نُشِر في Nov 28, 2022 at 01:11 PM
تدعو الحاجة اليوم إلى تطبيق نظرية إدارة التغيير التنظيمي في المؤسسات والشركات أكثر من أي وقت مضى، لا سيما في ظل التحولات الرقمية والتغيير الناتج عن تطوير المفاهيم التكنولوجية والتطبيقات التابعة لها والتي تؤثر بدورها على عَالم الأعمال والاقتصاد.
لكن وعلى الرغم من ذلك تجد العديد من الشركات تقف في حيرة وتردد حيال تطبيق هذه النظرية، إذ غالبًا ما يشكل مفهوم التغيِير رهبةً واضحةً لدى المعنيين بتطبيقه سواء في مجال العمل أو غيره.
ربما نعزو السبب في ذلك إلى ميول غالبية الأشخاص نحو الاستمرار في نفس سياق التفكير والروتين خوفًا من إحداث نتائج غير متوقعة أو ربما سلبية إلى حد ما، إلا أنَّ نظريات إدارة التغيير أوجدت كـ عملية أساسية كفيلة بحمل المنظمات والمؤسسات على جناح التطور والنجاح.
أي أن للتغيير فوائد وإيجابيات لا حصر لها، إلا أنه لن يحصلها إلا من كان على مستوى عالٍ من القيادة والتطوير والذكاء التنفيذي، بل والإحاطة بـ نماذج إدارة التغيير الأكثر إنجاحًا للأعمال واختيار منها نَموذج يلائم المنظَّمة التي تقودها، وهذا ما سكون قادرًا على فعله فيما لو اقتفيت آثار نصائحنا وإرشاداتنا المدرجة في هذا المقال.
يمكن اختصار مَفهوم نظرية إدارة التغيير بأنه إطار قائم على بعض الأسس والممارسات أو الإجراءات التي تتخذها أي مؤسسة بهدف مواكبة التغيير والتطوير الحاصل في الأسواق التنافسية.
قد تكون هذه الممارسات عبارة عن استراتيجيات جديدة تطبق على نظام العَمل ككل، أو مجموعة من خطوات التطوير والتحسين للموظفين لمساعدتهم على القيام بدورهم الوظيفي بشكل أكثر كفاءة، كما قد تشمل مراحل التغيير مجموعة من القوانين الجديدة المطبقة على المُوظفين أو على خطة العَمل الأساسية في المؤسسة.
وبالتالي فإن نموذج إدارة التغيير الخاص بالأعمال قادر على نقل المنظمة أو الشركة المطبقة له من حال إلى حال، خاصة إن تم تطبيق مَراحل واستراتيجيات التغيير بواسطة النصائح والإرشادات التي وضعت من قبل الخبراء الاقتصاديين والتي سنتطرق إلى ذكرها في الفقرة التالية.
هناك عدد من النظريات أو النماذج المجربة عالميًا في قيادة التغيير والتي لاقت استحسانًا من مجربيها كما أسهمت بنجاح شركاتهم ومؤسساتهم، نستعرض ثلاثًا من نظريات التغيير التي ستسهم لا محالة في تَطوير شركتك.
1- نموذج كوتر لإدارة التغيير (kotter)
من أكثر النظريات شعبيةً وأكثرها فعاليةً في تحقيق الأهداف المنشودة للشركات، وسميت بهذا الاسم نسبةً للأستاذ جون كوتر (john kotter) الذي أدرج تحتها ثمان من خطوات إدارة التغيير المؤثرة على نجاح العملية الخاصة بإدارة التغيِير:
2- نَموذج أدكار لقيادة وإدارة التغيير (adkar)
إحدى أهم نَماذج التغيِير التي تساعد المؤسسات على الإدارة الجيدة والفعالة للتَغيير الذي ستحدثه في نظامها بحيث يعود عليها بفوائد جمة، تم تَطوير هذا النَموذج من قبل مؤسس شركة بروساي (prosci) بحيث ضمَّن داخله 5 عناصر رئيسية تنتمي لِجميع مكونات مصطلحه.
- الوعي (Awareness):
يقصد بهذا العنصر تعظيم فهم الموظفين حول ضرورة تغيير بعض السلوكيات والأنظمة في العَمل بما يتماشى مع سياق التغيرات والتطورات الناشئة بحيث يظهر التغيير لهم كـ أمر لا بدَّ منه.
- الرغبة (Desire):
بعد تعزيز الوعي في ضرورة التغير وفقًا للتطورات المحيطة، لا بدَّ من زرع رغبة التغيير والتطوير التنظيمي في نفوس المعنيين بإدارته والموظفين المعنيين بتطبيقه، لا سيما أنَّ ذلك سيكون له تأثيرًا بالغًا على نَجاح نظرية القيادة للتَغيير.
- المعرفة (Knowledge):
قبل البدء بتطبيق نظرية الدفع نحو التغيِير عليكَ التأكد من أنَّ كافة المعلومات والمهارات اللازمة لإِدارة التغيِير متاحة بين يديك، إذ أنَّ هذا العنصر هو من أَهم عَناصر إدارة التغيِير تبعًا لنموذج أدكار.
- القدرة (ability):
كذلك لا بدَّ من التأكد أنّ لديك القدرة الكافية على إتمام خِطة إدارة التغيير إلى نهايتها، إذ يهدف هذا العنصر إلى عدم التخطيط والتنظيم مسبقًا حتى لا تهدر طاقاتك ووقتك في أسس ونظريات لن تجدي لك نفعًا.
- التعزيز (Reinforcement):
إن التغيير الناجح يتطلب تتمة واستمرارًا لجميع الأنماط والنماذج والنظريات التي بدأت بها لتنفيذ عملية التغيير، لذا يعتبر هذا العنصر مهم جدًا في نموذج أدكار للتَغيير.
3- نموذج لوين للتَغيير
يمكننا اختصار تعريف نموذج لُوين للتغيير بأنه واحدًا من الأطر الأبسط والأسهل لإِدارة التغيير، طوره عالم الفيزياء (kurt lewin) والذي مثل هذا النموذج فـي قطعة الجليد التي تحتاج لإعادة تشكيلها وهكيلتها إذابتها اولًا وتحويلها إلى سائل ومن ثم وضعها في قالب جديد يعطيها مظهر مختلف.
ختامًا
تتمثل العوامل الرئيسية في إنجاح المنظَّمات والمؤسسات بقدرتها على مواكبة التغيير ومجالاته المتعددة، خاصةً في عالمنا الذي يشهد تطورًا سريع الخطى، إلا أنَّ اتجاهات نظرية إدارة التغيير تتطلب ذكاءً وحنكةً في تطبيقها.
بل وامتلاك عدة مهارات تسهم في ضمان نجَاح خطط ونماذج التغيير المطبقة داخل مؤسستك، لذا لا بدَّ لك من حضور بعض الدورات التريبية المتخصصة في هذا المجال مثل دورة تدريبية في إدارة التغيير في اسطنبول لا سيما أنها ستكون بمثابة السلوك العملي الذي سيقودك إلى النجاح.