
نشر في :11/13/2025, 7:07:08 PM
في عالم الأعمال الحديث، حيث تتسارع المهام والحياة وتتقاطع الأدوار، أصبحت مهارات التواصل في العمل عنصرًا حاسمًا في تحديد فعالية وإنتاجية مؤسسات اليوم، حيث لا يقتصر أمر التواصل الفعال على نقل الأحاديث والرسائل، بل في القدرة على فهم المسؤوليات المشتركة وإعداد علاقات مهنية سليمة مع الإدارة والزملاء والعملاء وجميع أصحاب المصلحة.
يُعرف المقال التالي مهارات التواصل في العمل ويشرح أنواعها، مع تسليط الضوء على فوائده التي تُبرهن لماذا مهارات التواصل في العمل تصنع الفرق؟ والاستراتيجيات الفعالة لتحقيق تواصل جيد وترسيخ مهارات التواصل في العمل كمنهجية يومية للعمل تدفع إلى تعزيز الرضا والنتائج.
تُعرف مهارات التواصل في العمل (Communication skills at workplace) بأنّها مجموعة المهارات التي يمتلكها الفرد ليتمكن من مشاركة الأفكار والمعلومات والأحاديث بوضوح وكفاءة مع الزملاء وأعضاء الفرق والعملاء ومختلف أصحاب المصلحة، بحيث لا تُنقل الرسالة فقط، بل تُفسر وتُفهم الغاية منها بشكل صحيح.
كثيرًا ما يضيع معنى الرسائل بين المرسل والمستقبل، مما يسبب تشتت الجهود وتباين التوقعات، لذلك تعتبر مهارات التواصل في العمل هامة للغاية، فهي لا تكتفي بصياغة الرسالة أو المعلومة، بل تُمكن صاحبها من شرحها وإرسالها بطريقة تضمن فهمها من الشخص المُتلقي، وكذلك تُمكن المتلقي من فهم أي إشارة أو رسالة بطريقة صحيحة.
للتواصل المهني في العمل عدة أنواع فعالة، أهمها:
للتواصل في مكان العمل عدة فوائد تنعكس إيجابًأ على المؤسسة ككل، أهمها:
معظم الخلافات في أماكن العمل نتيجة لاتباع طرق تواصل غير فعالة ينتج عنه سوء في الفهم أو الشعور بالتجاهل من الطرف الآخر، لذا عند امتلاك مهارات التواصل في العمل يعني امتلاك مهارة الذكاء الاجتماعي، مما يُخفض من معدل النزاعات الإنسانية ويُخفف من حدة التوترات والطاقة السلبية في بيئة العمل.
يساعد تناقل المعلومات بسلاسة عبر قنوات مفتوحة بين الإدارة والموظفين في تعزيز الروابط والثقة بينهم، مما يزيد من مشاركة الموظفين ويُحسن المزاج العام السائد داخل المؤسسة، كذلك تتيح مهارات التواصل في العمل للإدارات معرفة احتياجات العملاء وما يُحفزهم، وتساعدها أيضًا في التعرف على المواهب وتوظيفها في المواقع المناسبة، مما ينعكس تواصلًا أعمق وثقافة عمل صحية.
عندما يُدرك الموظف المطلوب منه ويكون قادرًا للوصول إلى المعلومة بسهولة، فإنّه بالتأكيد سيكون أكثر دقة في تنفيذ مهامه ويستثمر طاقاته بما يُفيد المؤسسة، بينما يؤدي الغموض والضبابية إلى الارتباك وإضاعة الوقت، لذا فإنّ مهارات التواصل في العمل هي عامل إضافي لتحسين إنتاجية المؤسسات وتحسين جودة أدائها وتحقيق النجاح المؤسسي.
لا يقتصر تأثير التواصل الفعال على حدود المؤسسة، بل يمتد الأمر إلى صورتها العامة أمام جمهور العملاء، المؤسسات التي تعلم كيف تتحاور مع عملائها وتُبقيهم في حالة تحديث دائمة حول أخر المتغيرات ستكون أكثر قدرة على خلق روابط وعلاقات وطيدة معهم والاحتفاظ بهم، كذلك هي تستثمر في سمعتها وصورتها.
الشركات التي تُشجع موظفيها على التعبير بحرية، توقد داخلهم دافعًا أكبر للابتكار والإبداع وتقديم استراتيجيات وحلول عملية تُحسن من أداء المؤسسة بشكل عام.
لا يمكن فرض الثقة، بل يتم بناؤها عبر الرسائل الواضحة المفهومة من الجميع بالطريقة نفسها، تساعد مهارات التواصل في العمل في هذه المهمة من خلال مساعدة أعضاء الفريق في إيجاد نقطة تناغم تجمعهم سويةً للعمل كفريق واحد.

سواء كنت تعمل في مؤسسة كبيرة أو صغيرة، مهارات التواصل في العمل ضرورية لتحقيق تواصل فعّال مع عملائك وزملائك وتحقيق جميع أهدافك وضمان نجاحك، فيما يلي بعض النصائح المهنية التي من شأنها مساعدتك لتحقيق ذلك:
تتعدد قنوات الاتصال بين الشخصية واللفظية وغير اللفظية، لكل قناة منها غرضها وإيقاعها الخاص، وكثيرًا ما يكون اختيار القناة الصحيحة لنقل الرسالة والتواصل هو نصف الحل، لذا اختر قناة تتوافق مع نوع الرسالة التي تريد إرسالها.
التعاون والتواصل وجهان لعملة واحدة، وهذا لا يعني الوصول إلى توافق تام، لكن على الأقل معرفة أن الاختلاف لا يجب أن يُوقف العمل بل يستمر ومع الوقت والممارسة ستتمكن من نقل أفكارك وآرائك بفعالية في بيئة آمنة، وبالتالي سيكون التعاون أسهل والنتائج أفضل.
اللقاء المباشر هو أفضل الطرق للحد من سوء الفهم، لذا إن كنت غير قادر على الحضور الشخصي، يمكنك الاستعانة بمكالمات الفيديو والاجتماعات كبديل فعال، أو بالمكالمات الهاتفية إن كنت ترغب بتخفيف الإرهاق البصري، أهمية التواصل المباشر تنبع من لغة الجسد وتعابير الوجه ونبرة الصوت التي تساعد كثيرًا في فهم المقصود.
الطريقة التي يُقال فيها القول لا تقل أهمية عن مضمونه، قد يوحي تشابك الذراعين أو تعابير الوجه المتوترة إلى رسائل غير مقصودة، لذا في المواقف والمحادثات الصعبة عليك الانتباه للغة جسدك ونبرة صوتك والمحافظة على الهدوء والمرونة لمنع الفهم الخاطئ أو التأويل.
الاستماع نصف الاتصال، عندما تستمع لترد فقد تُضيع الكثير من التفاصيل الأساسية، بينما عندما تستمع لتفهم فإنّك ستركز على فهم كل كلمة تُنطق، وهذا يزيد من احترامك لدى الطرف الآخر، لذا عندما تخطر على بالك أي فكرة وأنت تستمع سجلها وتابع الاستماع، وقم بطرحها عندما يصبح الوقت مناسبًا.
عندما تفصل ما بين الحقائق وهي الأمور التي حدثت فعلًا وبين القصص وهو تفسيراتنا لها، فإنّك ستكون قادرًا على اتخاذ قرارات مدروسة وموثوقة لا مبنية على افتراضات وتوقعات، على سبيل المثال إذا قدّم لك المدير ملاحظة مباشرة أمام زملائك، فهي بالتأكيد حقيقة، لكن قصتها هو استنتاجاتك عن الدوافع التي جعلته يقدمها في هذه اللحظة وهو ما يجب أن تتحقق منه لاحقًأ.
إرسال الرسالة لشخص غير معني يُعتبر نوع من ضعف التواصل، لذا تأكد قبل إرسالها بأنّ الشخص المتلقي هو شخص مناسب ومعني بها، وإلا فهذا مجرد هدر للوقت.
إن كنت تبحث عن فرصة لتطوير استراتيجياتك ومهاراتك المهنية، سواء في مجال التواصل المهني أو الموارد البشرية، يمكنك التسجيل في دورات تدريبية مثل الدورة المتقدمة في إدارة الاتصالات والعلاقات العامة أو دورات تدريبية متخصصة في الموارد البشرية التي تركز على إدارة الأداء وتطوير المواهب، والتي يقدمها مركز لندن بريمير سنتر للتدريب المهني في دبي، هذه المدينة النابضة بالأعمال والحياة، كذلك تتوفر الدورات في مدن أخرى مثل لندن وبرشلونة وباريس وأسطنبول وأمستردام والقاهرة، فضلًا عن توفرها أونلاين عبر منصة (Live online learning).
الآن يمكننا القول أنّنا أصبحنا ندرك لماذا مهارات التواصل في العمل تصنع الفرق ودورها في تطوير وتعزيز العلاقات، هي ما تُحول العلاقات إل قنوات ثقة والمعلومة إلى اتفاق تشاركي على المهام والمسؤوليات والاجتماعات إلى مساحات للفهم المشترك، تبني مهارات التواصل في العمل كعادةً مؤسسية يُقلص الهدر ويزيد من الوضوح ويُقارب الجهود نحو تحقيق أهداف موحدة، فتربح المؤسسات جودة التنفيذ ورضا الجمهور معًا.