نُشِر في Dec 06, 2023 at 10:12 PM
لا شك أن مفهوم بناء فرق العمل الفعالة يحتاج لعلم وفن لتتوصل لنتيجة العمل التي تحلم بها، قد تبحث عن طرق لبناء فرق العمل الناجحة في مؤسستك، وقد تبحث أيضًا عن طرق لرفع مستوى فرق العمل التي لديك حالياً حتى يتمكنوا من استغلال إمكاناتهم للدرجة القصوى في الأداء المطلوب.
تعد مرحلة أو مفهوم بناء فريق العمل عبارة عن تجميع لمختلف أعضاء الفرق بغية بناء فرق العمل الفعالة، والتي تتمكن من العمل معًا بروح واحدة لتحقيق النتيجة المرجوة للفريق.
يتطلب تطوير فرق العمل مجموعة من سلوكيات الرعاية والاهتمام والقيادة الفعالة، كما يتطلب مستوى من الوعي الذاتي كقائد ومن كل عضو من أعضاء فرق العمل، كما يجب التعرف على نقاط القوة لدى كل عضو من فرق العمل، وأين يمكن أن تساعد القوة التي يمتلكها أحد الأعضاء في تحسين فرصة عضو آخر؟
أما بالنسبة لقائد فرق العمل فعليه التفكير في كيف يمكنه تمكين الفريق بأكمله للوصول إلى إمكاناتهم الكاملة؟
أي بوصفك قائد المنظمة فأنت بحاجة إلى تغيير الطريقة التي ترى بها العمل، عليك أن لا تحكم على نجاحك بناءً على نتائجك فقط، بل عليك أن تركز على إنتاجية وأداء الأشخاص الذين تديرهم داخل العمل.
حيث يعد تكوين وتمكين الأعضاء في فرق العمل الجماعي جزءًا أساسيًا من وظيفة المدير والقائد لمساعدتهم في الوصول إلى إمكاناتهم بالرغم من صعوبة الأمر، لأنه يتطلب التعامل مع أنواع مختلفة من الأشخاص في فرق العمل وجميعهم لديهم شخصياتهم وأهدافهم وسلوكياتهم ودوافعهم، وهذا يعني بأنه عليك تنمية قدرتك ومعرفتك بالأساليب والاستراتيجية المناسبة التي يتحتم عليك اتباعها خلال عملية بناء فرق العمل الخاصة بمؤسستك أو مشروعك.
قد يتبادر إلى ذهنك بعد تشكيل النظرة العامة عن أهمية بناء فرق الأعمال في المنظمات والشركات، أن ما هي السلوكيات أو مراحل بناء فرق العمل كذلك كيفية اتباع استراتيجية صحيحة ضمن نظام العمل بـ هدف بناء فريق ناجح ومتماسك، وهذا ما سنتطرق إليه ضمن فقرتنا المدرجة.
- تحديد الأهداف
من أجل بناء فريق عمل فعال، عليك تحديد الأهداف بين ما تريده مؤسستك و فريق العمل لديك، والتي ستساعدك في تحديد وتصميم مسار يتفاعل فيه جميع أعضاء فرق العمل لديك لتحقيق النجاح المطلوب لمؤسستك، والذي يضمن لك إعداد كل عضو من فرق العمل للوصول إلى إمكاناته الكاملة.
يمكنك تحديد أهداف بناء الفريق من خلال استخدام خطوات مدروسة مثل اتباع الأهداف الذكية SMART، حيث أن الأهداف المرتبة وفقاً لهذه الطريقة تكون محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقق في الوقت المناسب.
وللتأكد من ذلك يمكنك البدء بتقسيم الهدف الذي يتوافق مع استراتيجية مؤسستك وفرق العمل لديك، فمن حيث القابلية للقياس، فأنت تريد الـ تأكد من أنك قادر على تتبع مدى تحقيق الهدف من قبل فرق العمل، بالإضافة لقياس النجاح والفشل المحتملين وكيفية التمكن من الوصول إلى هدفك.
أما عندما تريد التفكير في قابلية تحقيق أهدافك فعليك التفكير فيما إذا كانت لديك القواعد الأساسية لذلك والموارد المناسبة والتي تفوق الوسائل المستخدمة من قِبل فرق العمل، كما عليك تقييد نفسك وفريق عملك ليلتزم بوقت وتاريخ الإنهاء للمهام الموكلة إليه، مما سيسمح لك بمحاسبة نفسك وفريقك.
- تحديد الأدوار والمسؤوليات
لتحقيق النتائج التي تسعى إليها عليك تحديد دور ومسؤولية كل فرد من فرق العمل، لكي يتمكن كل منهم من معرفة المهام أو الواجبات الموكلة إليه، فلا يمكن لفريقك أن يكون ناجحًا إذا لم يعرف ما هو المتوقع منه وما هي الإمكانيات والصلاحيات التي يمتلكها.
و تتمثل الطرق التي يمكنك فيها تحديد أدوار وواجبات فرق العمل من خلال تحديد ما يجب القيام به، وإيجاد نقاط القوة والضعف، والرجوع إلى توصيف الوظائف، وإدارة الموارد البشرية، مما سيساعد على توفير الموارد المختلفة لأعضاء فرق العمل للحصول على فهم كامل لوظائفهم ومهامهم وذلك بالطبع سيدعم خططك لتحقيق النجاح.
- امتلاك مهارات الاتصال الجيد
لا يمكن التقليل من أهمية التواصل الواضح عند قيادة وبناء فرق العمل، حيث يمكن أن تكون عدم القدرة على التواصل الفعال مع أعضاء فريق العمل لديك سببًا للعديد من المشكلات، بدءاً من الافتقار لكفاءة الفريق وإنتاجيته وعدم تحقيق النتائج المرجوة منه، انتهاءًا بمشاعر الاستياء أو عدم الثقة في قدرة المدير على قيادة فرق العمل لديه.
مما يحتم عليك التواصل بشكل واضح ومختصر، مع التأكد من تقديم المعلومات المهمة إلى جميع أعضاء فرق العمل في نفس الوقت، لتجنب إثارة مخاوف أعضاء فريق العمل من إخفاء بعض المعلومات عنهم.
كما يعتبر الاستماع لأعضاء فرق العمل نقطة أخرى مهمة للتواصل، من خلال تشجيع مناقشات الفريق، وخلال الاجتماعات، يمكنك السؤال عما إذا كان هناك أي شيء يرغبون في طرحه ومناقشته والسماح للأسئلة والأجوبة في نهاية العروض التقديمية.
كما يمكنك تحقيق الاتصال الجيد الفعال مع فرق العمل لديك من خلال اتباع سبع قواعد أساسية: التواصل الموجز، والكامل، المتماسك، الواضح، المهذب، والملموس، الصحيح.
لكي يكون تواصلك موجزًا، عليك أن تتحدث بشكل مباشر دون حذف معلومات مهمة لا سيما أن هذا يمنع حدوث أي مشاكل في المستقبل، كما يشير الاتصال الكامل إلى إعطاء كامل المعلومات التي ستفيد فرق العمل لديك مما يساعده على فهمها بالطريقة التي تريدها، ويتعلق الاتصال المتماسك ببنية رسالتك الموجهة لفريق العمل بحيث يفهم و يستوعب أفكارك بطريقة منطقية، بينما يوصف التواصل الواضح بأنه تواصل خالٍ من أي مفردات غير ضرورية والتي تتطلب انتباه المستمع.
ويتضمن التواصل اللطيف التواصل البصري والنبرة المحترمة، بالإضافة إلى تقدير وقت المستمع وانتباهه كما عليك أن تستمع بفاعلية إلى أعضاء فرق العمل لديك عندما يجيبون أو يطرحون أسئلة، لأن هذا سيجعل التواصل واضح بينكم، فيما يشير الاتصال الملموس والصحيح إلى المفردات والقواعد والحقائق التي تحاول إيصالها لفريق عملك، والتي تكون قابلة للتطبيق ومناسبة لأعضاء فريق العمل لديك لإحداث الفرق الذي تبحث عنه.
- تحويل الفشل إلى فرصة للتعلم
من المهم لك كمدير مشروع أو مؤسسة ألا تلوم الأشخاص في فرق العمل عندما تسوء الأمور وأن تركز بدلاً من ذلك على ما يمكن تعلمه من التجربة، وكيف يمكن عمل الأشياء بشكل مختلف، وما تم القيام به بشكل صحيح، وتأكد من أن هذا يُنظر إليه على أنه فرصة للتعلم في المستقبل بدلاً من تجاهل الفشل الحالي لتحقيق الهدف.
- الثناء على الجهد المبذول
لا يدرك العديد من المديرين مدى أهمية تعليقاتهم الإيجابية وثنائهم على أعضاء فرق العمل وكم سيحدث ذلك فرقا بالنسبة لهم، مما يساعد في رفع الروح المعنوية وبناء ثقة الشخص ودفعه لبذل جهد أكبر في المستقبل.
مع ضرورة عدم اقتصار الثناء فقط على النتائج التي تم تحقيقها وإنما ايضًا على الجهد المبذول، فمثلاً إذا تم بذل الكثير من الجهد في مشروع لم يصل إلى النتيجة المرجوة منه، فيجب عليك الاعتراف بالعمل والجهد المبذول فيه لكي لا يفقد الموظف شغفه في العمل.
مما سيساعدك على إنشاء بيئة إيجابية من خلال الاستشهاد بالأحداث والسلوكيات التي أحببتها بشكل خاص وتشجيع فريقك على بذل المزيد من الجهد الذي سيتم تقديره.
- تطوير نقاط القوة الحالية
يميل المديرون إلى التركيز على نقاط ضعف أعضاء فرق العمل لديهم والعمل على تحسينها وهو أمر مهم حقًا، ولكن من الضروري أيضًا تحديد نقاط قوتهم وتطويرها بشكل أكبر مما يساعد بالطبع على إدارة خبرة الموظفين بشكل جيد.
بل وسينعكس ذلك أيضًا على الموظفين ويضفي في أنفسهم مشاعر الفخر والثقة بما يتفوقون به، كما سيستمتعون بتطوير هذه المهارات بهدف أن يصبحوا الأفضل في المؤسسة أو المشروع الذي يعملون به.
- البحث عن طرق فعالة لمكافأة العمل الجيد.
جميع الموظفون يحبون تقدير عملهم من خلال مكافأة سواء كانت مادية أم معنوية، فإذا كنت قادراً بما يكفي لتتمكن من تقديم مكافآت مالية لأعضاء فرق العمل لديك فهذه طريقة رائعة لإظهار التقدير.
أما إذا كنت تدير مؤسسة أو مشروع ناشئ ولا يتوفر لديك الكثير من المال فيمكنك مكافأة الموظفين الفعالين من خلال تفويضهم باتخاذ قرارات رئيسية في العمل والتي ربما تكون قد احتفظت بها لنفسك، ابحث عن طريقة مبتكرة لإظهار أنك تهتم بموظفيك وأن جهودهم موضع تقدير بالنسبة لك، مما سينعكس ايجابياً عليك وعلى مؤسستك.
- التنويع عند اختيار أعضاء فرق العمل لديك.
يجب أن يكون فريقك متنوعًا مكونًا من تجارب وأعمار وآراء وخبرات مختلفة، حيث يمكن أن يساعدك هذا الاختلاف في أعضاء فرق العمل، على تطوير مشروعك وقيادته بشكل أفضل نحو طريق النجاح.
كما سينعكس ذلك إيجابًا على زيادة الإنتاجية والإبداع والابتكار مع وجود العديد من وجهات النظر المختلفة، أي من خلال وضع هذه الاستراتيجيات في الاعتبار، لن تتمكن فقط من تحسين خبرة فرق العمل لديك وإنما تطوير أيضًا مهاراتك كقائد.
في الختام
لا شكّ أنّ بناء فرق العمل حدث مخطط له دومًا كما أنها عملية تتطلب لاستمراريتها حسن الإدارة والتعامل، وهذا لا يتأتّى إلا من خلال مهارة إدارة الأفراد والموارد البشرية، لذا ندعوكم لحضور دورات تدريبية في الموارد البشرية في دبي، مع مركز لندن بريمير للتدريب، لا سيما أنها كفيلة بتنظيم أفكارك وإرشادك إلى أفضل الطرق العمليّة لإدارة أفراد مؤسستك.