للموظفين في اتخاذ قراراتهم وتعزيز استقرار المؤسسة.
القادة الموثوقون هم من يفعلون ما يقولون، هم من يسعون للحصول على أي معلومات من الآخرين من أجل دراسة الحالة واتخاذ قرار أكثر فعالية، تثق الإدارة والموظفين بهم وأحكامهم وقراراتهم بخصوص أي موقف، كما أنّهم ينقلون تلك الرؤية إلى الأشخاص الذين يقودونهم، يحفز ذلك الدافع الذاتي لهؤلاء لبذل أقصى جهد في العمل.
القائد النزيه يقول الحقيقة بغض النظر عن عواقب ذلك، الأمانة والصدق تساعد في حماية الشركة من عدم تطور المشاكل الصغيرة لتصبح كبيرة وتضر نظام العمل، يساعد ذلك أيضًا في كسب الثقة وتحسين العلاقة مع الآخرين ضمن الشركة.
القائد الواضح بقيمه ومبادئه قادر على تحديد سياسة عمله وفق تلك القيم والمبادئ، بالتالي سيكون أعضاء الفريق قادرين على توقع وفهم مسار عمل القائد في أي موقف ذو أولويات متضاربة.
القائد المسؤول الذي يحاسب نفسه على أي فعل خاطئ قادر على كسب الاحترام، الاعتراف بالخطأ يساعد في تصحيح مسار العمل والعودة إلى الطريق الصحيح، كما أنه بذلك يشجع بقية الموظفين على تحمل مسؤولية أعمالهم أيضًا دون الخوف من عواقب ذلك.
القائد الذي يقدر جهود وإنجازات فريقه ويدعمهم في المواقف الصعبة يمكنه أن يكسب ثقتهم به، بالتعاون كل شيء ممكن، القائد النزيه يقدم التعاطف والنصح والتوجيه ومن ثمّ يبتعد ويثق بقدرة فريقه على القيام بواجباته.
الاستماع للأخرين أمر مهم وحيوي لأي قائد، حتى لو كان نقد لأسلوب إدارته أو عمله، يُظهر الاستماع مدى احترام رأي الآخرين والثقة بالنفس وبأنّه يتطلع إلى تحسين ذاته باستمرار .
تشمل القائمة التالية أربعًا من أفضل الاستراتيجيات التي توضح كيف يمكن أن تكون قائدًا نزيهًا وموثوقًا به، وهي:
مع انتشار بيئات العمل عن بُعد والهجينة في هذه الأيام فإنّ التواصل بفعالية أصبح يتطلب جهدًا إضافيًا، كذلك تتطلب القيادة بنزاهة تواصل واضح وفعال داخل المؤسسة وبين الإدارات والفرق وأصحاب المصلحة، إضافةً إلى الشفافية وأن يكون التواصل ذو اتجاهين، أي منح الموظفين سماحية لإيصال صوتهم والتعبير عن رأيهم.
يستخدم التواصل طرق متعددة، يمكن أن يكون التواصل مباشر بشكل شخصي أو افتراضيًا من خلال الاجتماعات عبر الإنترنت أو اتصال غير متزامن بواسطة رسائل البريد الإلكتروني وبرامج الدردشة والمراسلة وغيرها من الطرق، تتطلب طرق التواصل الفعال تخطيط ودراسة دقيقة لانتقاء الطريقة الأكثر فعالية.
بناء الثقة يبدأ من التواصل المفتوح بين كافة أعضاء الفريق لتمكينهم من تقديم الأفضل، إذ أنّ قيم مثل الصدق والثقة هي من أكثر العوامل أهميةً في خلق علاقات قوية وبيئة داعمة والقيادة بنزاهة.
كما أنّ إعطاء الأفراد القدرة على التعبير عن آرائهم والتأثير على قرارت المشاريع من شأنه المساعدة في تمكينهم أكثر وتعزيز شعورهم بالارتباط بالشركة ويعطيهم الحافز لتقديم الأفضل وتحقيق النجاح.
يحتاج بناء الثقة وتمكين الموظفين بعض الوقت ويجب أن يحتوي على بعض العناصر، مثل:
تبني الثقة الأمان النفسي للموظفين أيضًا، الأمر الذي يزيد من ارتياح الجميع عند الحديث ومناقشة الأفكار مع الإدارة، تساعد دورات الإدارة والقيادة في دبي في تعزيز مهارات وقدرات القائد حول كيفية القيادة الرشيدة وبناء فريق واثق
متابعة الالتزامات وتنفيذ الأقوال والوعود عنصر هام جدًا في القيادة بنزاهة، القائد الملتزم قادر على بناء ثقة موظفيه، تحتاج عملية المساءلة هذه إلى رقابة دائمة واتصالات واضحة والعمل بشفافية ضمن كل المستويات الوظيفية من أعلى مستوى في الشركة إلى أسفل مستوى وبالعكس.
التواضع سمة مميزة لأي قائد يطمح للقيادة بشفافية ونزاهة والنمو، يجب أن يستمع برحابة صدر لآراء وتعليقات وملاحظات الجميع عن سلوك عمله وطريقة قيادته، ليس كل ما ينطبق على موظف واحد يمكنه أن ينطبق على الجميع، لذا من المهم الأخذ برأي الجميع والاطلاع على أفكارهم حول المخاطر وسبل التحسين.
يمكن القيام بذلك عن طريق استطلاعات الرأي الشخصية أو الاجتماعات الفردية مع كل موظف على حدى والتي تحتوي محادثات صادقة ومفتوحة، تعمل تلك الطرق من خلال طرح بعض الأسئلة مثل:
ختامًا،
القيادة بنزاهة ليست سوى تتويج لسلوكيات وأخلاقيات متعددة، معظم تلك الأفعال كبناء الثقة وتمكين الموظفين والمساءلة والإخلاص بالعمل تبدأ وتنتهي بالتواصل الفعال، لذا فإنّ قضية تطوير معايير أخلاقية لبناء بيئة عمل شفافة ومتفاهمة تقع على عاتق القيادات التي تقود بالنزاهة لتحقيق ذلك.