نُشِر في Aug 02, 2023 at 10:08 AM
لا يجب أن لا يخلو أي تخطيط مالي من تقييم المخاطر المالية، التقييم عنصر هام يجب أن تقوم به معظم الشركات التجارية بشكل منتظم أيًا ﻛﺎﻧﺖ أحجامها، فهو يمنح الشركات القدرة على إدارة وتقييم وضعها المالي الحالي ويعطي فكرة واسعة عن الاتجاهات المستقبلية.
تهدف المقالة التالية إلى تعريف تقييم المخاطر المالية بأنواعها المختلفة، وكيف يتم إعداد تقييم ناجح وما هي أبرز المجالات التي ينظر إليها عند تنفيذ تقييم بشأن مخاطرك، تابع معنا.
ما هو تقييم المخاطر المالية (Financial Risk Assessment)؟
يُعرف منهج تقييم المخاطر ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ بأنّه تحليل وتقييم للمخاطر المتعلقة بالاستثمارات والتمويل ومختلف الأدوات المالية ذات الصلة، من خلالها يمكن للمؤسسات تحديد حجم النقد الذي ترغب بضخه في الاستثمار في الأسهم أو أي أصول أخرى، إضافةً إلى المخاطر المحتملة التي تكون الشركات على استعداد لقبولها في سبيل تحقيق أهداف الشركة.
بواسطة تقييم المخاطر المالية تكون المنظمات قادرة على معرفة كافة الفرص المتاحة ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺮ المتوقعة والتي من الممكن أن يكون لها تأثيرات مالية عليها وتقييمها وتحليلها، يساعد ذلك في إدراك مختلف المخاطر المرتبطة بالاستثمارات والأدوات المالية، وبالتالي يمكنهم تطوير خطط للتخفيف من تلك التهديدات والمخاطر وزيادة العوائد.
كما يسمح تقييم ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺮ المالية باتخاذ قرارات أدق تتعلق بكيف ومتى يجب البدء بالاستثمار، لذا فهو يفيد المنظمة في تحديد كافة المجالات الممكنة للتحسين الداخلي في سياسات واستراتيجيات الاستثمار لديها ومجالات النمو المتاحة.
يبدأ المحللون الماليون عملية التقييم من جمع كافة البيانات المرتبطة بالاستثمار والأدوات المالية وترتيبها في فئات، بما في ذلك الأداء التاريخي والظروف الحالية للسوق والأداء المستقبلي المتوقع، بعد ذلك يلجأ هؤلاء لاستخدام علم الإحصاء والتحليل لتقييم كل خطر محتمل مرتبط بكل استثمار أو أداة، تساعد تلك التحليلات في اتخاذ قرارات مستنيرة.
ناهيك عن التحليل الإحصائي الكمي يستخدم المحللين طرق وأساليب أخرى معها مثل التحليل النوعي أيضًا لتحليل مستوى الأخطار، يبحث التحليل النوعي في مختلف العوامل المؤثرة بكل استثمار أو أداة، من تلك العوامل الصناعة التي تعمل بها الشركة وسمعتها والمناخ الاقتصادي العام.
تتعدد أشكال وأنواع المخاطر الماليّة لتشمل كل من:
من الضروري إدراك أنّ فهم المخاطر المالية وإدارتها أمر حيوي، لذا يجب المحافظة على استراتيجيات تقييم المخاطر وإدارتها مُحدثة والعمل على تقييمها ومراقبة فعاليتها بانتظام لتحقيق الحماية الكافية للشركة.
الاستمرار والتكرار هما عنصران نجاح عملية التحليل والتقييم، يضمن اتباع نهج منتظم ومتكرر عدم مرور أي شيء من بين الشقوق، لكن الأمر يختلف من صناعة لأخرى ومن قطاع لآخر، إذ ما ينفع لديك ليس بالضرورة نافع لغيرك.
يجب أن يكون فريق العمل مدربًا جيدًا للتعامل مع أي تهديدات ومخاطر تواجه الشركة بكفاءة وجدية، لذا ننصحك في اتباع إحدى دورات تدريبية في التمويل في دبي لإتقان العملية المصرفية والمالية جيدًا، بعد تلقي التدريب الكافي يمكن لفريق المحللين الماليين البدء بتقييم إجراءات معالجة وإدارة المخاطر عن طريق النظر في بعض المجالات الرئيسية التي لا بدّ أن تشملها العملية، وذلك من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة العامة، وفقا لما يلي:
يتمثل ذلك بالتأكد من أنّ الأنظمة والدراسات المُستخدمة صحيحة وتساعد بتحقيق النمو، وهل التقنيات والعمليات الداخلية ضمن المؤسسة تحميها من المخاطر، هل تم توظيف الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة؟
يشمل ذلك نوعية وكمية البيانات وهل هي كافية لاتخاذ قرار بخصوص العمليات، وهل تتوفر في الزمن المناسب؟
ويتضمن هذا المجال تحديد جميع المخاطر المذكورة سابقًا، بدءًا من مخاطر الأسواق إذ يدرس إن كانت الإدارات على اطلاع دائم بالشركات المنافسة لها ﻓﻲ ذات القطاع أو الصناعة وهل تتعقب التغيرات في الأسواق؟
إضافةً ﺇﻟﻰ المخاطر الائتمانية، هل تقدر الشركة على دفع فواتيرها وما مقدار التدفقات النقدية لديها، وهل يلتزم العملاء بالدفع في الوقت المحدد أم لا؟
وكذلك مخاطر الـتمويل، هل يواجه الشركة أي كساد موسمي أو عام وما مدى سهولة تحويل الأصول إلى رصيد نقدي عند الضرورة؟
وأخيرًا المخاطر التشغيلية، هل الشركة على استعداد لتحمل أي قضايا متعلقة بموظفيها أو قضايا الاحتيال، وما هي السياسات والضوابط الخاصة بالتأمين؟
يتتبع هذا المجال تنفيذ المخطط الاستراتيجي المتعلق بالنمو، وفي حال كانت الاستراتيجية موجودة فما هي الخطوات اللاحقة لتنمية المشروع؟
يحدد هذا المجال إمكانية رفع الأسعار بهدف تحسين هامش الربح، أو هل يتحسن الربح عند تقصير دورة المبيعات أو تسريع دورة التصميم، والتأكد إن كان يمكن ﺗﺤﺪﻳﺪ النفايات والتكاليف الأخرى للتقليل منها.
يتأكد هذا الجانب من حصول الإدارة على كافة المعلومات التي تلزمها لاستكشاف الفرص الجديدة، وفي حال العثور على فرصة عمل جديدة فهل تتوفر الموارد للاستفادة منها.
ختامًا،
الخطر موجود في أي مكان، لكن مع دراسة كيفية تقييم المخاطر المالية بشكل جيد يمكن الحد من أثارها السلبية على المؤسسات وتعزيز نقاط قوتها والتأكد ﻣﻦ قدرتها على استغلال أي فرص مميزة لإدارة النمو والازدهار والتنبؤ بها لكسب المزيد من المال.